33_النهاية المنتظرة

216 18 6
                                        

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثالث والثلاثين
*النهاية المنتظرة*

في صباح يوم جديد، اجتمعت حياة مع إخوتها حول مائدة الفطور. وبعد أن أنهى محمد إفطاره، خرج متوجهاًط إلى مدرسته الجديدة عبر وسائل النقل بينما بقيت شقيقاته يكملن فطورهن. وما إن أنهت حياة وجبتها حتى نظرت إلى فرح التي بدا عليها التردد، وكأنها ترغب في قول شيء. فقالت لها حياة: 
– تحدثي يا فرح، أنا أصغي إليك.

تفاجأت فرح من مواجهتها المباشرة لها بالكلام، فبلعت ريقها وقالت: 
– حياة أريد الخروج.

أجابتها حياة وهي تعقد حاجبيها: 
– لكن، منذ متى أمنعك من الخروج؟

أجابت فرح: 
– هذه المرة مختلفة، أريد أن أذهب لرؤية عماد.

اعتدلت "حياة" في جلستها وقالت: 
– هل أنتِ متأكدة؟

– نعم، لقد تأخرت كثيراً. عليّ أن أعتذر له عمّا حدث وعلى شكي فيه.

نظرت إليها حياة لبضع ثوانٍ ثم ابتسمت وقالت: 
– حسناً، اذهبي واستعدي، سأوصلك بنفسي.

اتسعت عينا فرح دهشة وقالت: 
– هل ستذهبين معي؟

أجابت حياة: 
– بالطبع، هيا، أسرعي.

ذهبت فرح إلى غرفتها بينما توجهت حياة لمكتبها، وبدأت تراجع تصميم الفيديو الذي ستنشره. وبعد رفعه على اليوتيوب، حملت هاتفها ونشرت مقتطفا منه في مجموعات تعليم اللغات وعلى حسابها في إنستغرام عبر خاصية القصص، وبدأت تتفاعل مع التعليقات.

وبعد أن جهزت فرح نفسها، انطلقتا إلى الحي الذي يقطن فيه عماد، وسألت حياة صاحب المتجر عن بيته كون فرح لا تعرفه، فأجابها قائلا:
– بيته هو ذاك المقابل لكم، لكن لن تجدوه في المنزل الآن، لقد ذهبوا بالأمس ليخطبوا له.

تفاجأت الفتاتان بهذا الخبر غير المتوقع، فنظرت حياة إلى فرح التي بدا عليها التوتر، ثم سألت البائع: 
– قلتَ إنهم ذهبوا فقط للخطبة، فهل عادوا؟

– لا، هو طلب يدها مسبقاً، وهذه هي الخطوبة الرسمية الآن، والفتاة من مدينة أخرى، لا أذكر أين بالضبط.

تشكرته حياة ثم أمسكت يد فرح وتوجهتا مباشرة إلى السيارة. وما إن ركبتا حتى نظرت حياة إلى أختها الشاردة وسألتها: 
– فرح هل أنت بخير؟

أجابت: 
– أنا بخير، فقط تفاجأت كيف تمت الخطبة بهذه السرعة.

– هل تحبينه أنت أيضا؟

_لا، بطبيعة الحال لا أحبه، فقط حزنت لأنني فقدت صديقاً مثله، وصدِمت عندما علمت أنه تجاوزني بهذه السرعة.

قدر الإخوةWhere stories live. Discover now