لم تستطع النوم جيد بسبب الألم فذهبت للمطبخ لتحضر مشروب ساخن ربما يريحها؛ كانت آسيا مستيقظة عند سماعها لحركة خمنت أن نور تجهز نفسها كي تذهب لمنزل أهل فهد خصوصا أن مالك وصل وصل البارحة ليلا فقط ولم يبقى معهم بل فضل الإقامة في فندق.
ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟
انتفضت نور عند سماعها لذلك لتضع يدها على صدرها وقالت:
أفزعتني أمي ؛ مادمت مستيقظة لنفطر معا.
أطفأت الغاز و ذهبت باتجاه الثلاجة لتوقفها آسيا:
لا تتعبي نفسك غيري ملابسك سنأكل في الخارج أفضل .
ظهر التردد على ابنتها لتردف:
كي ندعو مالك، قال أن لديه عمل ربما لا نستطيع رؤيته كثيرا.
أومأت و ذهبت لتغير ملابسه ؛ بعد أقل من ساعة كانا في مطعم قريب من فندق مالك؛ قلبت آسيا قائمة الطعام قائلة:
لم تعجبني كثيرا لنجرب مطعم آخر .
بتعب أجابتها نور:
لا هذا رابع مطعم أمي كما أنه قريب من مالك، اطلبي أي شيء أنا متعبة جدا.
رفعت حاجبها قائلة :
هذا من ذهابك لمنزل الهنود والعمل لديهم كأنك خادمة، نسيت نفسك أم أردت أن تنزلي من مستواك لتكوني مثلهم؟
عضت نور على شفتيها فقد زاد ألمها لثوان قبل أن تقول:
هلا استعجلت مالك من فضلك.
زاد ضيق آسيا فقد ظنت أن ابنتها تتجاهلها أو تريد إنهاء الحديث معها لتقول بغضب:
لن أسمح لك بالذهاب لهم بعد اليوم إذا كانوا يردون رؤيتك ليأتوا هم ام..
صرخت نور وهي تمسك بطنها وقد شعرت بشيء دافئ ينزلق على فخذها.

تجمّد الهواء في صدر آسيا عندما رأت بقعة دم أسفل ابنتها؛ لتصرخ بدورها:
إسعاف ابنتي تنزف ليطلب أحدكم اسعاف بسرعة .
خوفها جعلها تصرخ بالعربي لذلك لم يفهمها أحد في البداية، تحاملت نور على ألمها واتصلت هي بالإسعاف ؛ لم تمر خمس دقايق حتى حضرت السيارة لتصعد آسيا مع ابنتها، رآهم مالك من بعيد فأتى يركض راغبا في الصعود معهم لكن المسعفين رفضوا بحجة أنه لايوجد مكان فأخذ سيارة أجرة ولحق بهم.



عندما وصلوا للمستشفى، أدخلها فورا احد المسعفين يشرح حالتها بنبرة عاجلة :

أنثى في الثلاثين من عمرها لديها نزيف في الشهر الثامن... قد يكون انفصالًا في المشيمة، حاولنا ضبط الضغط لها لكنه غير مستقر لم نستطع سماع نبض في الجنين .

ارتعشت نور وهي تُنقل على السرير وأمها تمسك بيدها حتى وصلوا غرفة العمليات ليمنعوها من الدخول فوقفت هناك ودموعها تغطي وجهها وصل مالك بعد دقائق ليجدها على تلك الحالة ليجبرها على الجلوس محاولا فهم حالة نور منها
بتعلثم من شدة البكاء قالت:
كانت متعبة منذ أيام وأنا لم أهتم كيف، فاتني الأمر ، لقد أخبرتني بذلك لكني تجاهلتها يا إلهي أنا من تسببت في ذلك لابنتي أنا هي المذنبة الوحيدة .
زاد بكائها ليحاول مالك التخفيف عنها لكنه كان قلقا بدوره.
بعد مرور أكثر من ساعتين خرج الطبيب ليسرع له مالك وآسيا؛ عرف مالك بنفسه:
أنا أخوها كيف حالها الآن ؟
أجابها بجدية :
استطعنا إيقاف النزيف وزودوها بكيس دم لتعوض مافقدت، هي الآن في غرفة الانعاش وضعنا لها أكسجين من أجل الجنين و..

قاطعه مالك:
هل انفصلت المشيمه أم حدث أمر آخر .
عرف أن لديه خلفية طبية ليجيبه:
لم تنفصل تماما لحسن الحظ و إلا كانت حالتها أسوأ ربما نفقد الجنين عندها لكنها لازالت في وضع خطر لذلك أنصح ببقائها في المستشفى تحت المراقبة حاليا.
شكره مالك ليخرج نفسا لم يكن يعرف أنه يكتمه حتى الآن ثم أخذ آسيا التي لم تتوقف عن البكاء في حضنه وربت عليها.
لم يسمح لهم بالبقاء في المستشفى ليعود للمنزل ، أوصل مالك آسيا ثم توجه للكلية محاولا اللحاق بمواعيده ؛ بعد ساعة ونصف أنجز بعض الأمور ثم جلس في الكافتيريا مع رائد الذي قال :
لابد أن فهد متوتر الآن ماذا كانت ردة فعله؟
أمسك مالك بكوب الكاكو و أجابه :
لم أخبره بعد أعرف ماذا سيكون تأثير الخبر عليه ، فضلت أن أخبره عندما أكون بقرب نور كي يسمع صوتها وتكون الصدمة أقل .
أومأ له ليقول بعدها:
و الآن لماذا ننتظر هنا تعال معي للمنزل كي أعزمك على الطعام أصبحت طباخ بارع.
ابتسم مالك وقبل أن يجيبه اقتربت منهم فتاة جميلة بشعر بني فاتح وعينين واسعتين خضراء مع بشرة فاتحة ظن رائد أنها من أهل البلد حتى قالت بجدية تناقض ملامحها البريئة :
دكتور مالك، موعدنا كان منذ ساعتين تعرف أن جدولي مزدحم لقد تركت محاضرة كي أعدله و آتي للحديث مع حضرتك.
ارتفع حاجبا رائد وهو يتأمل تلك الفتاة التي انقلبت فجأة لسيدة أعمال تحاسب على الساعة عندما قال مالك مشيرا لها:
هذه سبب جلوسنا هنا؛ رائد تحسين أقدم لك زميلتك التي ربحت معك المنحة ليلي وحيد
❈-❈-❈
انتهى الفصل ولم تنته حكاياتي

قطرات على قلب النورسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora