-
ماني بـ بحرٍ كل من جاني شرب من ماه
أنا صفحه من التَّاريخ تذكرني ما تنْساني
-
نزل من السيارة وعينّه على الجوال يتراسل مع شيمّه عن موعد وصوله للبيت ، سكر جواله ودخل الشركة حامل بين يديه الأيباد وبعض الملفات ، الأضواء خافته وبعض المكاتب خاليه من الموظفين لإنتهاء عملهم ، توجه عُمر لمكتبه وقبل لايدخله خَرجت منه سلوى إبتسمت:اهلاً إستاذ عُمر !
وقف عُمر يبادلها إلابتسامة:إهلين ليش ماطلعتي للأن ؟
آشرت سلوى بيدها تِجاه المكتب:حطيت على مكتبك تقارير آخر إجتماع و نُسخة من ملف حضور موظفينّا لشركة إستاذ خالد إستلمها المشرف وأثناء عليهم ايضًا ، كان بِـ يقابلك شخصيًا
لكن إعتذرت منه لعدم تواجدك
إبتسم عُمر براحة:الحمدلله واشكرك على حرصك دايمًا تقدرين تمشين تأخر الوقت
هزت برأسها ومشت من عنده لمكتبها تاخذ اغراضها .. جلس على مكتبه يشيّك على الاسماء ابتسم برضاء من شاف انه ماتغيب احد ، سكره وفتح التقارير يراجعها بدقه وحرص
قطع عليه صوت طقّ الباب القوي ، رفع أنظاره من انفتح الباب بدون انتظار لـ ردّه ، وقف بمعالم وجه إكتساها التوتر والقلق وعَدم الراحة نطق سعد:السلام عليكم
وقف عُمر على طوله من عرفه:وعليكم السلام والرحمة يامرحبا
تقدم يسلّم عليه بحرارة وهو يسأله عن حاله وأحواله ، على عكس سعد البارد بسلامه وحتى كلامه على غير عادته كان شاردّ الذهن وافكاره فيّ دلال فقط ، نطق عُمر ونظرات عيونه على العرق اللي يتصبب من جبينّه:عسى ماشرّ فيك شيء تعبان ؟
طالع فيه سعد:دلال فَـواز موظفة عندكم سيارتها موجودة تحت بالمواقف لكن هي ؟ ماهي موجودة عندك خلفية وين ممكن تكون !
رفع حاجبه عُمر بذهول:ايه نعم واليوم كانت مع عدة موظفين بشركة آخرى يمثلون شركتنا وكانت موجودة معاهم بسيارة خاصه من الشركة ورجعوا فيها
رجع عُمر للمكتب يسحب النُسخة يمدّها له:وهذا اسمها وتوقيعها إيضًا
سَحبه سعد يتأكد بنفسه وبالفعل إسمها الثُلاثي وتوقعيها رفع كف يده لوجهه يمسحه بتعب:ماني محصلّها اتصل فيها ماترد والأن مُغلق ! المشكلة إن مافيه شيء يربطها هنا إلا وظيفتها
حس عُمر بالمسؤولية خذا نفس طويل وبهدوء:تعال معي !
سعد من التعب ماهو قادر يجاري أو يكثر كلام مشى معه بدون ما يسأل وين وليش ...
-
سَحب رابع زقاره يدخنّها بشراهة وعينّه للسماء ونجومها سارحٍ فيها ، هدوء ماكان يسمع إلا صوت الهواء يضرب الأبواب بخفه حتى داخله فيه هدوء غريب يسكنّه ، صمت مُريب بـِ أفكاره إستنكره ، يستعيد بذاكرته منظر وجه جاسـر اليوم ونظرات عيونه له ماتصور بيوم يكون هذا تصرفه وافعاله تجاه جاسـر بالأخص لانه طيّب وبكل مره يحتاجه فيها كان موجود وبعمره ما قال كلمة تضيّق خاطره ويداري كثير والأهم إن مُهتم دايمًا فيه وبغيره شخص حنون ولا يأذي احد ، طفى زقارته مبارك والضيّق داهم صدره ومع هالضيقة مشاعر كثير داهمته والهدوء اللي قبل دقايق مستنّكره إستاحشه وبدأ يعيش صراع داخلي مابين الندم والتردد وعدم اللامبالاة والإقدام اكثر وأكثر وبدون خوف يردعه ، رفع راسه من سمعها تنادي عليه وتنطق بـِ:وش تسوي هنا ؟
إستلقى مبارك وعيونه للسماء:الجو حلو اليوم
قربت شيمّه تشوف الطفايه مليانه:دامه حلو تلوثه بالمرض
هذا ليه !!
ضحك عليها وبوسط ضحكه بدأ يكح:هذا المرض بحق وحقيق
عصبت شيمّه وبحدة:مايضحك هذا هلاك وموت حرام عليك انت جالس تدمر نفسك بالسمّ هذا !
إختفت ضحكته من داهمته الغصه إستعدل بجلسته وبُحزن:اليوم تدمرت فعليًا لكن مو من الدُخان تدمرت من شفت ذكرياتي رماد تدمرت من شفت المحلات اللي يتردد عليهم ابوي دايم آلسنة النّار تآكلهم بنهمّ ! تدمر قلبي وتدمرت روحي الذكرى الوحيدة اللي بقت لي منه من بعدك إنتِ و أمي ، هذا الدمار الفعلي فقدي لأغلى ذكرياتي معاه !
نزل راسه يكمّل ولا زالت الغصه ملازمه حُنجرته:وفاته للأن عالقه بـِ ذاكرتي وكآنها اليوم عجزت أنساه وشلون عاد أنسى ذكراه ؟
جلست جنبه شيمّه بتجلّد:الله يعوضك يامبارك ومن خَلف مامات ، ترحمّ عليه وأدع له هذا اللي يحتاجه منك ياما زعلنا وبكينا وش فادّ ؟ رجع لنا ؟ مايفيد ابد وصدقنّي أذيتك
لنفسك بالطريقة هذي ماراح تنفعه ولا تنفعك اصبر وتجلّد
ولا تضعف ابدًا !
كان وده يبكي ويفضفض أكثر لكنه إكتفى أنه يبوس رأسها ، أخذ الطفايه معه وهو يقوم من عندها و قبل يدخل استوقفته شيمّه وهي تقول:ارفق بنفسك ياوليدي
آشر لها على عيونه وطلع لغرفته مُتناسي الحديث هذا ولحظات هالضعف ، لـتصرّخ افكار مُخيفة في مخيلته !
YOU ARE READING
عيون الشعر ماتذرف إلا علشانك
Romance- في رجا الصدفه اللي عاد مدري متى اللي فيها يدك تبي تصافح يدي بنتظرها تجي في صيف والا شتا وأنطلق من يد الفرقى وأجيك أعدِي -
