# بحور تحت أصوات الموت المنسية
تقدم وراء الحُراس ذو الطول الفارع و إلي يمسكون بكل يدينهم مُسدس عالي الطراز و بلع ريقه يناظر لهم بصمت و أفكار كثيره تداهمه وهو يخطوا معاهم بلا اي مقاومه و يتخيل انه يمشي نحو حتفه و لهاويته،يشيح بعينه يتأمل الحديقه الخارجيه الواسعه المُتصله بالممر و إلي بوسطها نافوره واسعه يسمع صوت قطرات الماء الساقطه بها يرفع نظره بإستنكار اول ما توقف الحُراس بجمود يوقف هو تلقائيا يميل رأسه بإستغراب عن سبب توقفهم، سُرعان ما اندهشت تعابيره بتعجب يشوف إمرأه مُحجبه و ما يبان منها الا عيونها الناعسه يوقف لاجلها كل الحُراس مُباشره، ليسكت بإستنكار و فضول مين هذي ؟، و ليه يوقف لاجلها كل شئ و ينحني لها مُباشره بلا اي تفكير ؟
بلع ريقه بربكه يشيح عينه اول ما اتصلت عينهم و سرعان ما اختفت اول ما تكلم معها احد الحُراس بإحترام بعد ما دعسوا عليه، همس حينها لاحد كان بجواره بتفكير : من هذه؟
تجاهله الحارسِ يتقدم مع جماعته و تنهدّ يجيب بجمود و تحفظ شديد : إنها السيده حورِية.
سكت يوسف بإندهاش ترتخي تعابيره بفهم و هو اصلاً كان شاكّ بها من نظرتها المغروره العاليّه، تساور بداخله من ذكرها امر صاحبه عُمر مُباشره، ليخفض نظره بتعب يتقدم اول ما تحركوا و ينادون عليه بعجله.
عبَس بضجر و قرف يحك رقبته لما سَمع الوليد يتقدم خلفه و دخل قاعه كبيره قاتمه بجمود وهو يناظر لخلفه بأمر : فالتأخذوه لهنا.
تقدموا يحملون جثه مربوطه للقاعه البارده تحت أنظار يوسف الصامته المُستنكره، لكنه توقع بالفعل هذا الموضوع و هذا سر تعابيره الهادئه و إبتسم الوليد بسخريه يناظر له : وش فيك مو مفجوع..!
اخذ نفس يوسف بصوت عالي يمسح على وجهه بتعب و اخفض ظهره للأسفل يستجمع قوته : توقعت والله !
رفع عينه بقهر و غيظ من ابتسامه الوليد ليتأفف وهو يتقدم نحو الجثه ينزل و يثني ركبته بتفحص وهو يلمس معصم الرجل المكسو بالدماء و الجِراح و اقترب نحو قلبه ليسمع صوت دقاته و إبتسم بتعجب و اندهاش : حيّ ! والله ما ضنيت انكم بتتركون احد وراكم حيّ !
التفت له الوليد بعدم إعجاب لضحكته و قال بحدّه : و لا رح يكون.
تجاهله يوسف يرفع كتوفه بلا مبالاه : بالنسبه لذي الآثار الواضحه و الجروح ، ما اظن بتقدر عليه اكثر.
تجمدّ الوليد يرفع حاجبه بتفكير سرعان ما إبتسم بغموض و هو يلاحظ قدوم رجاء : هذا راجع لي، اما عنّك يا - اكمل بشدّه- طبيب دورك تنقذه مو؟
سكت يوسف بحدّه يشد يدينه يتمالك نفسه لتلتقي اعينهم ببعض بحدّه يضحك منها رجاء إلي تقدم بإستنكار من شحونه الجو و يفسخ قفازاته المليئه بالدماء بقرف : وش فيكم يا جماعه !! كأنكم بحرب !
سكت الوليد ما يرد و اكتفى يوسف يكشر بغضب من كلمته و كدوره كطبيب اثّر عليه بشده يحس بإنزعاج لما يشوف احد ينجرح او يتألم، ليتنهد وهو يمسح على وجه بنفاذ صبر : وش فيك واقف؟ جيبوا المشارط و جهاز قياس دقات القلب.
