5

10.9K 287 20
                                    

علقت ماجي قائلة :
" هذه طبيعة بول ايضا . ان كرامته تمنعه من ان يقع فى احابيل امرأة مثل كارلا . لا يمكن ان تواصلى استجوابه ليلا ونهارا لمجرد كونه جذابا . ومن المؤسف انك لا تملكين ثقة اكبر بنفسك . انك رائعة الجمال هذه الايام , ولن يتطلب الامر منك كثيرا كي تحصلي على قلب زوجك . انا متأكدة انك لم تحاولى حتى "

" كلا لم احاول لاننى اعتقد ... الامر غير مهم فى اية حال "

راقبتها ماجي بتمعن ثم قالت بهدوء :
" خذي بنصيحتى ايتها العزيزة ... وارتدى الليلة اجمل قميص نوم عندك "

عندما حان وقت النوم , كانت بروك قد وصلت الى حالة من الارهاق يرثي لها .

فقد ظلت صامتة طوال العشاء , فى حين راحت لوسيا تراقبها بقلق بدون ان تجرؤ على سؤالها عما بها . كان بول قد اتصل هاتفيا ليبلغ زوجته انه سيتأخر فى العودة الى البيت , لأن المهندسين سيعقدون اجتماعا طارئا لبحث بعض المشاكل المتعلقة بمشروع البناء الذى ينجزه فى احدي ضواحي المدينة . تلقت بروك المكالمة بقلق غريب , لكنها لم تحاول ان تستوضح منه اكثر . فهذه هى النتيجة الطبيعية لزواج من هذا النوع ... ومع ذلك فقد اضطربت اعصابها لمجرد التفكير بما سبق وقالته كارلا لها .

بعد ان آوت لوسيا الى فراشها , قرع جرس الهاتف فرد عليه جياني . وعندما استفسرت بروك عن الهاتف قال الخادم الامين ان احدا لم يرد بل وضعت السماعة من الطرف الآخر على الفور. بعد عشر دقائق قرع الهاتف مرة اخرى فتناولته بروك هذه المرة . احست ان هناك انسانا ما على الطرف الآخر غير راغب بالحديث . وعندما همت بوضع السماعة تناهت الى اذنيها قهقهة ناعمة ساخرة ... ثم اغلق الخط .

سألها جياني الواقف الى جانبها :
" هل هناك ما يسئ يا سيدتى ؟ "

" مخابرة سخيفة يا جياني "

اكفهر وجه الخادم وهو يقول :
" هكذا اذن . دعينى اهتم بالموضوع شخصيا يا سيدتى "

هزت بروك رأسها مبتسمة :
" شكرا لك يا جياني "

" انا بالخدمة يا سيدتى , هل تريدين شيئا آخر ؟"

" لا , اعتقد اننى سأذهب الى فراشي مثل لوسيا . تصبح على خير يا جياني , فانت تجعل الحياة سهلة فى هذا البيت "

انحنى جياني باحترام شديد ثم قال :
" انا سعيد برأيك هذا . هل سيعود سيدي قريبا ؟ "

قالت باقتضاب :
" لا اظن ذلك "

لم تنفع مواقف جياني الطيب فى ازالة التوتر والضيق عن نفسها .

فاذا لم تخدعها اذناها , فان تلك الضحكة هي لكارلا . لقد سمعتها تطلق مثل هذه الضحكة فى احيان كثيرة . هل اتصلت لمجرد السخرية منها . كي تؤكد لها ان الوضع غير سليم ؟

واخيرا قررت ان تستحم , لعل الماء الدافئ ينعشها ويبعد عنها الافكار المتضاربة التي تضج فى رأسها . وضعت كمية من صابون الحمام الوردي اللون , ثم انزلقت فى الحوض عندما وصلت الرغوة والفقاقيع الى اطرافه الداخلية . وهناك حاولت ان تريح جسدها واعصابها , لكن افكارها ظلت تدور حول كارلا وبول .

🎉 لقد انتهيت من قراءة روايات احلام/ عبير : اثنان على الطريق 🎉
روايات احلام/ عبير : اثنان على الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن