" احببتُ رئيسي "

1.2K 67 17
                                    

استيقظت على صوت امي و هي تحاول ايقاظي ، غطيت وجهي بالوسادة دون ان اجيبها او اقول اي شيء ... ، قامت و خرجت و بعدها نهضت من الفراش بكسل و تثاقل ، اشعر انني جسد بدون روح ، اتجهت للحمام لاخذ (دوش) لعلي استعيد نشاطي .....
لمحت وجهي في المرآة .. حدقت طويلا في ذلك الوجه ، املت رأسي متسائلة .. ، ترى من اكون؟؟ ... ما هذا الوجه الشاحب و العينان المتورمتان من البكاء ..، اين ذهب جمالي يا ترى ؟!!
قبل اكثر من سنة تخرجت من الفنون الجميلة قسم الموسيقى و دخلت في كورسات عديدة منها كورسات للغات مختلفة و تلاوة القرآن و الطبخ و الديكور و الاتيكيت ... الخ ، فانا اعشق الفنون المختلفة و اسعى ايضا الى ان اكون سيدة مجتمع راقية ...
هاجرت انا و امي و ابي الى السويد ، فقد واجهنا الكثير من المشاكل و الاخطار في العراق ...




بعدها عملت في مدرسة اهلية كمعلمة موسيقى .. ، و كنت احب عملي و اجتهد فيه لانني اعين عائلتي ... ، و بعد شهرين من استقرارنا في السويد جاء "علي" و هو شاب اردني اراد خطبتي ... ، ترددت كثيرا لكنني وافقت .....
عشت حياتي ما بين السعادة و التعاسة ، ف علي لم يكن يهتم بي جيدا و كان حبه لي مجرد كلام و ليس افعال ، لكنني استحملت كل ذلك و رضيت من اجل امي و ابي ..
بعدها بفترة ليست بطويلة طلبتني مديرة المدرسة و عندما ذهبت اليها قالت لي بالانجليزية ( راح اكتبه بالعربي .. هو انتو عربي ممدبريه ادورة انجليزي هع):- انسة ليان .... ، في الحقيقية نحن مضطرين الى التخلي عن هدماتكي و سنعطيكي اجركي كاملا لهذا الشهر و ...
قاطعتها بدهشة :- شنوو ؟!! .. ، اقصد لماذا؟!!
اجابت قائلة :- في الحقيقة كونكي عربية قد يسبب لنا الكثير من المشاكل .... ، ادرت لها ظهري بحزن ، لكن قبل ان اخرج قالت لي :- لكن هنالك عرض عمل يمكنكي الاستفادة منه




لقد كان عرض عمل براتب كبير .. ، كان ذلك العمل ان اكون معلمة لستة اطفال ووالدهم رجل عراقي غني جدا .. ، و يحتاج الى معلمة لاطفاله .. لكن المشكلة هي ان علي ان اسكن معهم ..
عدت الى البيت و انا كئيبة جدا .. انتبهت امي لشحوبي على غير عادتي و قالت :-
- حبيبتي خير .. اكو شي؟؟
اخبرتها بكل شي و كنا جميعا حائرين لا نعرف ماذا نفعل، لكنهما جعلا القرار بيدي و انهما سيتقبلان اي قرار ساتخذه ..
نمت تلك الليلة في حضن امي محاولة ان اقرر ما فيه صالح للجميع .... ، في صباح اليوم التالي استيقظت و نزلت لتناول الفطور .. ،جلست دون ان اتناول شيئا ... ، استجمعت شجاعتي و قلت :-
بابا ... ، ماما ، اني قررت.
اجابتني امي بتوتر :- اي حبيبتي ... ، شقررتي ؟؟
اجبت بتلعثم :- قررت .. اني اوافق على العرض ، تابعت كلامي :- اعرف انو الامر صعب اني اعيش بغير بيت و بدونكم و مراح اكدر انام بيناتكم بعد .. ، بس الراتب جبير و احنا بحاجته ، راح نكدر نسدد ديونا و نعيش ببيت اكبر و اوسع ، و اني ما اكدر اظل كاعدة بالبيت لا شغلة و لا عملة ....

التفت الي ابي و قال و هو ممسكا بيدي :- بالنسبة لخطيبج اني اقنعه ،و روحي اليوم و قدميلهم اوراقج ، بس بشرط ... اديرين بالج على روحج ، اجبته و انا مبتسمة بحزن :- اوعدك اني ادير بالي على روحي .
قبلت رأس امي و ابي و انطلقت الى عنون شركة ذلك الرجل فهو قد ترك عنوان الشركة و لم يترك عنوان المنزل ... ، ربما اراد القدر ان التقي به اولا ..

" احببتُ رئيسي "Where stories live. Discover now