توجهت للاستحمام، ثم تناولت مع عائلتي العشاء، وأويت لفراشي، فهو ملجئي أنا وصغيرتي سوزي التي أهملتها في الأيام الفارطة.
سرقني النوم ليأخذني إلى أرض الأحلام.

ستيقظت صباحًا على صوت المنبه. أطفأته بتثاقل، لأبقى ممدة للحظات، أسترجع من أنا، ولماذا أنا هنا. "آه... تذكّرت!"، اليوم سأرى جامعتي أخيرًا... الجامعة التي كدت أن أقطع نفسي شطرين من أجل أن أرتادها.

نهضت من فراشي، وكانت سوزي، قطتي الصغيرة، تتبع خطواتي بهدوء. دخلت الحمام، اغتسلت، ثم توجّهت إلى المطبخ. وجدت أمي هناك، سلّمت عليها وقدّمت الطعام لسوزي كي لا تلتهمني من الجوع. شبعتُ أنا، وشبعت هي، وصعدتُ بعدها إلى غرفتي لأغيّر ضماد معصمي، وأرتدي ملابسي.

كشفت عن معصمي، كان الجرح قد قارب على الشفاء... لكن ندبته ستبقى. ستظل شاهدة، تذكرني به، وباللحظة التي كنت فيها أضعف من أن أقاوم. كادت دموعي أن تقدم على خيانتي ، لكنني تماسكت. لن أبكي مجددًا، لقد بكيت بما فيه الكفاية.

ارتديت ملابسي بعناية، وضعت القليل من مستحضرات التجميل، وألقيت نظرة أخيرة في المرآة. بدا وجهي أقل تعبًا من الأمس، لكن عينيّ ظلّتا تحملان شيئًا من الحزن.

خرجت من الغرفة، توجّهت إلى أمي لأودّعها. سأذهب إلى الجامعة الآن، لا أعلم لماذا لا أشعر بالحماس... ربما لأنني فقدت الشغف، أو ربما لأن الجامعة لم تعد تبدو لي حلمًا يستحق كل ذلك العناء.
لكن رغم كل شيء، في مثل هذا الوقت من العام الماضي،
كنت ابكي فقط لألتحق بها .

اتصلت بليا بحكم أن بيتها هو الأقرب من بيتي، لترد على الخط بسرعة:
"هل حقًا أنتِ كافيلين؟"
"لا، أنا روحها من العالم الموازي."
"أوووه! هل تعلمين أنني هذه أول مرة أتحدث مع شخص من العالم الموازي؟ هذا شرف عظيم!"
"هيا أيتها الغبية، لست متفرغة لتفاهاتك منذ الصباح!"
"حسنًا أيتها الأميرة، أين أنتِ؟"
"أنا بالقرب من بيتك."
"حسنًا، عندما تصلين اتصلي بي لكي أخرج من المنزل، لقد انتهيت من تجهيز نفسي."
"اتفقنا."

أغلقت الخط وتنهدت، هذه الفتاة حقًا شيء ما، تجعلني أبتسم وأنا في أسوأ حالاتي.
اتصلت بي مايا، فأجبت:
"صباح الخير."
"صباح الخير كافيلين، أين أنتِ الآن؟"
"أنا بقرب منزل ليا، سأمر عليها ونوافيكما عند موقف الحافلات."
"حسنًا، أنا وماريا اقتربنا من الموقف، سنلتقي هناك."
"حسنًا."

أغلقت الخط واتجهت أنتظر ليا لتنزل بعدما اتصلت بها وأعلمتها أنني بانتظارها، ما لبثت دقائق حتى وجدتها أمامي، عانقتني حتى كدنا نتحلل في أجساد بعضنا البعض، أنا أقدر خوفها علي، فصلت العناق لأنبس:
"اعترفي، هل أنتِ شبح أم ماذا؟"
"لماذا؟"
"لم أحس بك حتى وجدتك خلفي!"
"لا أعلم، ربما... هيا نسرع قبل أن نترحم على أرواحنا."
"لماذا؟"
"إن بقيت الآنسة ماريا تنتظرنا في موقف الحافلات، ستقتلنا. هيا لنسرع!"
"إذن هيا لنسرع حقًا، فأنا لا أريد الموت وأنا لم أرَ جامعتي!"

لعنة طلاسم السحرWhere stories live. Discover now