|| PART 01 ||

25 7 2
                                        

كانت الليلة مظلمة، السما كحله و الغيوم تنوض في العجاج. الريح تضرب بين حيطان دار جدتها، دار قديمة بزاف، مبنية بالحجر و روايح الرطوبة معمرة القنوت (الزوايا). الدار هذي ورثتها الجدة من جدّها الله يرحمو، و دايما الناس في الحومة يقولولها:
«هذي الدار ما تباتش فيها بنت وحدها…»

راينة، 19 سنة، جاية من العاصمة باش تكمل قرايتها فالجامعة هنيّا. ما حبتش تعيش في الإقامة، فبقات عند الجدة باش تلقى شوية هدوء و تركز. دخلت بكابتها و شوية كتب، و قالت مع روحها:
— «آه يا راينة، هنا تبدا حياة جديدة… بعيد على الصداع و المشاكل الزايدة.»

الجدة شربتها قهوة قبل ما تروح للعرس عند عمتها (بنت الجدة)، و قالتلها:
— «ديري بالك من روحك، أنا ما رحش نطول، نجي غدوة مع الصبح.»
— «ما تقلقيش يا يما، راني كبيرة و نعرف نحضي روحي.»

ضحكت الجدة، و خرجت، و بقات راينة وحدها في الدار.

الليل هبط بالخف، و السكات تاع المكان بدا يديرونجيها. كانت تسمع الريح تنفخ ماشي تهب، و بيبان اللوح يتخبطو من وقت لخوه. جربت تركز في كتابها، بصح صوت خطوات جاية من فوق خلاها تجمّد: تكتكتك

— «مستحيل… الدار هذي ما فيها حتى واحد، جست مي .»

حاولت تقنع روحها بلي يمكن القطط. رجعت للفراش، غطت راسها و غمّضت عينيها. فجأة، برودة غريبة حسّتها في يدها. فتحت عينيها بسرعة، ما كان حتى شيء. غير ظل يتحرك فوق الحيط. قلبها بدا يخبط: دومدومدوم

وفجأة، صوت همس… قريب بزاف من ودنها:
«راينة…»

قفزت من الفراش، شعلت الضوء و هي تلهث:
«شكون هناااااا؟!»

الغرفة خاوية. غير المراية قدامها. قربت تشوف وجهها المخطوف وعينيها تزعلو بالدموع من الخوف. و رانية هذاي كان شعرها كحل طويل يطيح كيما ستار على وجهها، يخلي حروفها متخبيين و غامضين كثر و كثر. عينيها الواسعين كيما الغزال، فيهم  شغل البراءة والسر. حتى ضحكتها و قليلة، ما تخرجش بزاف، مي كانت تزيدها النص. يمكن هذا اللي خلا ذاك الظل الي شافته يخيرها هي… يمكن هذا اللي خلاه يهمس اسمها شغل يعرفها من زمان. بقات هاك حتى تجمّدت: فالمراية بانت حاجة كحلة طويلةةة واقفة موراها.

دارت بالخف… ما كان حتى واحد.

رجعت للمراية، الخيال ما زال واقف. قريب بزاف منها، كأنو يقرب يقرب…
وفجأة، همسة ناعمة، أقرب من ودنها:
«راني هنا… وعمري ما نخليك وحدك.»

تجمدت في بلاصتها، دموعها بدات تطيح من غير ما تحس. قلبها يدق بقوة، لكن رجلينها ما حبوش يتحركو. حاولت تنطق كلمة، لكن صوتها خانها، ما خرج غير همسة مرتعشة:
«شكون… شكون انت؟»

الظل ما جاوبش، غير زاد تقرّب. للحظة حسّت هواء بارد يمس خدها كي يد دافية لكن ما هيش بشرية. الرعشة غلبتها، ورغم الخوف، كان في قلبها إحساس غريب، حاجة بين الرعب والاطمئنان.

تراجعت خطوة للوراء، تلهث بصعوبة، و هي تحس أنفاس باردة تنفخ ف رقبتها من لور، و غي شوي بعدها قدرت تنطق؛ زڨت راينة بلا ما تعبى، خطوة لورا قريب طيحها. الظلام برا كحل من لي داخل في الشومبرة. عاود الريح الباردة حلت تاقة، تلعب بليزارها القديم و دير هذاك تصفار لي يجي ف أفلام الرعب، واه .

خليت عينيها مبلعين فالمراية، تقلب ف رايها  بين ذاك الظل والباب. لكن… الظل ما عادش كاين. اختفى كأنو ما كانش موجود أساسا.

سيت تهرب تجري، لكن رجليها تباراليزاو، ما قدراتش تحرك حتى صبع. قلبها يخيط و تسمعه في ودنيها، و في الداخل هي تهمس:
«ميما ؟؟؟ ... مانظنش..مانيش النوم، حوجي اذا هذي التقليعة! »

انطفى الضوء فجأة، وخلا شومبرة تغرق في ظلام كحل قطران.

و راحت بشوي  لسريها تكسلت و عينيها محلولين من الخوف ان تخرجلخا اي حاجة تم! و فجأة… الباب تاع الغرفة تفتح وحدو مع ارخى بصوت تغطغيك...
..
.
.

يتبع…


وهنا يا جماعة… نحبس. 👀
راينة في ذيك الدار بدات تكون حايرة، الصوت ما يروحش من راسها، وكاين شعور غريب بدا يزحف ليها… ما بين خوف وفضول.
تفتحو بارت 2 وتكتشفو واش راح يصرا. ✨

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 16 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عازر (الجن العاشق) - باللهجة الجزائرية Where stories live. Discover now