قاطع كلامه بتفكير وهو يناظر لرجاء بإستنكار و التفت للوليد يتكتف : إن شاء الله عندكم بهذا القصر الكبير غرفه عمليات عشان التعذيب؟
ضحك رجاء من ذبه يوسف و جرائته قدام الوليد بشكل غريب ليهز رأسه ببتسامه : اكيد اكيد عندنا ! كل شئ بس عشان ننقذه !
عقد حاجبه يوسف بعدم فهم و استغراب من نبرته و برودته و لا مبالاته إلي توضح انه ما يهتم بحياه الشخص على عكس كلامه ليرفع صوته الوليد بحده وهو يرفع نظره ليوسف : فالتجلبوا كل الادوات المُستلزمه للجراحه و انقاذه، لكننا لن نغادر الغرفه ابداً !
سكت يوسف بتعجب و صدمه اول ما تحرك المكان بأسره كل الحُراس يتقدمون بعجله ينفذون أوامر و كلام الوليد بحذافيره و خوف، تنهد اول ما تقدم رجاء ببتسامه ساخره و بيده لابكوت : عشان تتقمسّ الدور !
ما قدر يوسف يستحمل أمام استفزاز هذا الشخص و قبض يدينه يسرع نحو عُنق رجاء يستعدّ لضربه بعُنف الا ان صوت الوليد يقاطعه بغضب شديد و حدّه : وقف ! حياه الرجال على محكّ و انت تتضارب ! امحق طبيب قسم بالله !
تجهمّ يوسف بغضب و قهر يمسك اللابكوت و يرميه بعُنف يقول : مارح أساعد و لا رح اتحرك ! فاهمين ! سووا إلي تبونه مالي دخل!
سكت بإستنكار يلاحظ جمود نظرات حاتِم و الوليد و رجاء بتعجب، ليبتسم رجاء يرفع حاجبه بسخريه : متأكد ؟
بلل شفته حاتِم يشيح عينه بربكه من الموقف المحرج و الي كانوا يحاولون يخبونه الا ان صوت الوليد كان أسبق: ما عندنا وقت، مو انت طبيب؟ ما تهتم بحياه الناس حولك؟
زَفر يوسف بإنزعاج بغمض عينه و كلمه الوليد تتوسط رأسه بتعب يلتفت نحو الجثه و يضيق عينه بصدمه كيف ينسى حقّ المرضى عليه؟ و كيف ينسى انه واجبه كطبيب يساعد الناس ليهز رأسه بتردد : طيب، بهتم به اتركوني لحالي.
أشار رجاء نحو الجثه بصمت ساخر : اكيد بتسويها، يمكن ما تعرفه، بس هذا رئيس العائله.
توسع عين يوسف بصدمه ينخرش من كلمه رجاء ذو التعابير البريئه لتتعالى صوت دقات قلبه بفزع و التفت بسرعه نحو الوليد الي حبس الدم بجسمه يضرب بوجهه بضجر و يقول بغلظّه : رجاااء !
حاتِم إلي عض شفته بقهر من لسان رجاء و تورط صدّ بتهرب، بلع ريقه رجاء بربكه يمسح على عُنقه بترقيعه : السموحه !
ارتعش جسد يوسف بإنفعال و صرخ بإندهاش شديد اول ما عرف صاحب الجثه و يقول بعدم توقع : هذا رئيس عائله سامّ !
YOU ARE READING
بحُور تحت اصواتِ الموت المنسيه
Romanceعُمري وَرقْ حُلميِ ورَقْ طِفل صَغيرُ في جَحيمِ الموجِ حَاصره الغَرقْ ضَوء طَريد في عُيونِ الاُفقْ يَطويه الشَفقْ نجمٌ اضَاءَ الكونَ يوماً... و احتَرقْ ! ' سُرعانَ ما ستُرممكِ شواطئ النسيان لتأخذكِ لموجهٍ بارده بعيده سترممكِ و انتِ تجهلين إنها قا...
