|| صبا ||

ذهبنا انا والفتيات قبل مارينا الى المشفتى .. وضعنا بجانب التلفاز العديد من الافلام والروايات .. الاريكة التي في الغرفة غطيناها بقماش لونه زهري اللون الذي تفضله .. والاهم ادوات للرسم لترسم !.. وقمنا بتزيين الغرفة علقنا لوحة كبيرة كل واحدة منا رسمت وجه مبتسم بلون معين وكتبت احبك .. دخل علي ومارينا للغرفة فقلنا ببهجة : مفاجأة .
ضحكت : ههههههه واو تخبل شوكت سويتوا كل هاي .
رفعت يدي وقلت : طبعا تحت اشرافي .
زارا : لا بربج !.
- اي بربي !.
دخلت الممرضة وهي تحمل ثياب المستشفى ناولتها لمارينا وقالت : يجب ان تستعدي للجلسة .
قبل علي رأس مارينا وقال : هستناكي برا .
خرج فنظرت هي لنا برعب .. امسكت الثوب بأطراف اصابعها وقالت : يخوف ماريد البسه ماحب اشياء المستشفيات .
حاولت ان اجعلها تضحك : اصلا حلوات وتدرين بيهن تهوية ههههه .. لج والله احلى من بجاماتي لبسيهن !.
زارا : اذا متلبسيهن اني حاخها واسوي مكياج وحدة ميتة بالمستشفى .
ميس : هههههههه يبو يمعودة لبسيهن هالمخبلة تسويها .
- ماشي .
....

                    || مارينا ||

ارتديت ثياب المستشفى اشعر بالقرف منها .. بدأت اتلمس شعري وانا في الحمام انظر لنفسي في المراة !.. من خلال ماقاله لي وما اراه في التلفاز شعري سيسقط !..
خرجت من الحمام وانا انظر اليهن اكاد ان ابكي .. ارى الحزن في اعينهن مهما حاولن اخفاؤه عني .. قالت غادة : يلا عاد لا تقعدين تطالعينا جذي .. خليج متحمسة للجلسات عشان تشفين بسرعة .
قلت : ماشي .
خرجنا كان علي بانتظارنا .. ابتسم واقترب مني .. قال لي : عقبال ماشوفك لابسة فستان فرحنا .
ابتسمت له وقلت : ان شاء الله .
اتجهنا الى غرفة الطبيب .. دخلت فطلب من الفتيات الخروج وان يبقى شخص واحد .. علي اصر على ان يبقى ..
امسك بيدي ربطت الممرضة ذراعي بحبل مطاطي فأتي الطبيب وبدأ يلامس باصبعه ذراعي ليرى وريدي ... ابتسم وقال : ستؤلمك قليلا بسبب سيران العقار في جسدك .
شد علي قبضة يده على يدي .. اغمضت عيني فانغرزت الابرة داخل وريدي .. كان كلما يدفع بطرف الابرة للداخل وبذلك يدفع معهار الملحول الذي بداخلها ازداد تألما .. الى ان انتهى .. بدأت اشعر بالدوار ولم اشعرها بعدها بشئ ...
....

                    || مالك ||

استيقظت صباحا نظرت للسرير لم تكن غادة بجانبي .. نهضت بنعاس من عليه فرأيت ابواب خزانة الثياب مفتوحة وفارغة !... خرجت من الغرفة وانا انادي بصوت عالي : غادة !.. غادة !.
زفرت ودخلت لداخل الغرفة مجددا لاخذ هاتفي وجدت ورقة على الطاولة التي بجانب السرير التقطتها وقرأت مابداخلها : مالك اسفة رحت بدون ماقولك .. بس اعرف انك ماكنت بتهدني اروح .. انت تستحق وحدة احسن مني .. الحب الي ينولد فالظلمة عمره مايشوف النور .
قطعت الورقة وانا اشتط غضبا !.. كيف لها ان تتركني هكذا !.. بسهولة تنهي مابيننا !..
امسكت بهاتفي واتصلت بها لم تجبني .. بعثت رسالة اليها كتبت فيها ( مب ع كيفج تنهين كل شي الي بينا اكبر منه انه ينتهي جذي والحب الي ينولد فالظلمة ممكن يشوف نور لو قرر انه يعيش فالنور .. ) ...
...

