فاقد الشئ لا يعطيه..

ابدأ من البداية
                                    

لقد كنت أبقى فى المكتبة أدرس .. لم أكن أشعر بأصابع يدى من كثرة ما كتبته ... لقد كنت أعانى من كدمات فى جسدى..... من جروح كثيرة ... بسبب أستمرارى بالتدرب على المبارزة .... و عندما كنت أنتهى كنت أذهب إلى والداى ركضاً ..... بضحكة بريئة على وجهى .... اركض رغم ان قدماى لا تحملاننى ...... فقط لأسمع كلمة واحدة يمدحاننى فيها .......

" أ...أبى .. أمى .... لقد أنهيت عشر كتب من الكيمياء .... لقد حفظتهم كلهم ...."

عندما يرد أبى ..... و بكل برود " ... فقط عشر كتب ....... أخاك أنهى ثلاث مائة و خمسون كتاب...هل تفتخر بنفسك من أجل عشر كتب؟"

تختفى ضحكتى البريئة و أقول بقلق ... على أمل أن أرى تلك البسمة التى تظهر لأخواى دائماً ....

" لقد ...... تدربت على المبارزة بالسيف .... إذا كنتما متفرغان ........ هل يمكنكما ... مشاهدتى .... فقط ... قليلاً ..؟!"

لترد أمى .... " أذهب الآن يا كاى ...... لقد شاهدناك المرة السابقة ... و يبدو انك لست موهوباً فى هذا ....!!"

حقاً.....؟!!! لست موهوباً ...؟!!! أتقولين هذا بعد أن تحطمت يداى ..... بعد أن أصبحت كل عظمة فى جسدى تؤلمنى ...... تقولين لست موهوباً ..... أتعلمين كم عانيت .... ليس لأجلس معكم على طاولة الغذاء .... وليس لتتفاخرا بى ....... فقط لأرى بسمتكم ... فقط لتمسح أمى على شعرى و تقول بصوتها الجميل ..." أحسنت .... كم تمنيت ان أكون مثل بقية الأطفال .... كم عانيت!! ........ بحق الجحيم ..!!! كيف لى أن أحفظ ثلاث مائة و خمسون كتاب... انا مازلت فتاً فى الثانية عشر .... و أخى فى الثامنه و العشرين .... الفرق بيننا سته عشر عاماً ...... كيف لى ...؟!! .... فقط ماذا أفعل لألقى بعض الإهتمام ...... لماذا أنا لست مثل بقية الأطفال ...... ؟؟

بعد كل هذا العناء ... فقط أذهب إلى غرفتى بجسد متعب ....... أرتمى على سريرى .... أذرف دموعى ... وانا أُحاول جاهداً ان لا أصدر صوتاً ..... لكى لا يأتى أخى و يصرخ على لأن صوتى يمنعه من التركيز ....! و انا فقط ........ أستمر بالإعتذار .... !

و عندما كانوا يسافرون ... و يتركوننى .. كنت أذهب إلى ذلك البيت لأراهم يتناولون طعامهم مع بعض ... و الجميع يبتسم ... كم كنت أحسدهم ....

كم كنت أحقد على مارى عندما تضمها والدتها وقت بكائها .... ويقف أخواها خلفها قلقان ... ثم يحضران لها الدمى ليجعلانها تضحك ....

كم كنت أحقد على جيرمى ... عندما يذهب معه والده كل يوم ... ليراه و هو يتدرب على المبارزة ... و ثم يشاركه ... و بعدها يذهبان لركوب الخيل مع بعضهما ...... كيف لى ان لا أكرههما .... كيف لى ألا أضيقهما.... أنا حتى لم يبتسم أحد فى وجهى قط .........

ماذا تنتظرون منى...ماذا تنتظرون من شخص تربى بهذه الطريقه..

فاقد الشئ لا يعطيه !

وأنا لم أرى سوى العنف و القسوه و القهر !
فماذا تنتظرون منى ؟

هكذا تربيت .... وهكذا كبرت ....
و هكذا انا .....
الجميع يكرهنى .....
و الجميع يتضايق منى .....

تلك الفتاة .That girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن