التوتر العاطفي والغضب، الخوف من فقدانه، والحب الذي لا يعرف الحدود، كلها تجمعت في قلب باكوغو في تلك الليلة، مع سكون المزرعة، والنجوم التي بدأت تتلألأ في السماء، والظل الطويل للغابة حول المنزل… كل شيء كان يهمس له: إيزوكو لم يترك لي أي خيار… إلا أن أتبع أثره، مهما كان الطريق صعبًا وخطيرًا.
---
حلّ الصباح على الأفق، وأشعة الشمس الأولى تتسلل عبر الأغصان، تداعب وجه إيزوكو الصغير، تستيقظ روحه على شعور بالحرية لم يعرفه منذ زمن. نهض بحذر من فراشه الصغير في كوخ العجوزة، قلبه يرفرف بين التوتر والحماس، وعينيه تتلألأ كأنهما تبحثان عن المستقبل المشرق.
أخذ حقيبته الصغيرة، تأكد من كل محتوياتها، الماء، المصباح، سكين الحماية، دفتر الملاحظات، كل شيء مضبوط بعناية. قبل أن يغادر، شكر العجوزة بابتسامة دافئة:
«شكراً لكِ… لقد منحتني الأمل اليوم.»
ابتسمت العجوزة، وقالت: «اذهب يا بني، العالم كبير، لكن كن حذرًا، واعرف أن قلبك قوي بما يكفي لتواجه كل شيء.»
انطلق إيزوكو عبر الطريق الترابي، النسيم يملأ رئتيه، الطيور تزقزق حوله، كل خطوة كانت تحرره أكثر من قيود الأيام الماضية، كل نفس يشعر به كأنه يكتسب قوة جديدة. ومع كل ميل يمشيه، كان يشعر بفرح عميق، شعور بالتحرر، لأول مرة منذ أن عاش في المزرعة. كم اشتقت إلى العالم الخارجي… كم أحب هذه الحرية… كم أنا سعيد أن أتنفس بدون قيود…
سار لساعات، قطع الحقول والغابات، تابع الطريق الذي أرشدته العجوزة، قلبه ينبض بالحماس، وعقله يخطط لكل خطوة، لكل لحظة. وعندما ظهرت في الأفق أولى مباني المدينة، شعر بدمعة حارة تنساب على خده، دمعة فرح، دمعة حرية.
دخل المدينة، الشوارع تعج بالحياة، رائحة الخبز الطازج والزهور تغمره، كل شيء يبدو مألوفًا لكنه مختلف، كل شيء يذكره بالحرية التي كان يحلم بها. نظر إلى منزله من بعيد، قلبه يخفق بشدة، خطواته تسارعت، وعندما فتح الباب، شعر بدفء مألوفه يعود إليه، وكأن كل شيء في العالم يرحب به. كم اشتقت إليك… كم أحب هذه اللحظة… كم أحب أن أكون هنا، حراً…
في المقابل، باكوغو لم يذهب إلى العمل كالمعتاد. عاد إلى المزرعة بعد الصباح، غاضبًا، كل أعصابه متوترة، يتبع أثر إيزوكو بخبرة بطل، كل حركة، كل علامة، كل أثر صغير قد تركه خلفه. لم يكن يسمح لنفسه بالراحة، عينيه حادتان، عقله يحلل كل خطوة، كل احتمال، قلبه يغلي بالغضب والعاطفة المختلطة بالحب والجنون.
بدأ بالبحث في القرية القريبة من المزرعة، يسأل كل من يلتقيه عن أيزي. كان صوته حادًا، وكل سؤال يوجهه يملؤه التوتر:
«هل رأيتم شابًا صغيرًا، يسير من هنا؟ أي شيء…!»
وصل أخيرًا إلى بيت العجوزة التي استقبلت إيزوكو الليلة الماضية، قلبه يخفق بقوة، يضغط على يديه كأنه يريد أن يخرج كل غضبه دفعة واحدة.
سألها بصوت خافت، لكنه متوتر:
«هل… هل رأيتيه؟»
ابتسمت العجوزة برقة، وقالت:
«نعم… لقد ذهب إلى المدينة، يبتغي الحرية، يبتغي حياة جديدة… لم يترك أثرًا هنا سوى خطواته وابتسامته الصغيرة.»
وقف باكوغو للحظة، صمت طويل، كل غضبه امتزج بالدهشة والدهاء، عقله يحاول تحليل الموقف، قلبه يهتز بين حب شديد وخوف عميق من أن يفقده، وعقله يصرخ: كيف استطاع أن يكون أسرع مني… أذكى مني… دائمًا يفعل كل شيء قبل أن أتمكن من التصرف…
عاد إلى المزرعة، كل خطوة يخطوها كانت ثقيلة، قلبه يتأرجح بين الغضب والحب، كل تفصيل في المكان يذكره بإيزوكو، وكل لحظة حب ودفء شعر بها معه كانت تتداعى أمامه كصرخة صامتة: لن أسمح لك بالهرب… سأجلبك إليّ… مهما كلف الأمر… مهما كان الطريق طويلًا…
وفي المدينة، إيزوكو جلس على عتبة منزله، ينظر إلى السماء، يستنشق الهواء العليل، قلبه يرفرف من الحرية، من الفرح، من الأمل، وعقله يخطط للخطوة التالية في حياته الجديدة، بينما في أعماق قلبه لا يزال يحمل حبًا مختلطًا بالخوف، حبًا لشخص كان جزءًا من حياته، لكنه الآن أمامه عالم جديد، مليء بالحرية والإمكانيات.
6098 كلمة
بفكر أعتزل واحذف أعمالي لانو بلش الموضوع يرهقني من ناحية جسديًا لانو زهقت
...
أنت تقرأ
" داخل أسوار المزرعة "
Romanceفي عالمٍ تضجّ به الأصوات والقدرات الخارقة، لم يتوقّع أحد أن تنبت أجمل الحكايات في قلب مزرعة بعيدة عن ضجيج المدن. هناك، بين الأرض الخضراء والهواء النقي، يبدأ إيزوكو الأوميغا في رحلة جديدة بعد فقدان ذاكرته ، محمّلة بذكريات الماضي وجرحه، لكن أيضًا بأمل...
~~~
ابدأ من البداية
