# بحور تحت اصواتِ الموت المنسية
نزع كمامته يتنفس براحه و تعب يتقدم بخطاويه يخرج من الغرفه ليفسخ قفازاته بهدوء يناظِر لوقوف حاتِم و الوليد مُتنظرين نهايه الموضوع و إجراء العمليه لينطق بإرهاق : نجحت العمليه.
إبتسم الوليد بخفه يتلتفت نحوه حاتِم يزفر براحه يسقط للأرض بخفه : اخ ! حسبت الأسوء والله !
رفع حاجبه يوسف يرمقه نظره حاده و يتكتف نحو الجدار يستند عليه رغم تعابيره المُتعبه للغايه و رجفه جفونه الى احمرار وجهه لكنه قال بهدوء وهو يناظر للوليد : وش ناوي بعدها ؟؟ الرجال احتمال يصير مشلول طول عمره بسبب اصابته، كنت قاصد تخليه كذا؟
توسع عيونه حاتِم بصدمه من كلمه يوسف ليلتفت بسرعه نحو الوليد الجالس في الكرسي بجمود و ابتسامه باهته تُزين محياه بغموض ليكتفي بنظراته كخير جواب و لكن سُرعان ما قاطعه يوسف ببرود غريب : لا تحسبني بنظراتك بتهوني و تخليني اضيع بسؤالي عشان اسكت.
ما رد الوليد ليضحك بخفه من كلمته و رفع نظره لأحد تابعيه الواقفين حوله و إلي كان على اساس انه بيقضي و بيقتل يوسف، لو أخطأ في العمليه ليأخذ منه ملف كامل و رفع اللاصق بخفه ليخرج منها أوراق عديده، بلل شفته يناظِر لها بهدوء يقرأها بتمعن تحت أنظار يوسف و حاتِم : يوسف بن غيّاث آل نهيل، جراحّ مُتمرس في الاعصاب، كان خَلف لابوه بأعماله بل امتازّ عليه بوقت قصير، مو صح؟
إبتسم يوسف بخفه يكتم غضبه و حُنقه منه ليجيب بسخريه مملوئه بالجديه: ما كنت تعرفها بالفعل؟ ما اتوقع هذي المعلومات بالنسبه لك جديده.
اكمل بحدّه : تحسب انك بتهددني لو تسردّ علي حقيقه او حقيقتين؟شكلك ما تعرفني يا ولد سامّ !
سكَت الوليد للحظات بتفكير يمزجه اندهاش خفي منه ثم هز رأسه بالنفي : ما اعرفك، لو كنت لما بحثت و دورت وراك، من متى بديت تخاوي ولد مازِن ؟
ما رد يوسف يكتفي بالصمت بإستنكار لنظراته و جموده الغريب بالنسبه له ليجيب بصرامه : ما اتوقع انك تظن اني بعلمك، شأني و شأن عُمر مُختلف.
تنهد يكمل بشده : لو تبي تعرف عنه، روح اسأله، اما عن حركات الزاجل ما عندي !
ضحك الوليد بخفه ليلتمس من نبرته الغضب و الانفعال : و ليه؟ تخاصمتم ؟
رفع حاجبه يوسف بإستياء يهز رأسه بالنفي يتكتف : أظن هذا الشئ ما يخصك، سواء كنا مع بعض او لا، ولد عائله سامّ ماله و لا؟
سكن الوليد ما يرد يكتفي يتنهد بتعب من هذي المُحادثه العقيمه بالنسبه له و إلي مارح يجزي بها أي فوائد ليقف بجمود يخرج و يتبعه حاتِم تحت أنظار يوسف الصامته و اكمل الوليد يقول : جهزّ السياره لعمليه النقل لساهِر، مارح يقعد هنا.
اكمل وهو يلقي نظره للزباله : و حضّر اجتماع فوري للرؤساء و أبلغ إنها مسأله ضروريه مُلحه.
هز رأسه حاتِم بإنصياعّ وهو يحس بنظرات يوسف لهم و إلي مالها اي معنى سوى الغضب الصامت.

'

