دخل الممر الضيق، كل خطوة تثير صدى الخشب القديم. كم أعد هذا المخرج بدقة… كل شيء هنا محسوب…
نظر إلى الضوء في نهاية الممر، بدأ المشوار القصير، لكنه كان مشحونًا بالتوتر. كل صوت في المزرعة، كل حركة في الغرف الداخلية، كان يرفع شعور الخطر في قلبه.
فجأة، تذكر الكلمات التي همس بها باكوغو له قبل أن يغادر:
«اعمل ببطء اليوم… ولا تجهد نفسك كثيرًا… سأعود لأمسك بك، كما يجب أن يكون…»
ابتسم إيزوكو داخليًا، رغم الخوف، رغم التوتر: كل هذا… وهو يظن أنني مجرد زوج مطيع… لكنه لا يعرف أني أعلم الحقيقة.
واصل المشي عبر الممر، اكتشف زاوية صغيرة تؤدي إلى حقل جانبي من المزرعة لم يره من قبل. كل شيء محاط بسياج عالٍ، لكن الشمس أضاءت الأرض، كشفت بعض العلامات على التراب، علامات يمكن أن تساعده على العودة لاحقًا إذا اكتشفه أحد.
عاد بعد دقائق قليلة، وأكمل مهامه اليومية: رعى الماشية، أطعم الطيور، رتب الحقول. كل حركة كانت طبيعية، كما لو أنه يعيش يومًا عاديًا، لكن عقله كان يخطط لكل دقيقة، لكل خطوة.
وحين عاد باكوغو، لاحظ إيزوكو التوتر الخفيف في نفسه، لكنه استقبل البطل بابتسامة هادئة، كبطل مطيع. اقترب باكوغو، قبّل جبينه وشفتيه، همس بكلمات معسولة:
«لقد غاب اليوم كل شيء، لكن أنت دائمًا معي… وكل ثانية تمر معك، تجعل قلبي يرفرف أكثر.»
جلسا على الطاولة بعد العشاء، باكوغو يضع يده على كتفه، يقبله برقة من الفم، ثم يعانقه من الخلف، يهمس في أذنه:
«كل شيء هنا… كل يوم… كل لحظة… أنت ملكي، أيزي، ولا أحد يمكن أن يأخذك مني.»
ابتسم إيزوكو، أدار وجهه نحو باكوغو، قلبه يخفق بشدة، دموع خفية تتجمع في عينيه، لكنه استمر في تمثيل الهدوء: نعم، أحب هذا الشعور… لكن سأعرف الحقيقة كاملة… سأجد طريقي للخروج.
وبين دفء الحب وصرامة الخطة، وبين الروتين اليومي والقبلات المعسولة، بدأ إيزوكو يحفر خطواته الأولى لاختبار حدود المكان، كل يوم يقيس، يراقب، ويخطط بصمت. كل لحظة مع باكوغو مليئة بالعاطفة، كل قبلة وكل همسة تجعل قلبه يغلي، لكنه يعرف أن عليه الانتظار، وأن اليوم قد يكون البداية فقط لاختباره الحرية والخروج من قفصه الذهبي .
---
حلّ الصباح بهدوء، والضوء الذهبي يتسلل من خلال النوافذ الخشبية الكبيرة للمنزل. استيقظ إيزوكو قبل كاتسوكي، قلبه يخفق بسرعة، لكنه تصنّع الهدوء المعتاد. نظر إلى حضن الوسادة حيث كان باكوغو قد ترك أثره الدافئ، وابتسم ابتسامة خفية، خفّت قليلاً من توتره الداخلي. اليوم… اليوم سيبدأ كل شيء.
أعد نفسه بعناية. أخذ حقيبته الصغيرة وأفرغها، وضع فيها كل ما يحتاجه: المال الذي كان يسترقه من جيوب باكوغو عندما يغسل ملابسه، حقيبة تحتوي على سكين صغير، بخاخ فلفل صنعه بنفسه، مصباح صغير، زجاجة ماء، جاكيت ثقيل، طاقية وكمامة لتخفيف أي كشف لهويته، وأخيرًا دفتر ملاحظاته مع الرسم والقلم، كل شيء مضبوط بدقة كما خطط له منذ أيام.
أنت تقرأ
" داخل أسوار المزرعة "
Romanceفي عالمٍ تضجّ به الأصوات والقدرات الخارقة، لم يتوقّع أحد أن تنبت أجمل الحكايات في قلب مزرعة بعيدة عن ضجيج المدن. هناك، بين الأرض الخضراء والهواء النقي، يبدأ إيزوكو الأوميغا في رحلة جديدة بعد فقدان ذاكرته ، محمّلة بذكريات الماضي وجرحه، لكن أيضًا بأمل...
~~~
ابدأ من البداية