                    || غادة ||

رن هاتفي فتركت الفتيات قليلا وسرت مبتعدة عنهن كان مالك يتصل بي ... لم اجبه بعدها بدقائق بعث الي رسالة .. قرأتها وبدأت اسير في اروقة المشفى .. سمعت فجأة صوت الاذان كان ينبعث من هاتف احدى المسلمات كانت تجلس في غرفة الانتظار ...
متى اخر مرة صليت فيها ؟!...
سالت نفسي هذا السؤال .. وقت طويل .. كنت ارى اقاربي يصلون لأن يجب عليهم ذلك .. لأن المجتمع يستعر من الذي لا يصلي وخضوعا للمجتمع لا لله يفعلون هذا !.. حتى انني افكر هل حقا هم يتواصلون مع الله عن طريقها ام انها مجرد حركات وكلام يقولونه ولايعلمون ان وصل كلامهم الى السماء وقبل منهم !....
لم اصلي حينها لأنني لم اكن حقا اشعر بقيمة الصلاة وانني راغبة بالتواصل مع الله خمس مرات في اليوم !... والان بعد ان ادركت واحتجت لله .. احتجت للسجود امامه اكثر من الخمس مرات لا استطيع !.. لأنني اخاف ان ادنس الصلاة بذنوبي !.. خرجت من المشفى كان الجو ممطرا كعادته .. رفعت رأسي للسماء ولكنني اخفضتها .. من العار ان اواجه الله وانا هكذا !...
التفت لأجد امرأة محجبة ترفع يدها وتدعو .. نظرت لها طويلا هي محظوظة لأنها تدعو دون ان تخجل من ذنوبها .. عندما اطلت النظر اليها التفت الي وابتسمت قائلة : هل هذه المرة الاولى التي ترين فيها امراة تدعو !.
قلت بالعربية : لا .. بس كنت احسدج .
ابتسمت وقالت بالعربي : ليش ؟.
- لأنج تقدرين تدعين .. ممم خلاص اسفة ع الي قلته .
اقتربت وهي تبتسم قائلة : لا بالعكس .. احب اسمعج .
- ليش ؟.
- لاني متعودة اسمع الناس وهم يتكلمون .
عقدت حاجبي وسألتها : شلون ؟.
- انا دكتورة نفسية ياية لندن هني مع امي تتعالج قلت ادعي لها فالمطر مو يقولون الدعوة مستجابة فهالوقت !.
- بس دعوتي ماظنها بتستجاب .
- مافي شي كبير عند ربج .
- مب كبير .. بس مايسمعني .
- الله يسمع الكل .
- لا الا المذنبين نفسي .
- بالعكس الله يحب يسمع المستغفرين تعرفين من المستغفرين الي اذنبوا وحسوا فغلطتهم .
بقيت صامتة .. قالت لي : شرايج نروح الكافيه الي فالمستشفى نشرب شي ساخن عشان تبللنا .
- اوكيه .
ذهبنا الى احد المقاهي في المشفى .. جلسنا انا وهي نحتسي الشاي .. قالت لي : انتي خايفة تدعين !.
- ايوة .. خايفة حتى اطلب المغفرة .
- ليش ؟.
- لأنه مستحيل يسامحني .. يعني غلطتي كبيرة مستحيل .
- في واحد سفاح كان شغلته الاساسية يقتل الناس في ناس يعطونه فلوس عشان يقتل ناس ثانين .. حلم حلم غريب دور ع حد يفسره له .. ولقى ريال يفسره له .. قاله ان تفسير الحلم انك بتموت بعد كم يوم .. ساله شنو الحل !... قاله ان يقولون في ارض للتوبة تبتدي فيها من جديد وتستغفر .. جهز روحه وسافر لارض التوبة هو في الطريق مات .. بس دش الجنة .