تقدَم بوسط ملعب داخلي و بيده كُره سله ليزفر بتعب وهو يأخذ أنفاسه بصعوبه وهو يتقدم يقفز للسله يرمي الكُره داخلها بخفه و سقط على الأرض من طول المسافه ليمسك بطرف تيشيرته و يرفعه ليمسح عرق وجهه بضجر و غضب من النار المُشتعله في صدره و إلي ما يعرف سببها.
سُرعان ما قاطع شروده تصفيره زيد الواقف على الجدار يستند عليه و يتأمل ماجِد بصمت، تنهدّ ماجِد و ضيق نظره اول ما لمحه ليتجاهله يتقدم يمسك الكُره الساقطه بالأرض و دحرجها بخفه من خلال اصبع واحد بإحترافيه قاصد وضعها في مكانها الخاص، لكنه سمع تصفيره زيد المزعجه للمره الثانيه و تصفيقته بإنبهار يتقدم له : واو ~ ليه تركت لعب كُره السله؟ ليه تضيع هذي الموهبه بالله؟
تجاهله ماجِد للمره الثانيه يضع الكُره في مكانها بحذر ليتجهم زيد بغضب من تصرفه الي اعتاده بالفعل : خفف غرورك شوي !
رفع كتوفه بلا مبالاه و برود و تركيزه على الملعب : ما اظن ان هذا غرور، لكنك تبالغ.
امال رأسه زيد بتفكير يتكتف وهو يحدق بماجِد بصمت حتى انزعج منه و التفت له بحده : وش ! فيه شئ مو عاجبك بوجهي لا سمح الله !
إبتسم زيد بخفه : هذا ماجِد إلي اعرفه، بس إذا ما فيه مشكله يا صاحب السمو ليه هذي الغيبه؟ ما تقول عندي صاحب و ادق عليه اني رجعت الإمارات !
رفع نظره ماجِد له بإشمئزاز يمسح على كتوفه : زوجتي انت !
ضحك زيد بخفه وهو يستمتع بإستفزاوه بالفعل ثم رفع حاجبه ماجِد بإستنكار من صمته ليسأل : هذا سؤالي المفروض، وش جايبك انت؟ مو على اساس رايح تكمل الدكتوراه؟
ضيق نظره زيد بإستياء من ذي السيره ليتجهم بضجر يهز رأسه بالنفي : خلنا نقطع الشر و ننهي ذي السالفه.
سكت ماجِد بإستغراب من ردّه و تبدل حاله بلحظه ليتقدم له : الظاهر اني فتحت جُرح جديد !
بلل شفته زيد يصد بتهرب وهو يمشي مع ماجِد بتفكير : نقول ايه و لا بنفس الوقت، و ما هقيتك تدخل في التفاصيل !
إبتسم ماجِد بخفه و رفع يدينه لوراء عُنقه يضعها بإستمتاع : صح ! ما احب ادخل في شؤون الناس و تفاصيلهم و لا وديّ ازعج نفسي !
ما رد عليه زيد يتقدم يمشي و سكت بإستغراب اول ما رن جواله عده مرات و فتحه ليعقد حاجبه بإنفعال و تنهد يلاحظه ماجِد إلي ما سأل و لا تدخل يكتفي يناظر و يقرأ ملامحه، اكمل زيد بجديه وهو يقرأ الخبر
بصوت عالي مشدود " تحت ظروف غامضه مُثيره للشكّ تم اختفاء رئيس احد العائلات التابعه للإتحاد الظالم سابقاً ، رئيس عائله سامّ "
بلل شفته يكمل وهو يهمس بتفكير و كأنه نسى وجود ماجِد حوله : ابوي انجنّ بعد الخبر و الظاهر بعدها الزم على عُمر يرجع !
تكلم حينها ماجِد بهدوء و تنبيه : باقي تنشر علوم العايله كلها !
بلع ريقه زيد بإستدراك يلف له و توسعت عينه بربكه يضحك يحك رقبته بهدوء : وش باقي اخبيه اصلاً؟ قلت كل شئ !
ما رد عليه ماجِد يكتفي يهز رأسه بالنفي لينطق زيد بهدوء و هو مو ملاحظ اختلال تعابير صاحبه و رجفه عيونه اول ما جاب طاريها ولو كان على الخفيف : الله العالم وش سوت هذي العايله لأهلي عشان ابوي ابوي ينجن وهو الي والله ما عمري شفته كذا ! و ينهدّ كذا !
بلع ريقه ماجِد يتمالك نفسه و هو الي كان ينزعج من اخبار الناس و علومهم الي يعتبرها ازعاج و لكن الان وده لو يسمع و يكمل زيد بلا اي كلل او ملل.
خايف حيل، ان سبب انهيارها قبل يوم، كان مُرتبط بهذا الخبر البائس، سُرعان ما قطع شروده كلمه زيد الحانقه الضجره : مدري ليه عُمر اصلاً رايح حولهم وبينهم؟وش يبي منهم و ما منهم إلا الشرّ و الدم !
كل علاقاته غلط اصلاً و نبدأ بعايله آل نهيل !
سكَت ماجد بإستنكار من كلمته ليرفع حاجبه بتعجب : آل نهيل؟ وش فيهم ؟
سكت زيد بضحكه مُرتبكه بإستدراك : صح نسيت ان ابوك مخاوي ولدهم بعد !
هز رأسه ماجِد بالنفي بإستقطاع : لا بس مُحترمين و ذوق، ليه كل هذي العداوه؟، ملاحظها عليك ترى !
رفع حاجبه يكمل بإستذكار : قابلت ولدهم الكبير حاكِم آل نهيل مره و ما شاء الله رجل أعمال مشهور بأمانته و ثقه !
تأفف زيد من تدخل و تضيق ماجِد له بالنطاق حتى حشره ليتنهد بتهرب وهو يشوف انه وصل لسيارته : وش فيك حاشرني ! كل واحد له نظرته !
~

بحُور تحت اصواتِ الموت المنسيه Where stories live. Discover now