وبين الصفحات، وجد تصميمًا هندسيًا مفصلًا للمنزل والمزرعة: كل غرفة، كل مخرج، كل نافذة، كل طريق صغير يربط بين الحقول. وجد أيضًا مخرجًا سريًا… ولكن عندما نظر خارجه، أدرك الحقيقة: المنزل بعيد عن القرى، بعيد عن الناس، معزول بالكامل.
جلس إيزوكو على الأرض، المصباح في يده يرتجف، ويداه تهتز من الصدمة والتوتر.
لقد خطط لكل شيء… كل لحظة، كل يوم… حتى الأشياء الصغيرة، كل شيء لأجلي فقط… لأجعلني ملكه. لكن… لماذا هكذا؟
شعر بخوف رهيب يغمره، اختلط مع الغضب والحيرة: كيف يمكن أن يحبك شخص، ثم يراقبك طوال حياتك بهذا الشكل المهووس؟ كيف يمكن أن يجعل منزلك ومزرعتك قفصًا مخفيًا عن العالم بأسره؟
رفع عينيه إلى المصباح، الضوء يلمع على وجوه الصور، على دفتر الملاحظات، على تصميم المنزل. كل شيء أمامه صار واضحًا: كاتسوكي ليس فقط عاشقًا، بل مهندس حياة كاملة، مهووس بكل تفاصيله.
توسلت نفسه للهدوء، أغمض عينيه للحظة، ثم فتح صفحة أخرى من الدفتر. كتب باكوغو بخط صغير:
> "حتى لو لم تتذكرني، سأظل أعشقك. سأصنع لك عالمًا كله لك، حتى لو لم تسمح لك ذكرياتك بالاعتراف. لا أحد يمكن أن يأخذك مني."
توقف إيزوكو عن القراءة، قلبه يدق بسرعة، دموعه تحجب الرؤية، لكنه اضطر لأن يتنفس بعمق. كل شيء هنا، وكل شيء خطط له… لماذا؟ ولماذا أنا؟
وقف ببطء، جمع الصور والدفتر بعناية، وعاد إلى المصعد الخشبي، إلى أرضية المنزل الخشبية، محاولًا أن يبدو طبيعيًا عند عودة كاتسوكي، لكن في داخله كان عاصفة من الصدمة والخوف، وخطة الهروب بدأت تتشكل ببطء: سأبحث عن طريق… حتى لو كان بعيدًا عن كل شيء، سأعرف حريتي يومًا.
---
استيقظ اليوم كالمعتاد على دفء حضن باكوغو، على صوت همسه العذب قبل أن يهمس:
«صباح الخير، أيزي… أليس من الرائع أن تبدأ يومك وأنا هنا؟»
ابتسم إيزوكو ابتسامة هادئة، قبّل جبينه ثم شفتيه برقة، بينما قلبه كان يخفق بشدة، يختبئ وراء هذا الروتين اليومي، وراء المظاهر الطبيعية، خطة الهروب تتشكل في عقله.
بعد أن أعد الفطور، جهز الملابس وعلبة الغداء كما اعتاد، أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يغادر المطبخ ليبدأ يومه في المزرعة. كل خطوة يخطوها، كل حركة، كان يراقب كل زاوية بعينين متفحصة، يحسب كل ثانية، كل احتمالية للهرب.
حين غاب باكوغو إلى العمل، شعر إيزوكو بحرية نسبية، لكنه كان متوترًا: اليوم سأختبر المخرج… سأعرف ما إذا كان بإمكاني الهروب فعلاً.
ذهب إلى الكوخ الصغير الذي سبق أن اكتشفه، حيث كان المخرج السري مختبئًا ضمن تصميم هندسي دقيق للمنزل والمزرعة. أمسك المصباح في يده، نظر حوله، ثم بدأ يدفع الباب الصغير، متأكدًا من أن الصوت لن يصل إلى أذنه.
YOU ARE READING
" داخل أسوار المزرعة "
Romanceفي عالمٍ تضجّ به الأصوات والقدرات الخارقة، لم يتوقّع أحد أن تنبت أجمل الحكايات في قلب مزرعة بعيدة عن ضجيج المدن. هناك، بين الأرض الخضراء والهواء النقي، يبدأ إيزوكو الأوميغا في رحلة جديدة بعد فقدان ذاكرته ، محمّلة بذكريات الماضي وجرحه، لكن أيضًا بأمل...