عقدت حاجبي وقلت : شلون ؟.
- لأنه الله يعرف نيته .. كان مسافر بس عشان يتوب وانه صج حاول يبتدي من يديد .. الله الوحيد الي توقفين قدامه وتقوليله عن كل اخطائج .. بيسامحج ويغفرلج ويستر عليج .. مادامج تتنفسين قدامج فرصة كل يوم عشان تتوبين .. باب التوبة مفتوحة من يوم الي انخلقت الارض .. وبتم مفتوحة لمئات السنين بعد .
- كلامج حلو بس انتي عايشة فمجتمع مايرحم .. لو واحد فيهم تاب يضحكون عليه ويقولون ياسلام صار متدين ويذكروه فماضية .
- ويقولون !.. ربج لما خله الرحمة خلاها فيده بس لأنه يعرف البشر يعيرون بس ربج يستر عليج .
- بس ذنبي كبير !.
- مب اكبر من رحمة ربج !.
ابتسمت لها .. سألتها : لو رحت وصليت عادي !.
- هههه اكيد عادي .. خلي هالكلام فبالج دايما .. كل الابواب ممكن تتسكر الا باب السماء عمرها ماتسكرت ولا بتتسكر .. توضي وصديقيني مع كل قطرة ماي توضيتي فيها بتروح ذنوبج .. اسجدي له وكلميه بيسمعج وجربي بعد هلصلاة بتحسين بتحسن ولا لا .. عندي ملابس صلاة تبين !.
قلت بحماس : اي اوكيه .
اخذت منها ثوب الصلاة .. دخلت معها لغرفتها .. دخلت للحمام لأتوضا .. نظرت لنفسي في المراة .. من هذه اللحظة ستتغير غادة !.. سازيل عنها كل هذه الذنوب .. بدأت اتوضأ .. ولكنني وجدت نفسي ابكي في الوضوء كانت دموعي اكثر غزارة من الماء ..
ارتديت ثوب الصلاة وتوجهت الى القبلة .. بدأت بالصلاة .. منذ زمن لم اتلوا القران !.. لم اركع .. لم اسجد !.. في السجدة الاولى بدأت ابكي .. جبهتي كانت على الارض .. ولكنني كنت اشعر انني امام الله .. بدأت ابكي بصوت عالي ..
يا ربي ورب كل شئ .. اذنبت كثيرا بحقك وبحق نفسي ولكن ليس لي سواك لتغفر لي .. انت تعلم كم انا نادمة على مافعلته فأغفر لي وارحمني .. اعلم ان ذنبي كبير جدا ولكن رحمتك اكبر من كل شئ !...
دعوت لمارينا ايضا ... نهضت وقرأت القران وركعت وسجدت مرة اخرى .. سلمت ورفعت يداي ادعو .. اجمل رفعت يدي ورأسي للاعلى !...
انتهيت من الصلاة وان اشعر ان هناك جبل ازيح من على قلبي !.. اولم يقولوا ان في السجود والركوع تتساقط الذنوب من على ظهرنا !..
....
عدت للشقة ودخلت لغرفة زارا وصبا .. استلقيت على السرير ونمت !.. لأول مرة انام بعمق وراحة !...
ذنوبك كبيرة !.. ابتسم لأن لك رب رحمته اكبر من كل شئ !..
لديك سر وتخاف ان تفضح !.. اخبره هو ليستره لأنه يغفر لك ولا يفضحك !..
..
كل يوم تصحو به من النوم انت محظوظة لأن لديك فرصة لتبدأ من جديد !..
كل يوم فرصة جديدة !.. كل يوم يمكن لرحمة الله ان تسعك !..
...

نحنا والقمر جيرانWhere stories live. Discover now