قراءة ممتعة 🥰
بعدما ظننتك شعلةً تدفئ قلبي، حتى أدركت أنك الشمس التي إذا لم تُشرق عليّ، مُتُّ متجمدةً.
...................
فتحتُ عيناي لأجد الأجهزة الطبية محيطة بي من كل جانب، لمحتُ الممرضة، ابتسمت وقالت لي:
"هل أنتِ بخير؟ هل تحسين بأي شيء؟"
لم أَقوَ على الحديث، أومأتُ برأسي فقط. كانت ذاهبة، فاستوقفتُها بصوتي الوهن:
"أريد القليل من الماء، حلقي جاف."
"هذا طبيعي، فأنتِ نائمة هنا منذ يومين. سأُحضِر لكِ الماء، وأنادي الطبيب ليراكِ."
ماذا هناك؟ أنا لا أعلم شيئًا! أنا هنا منذ يومين؟ عجيب... لماذا؟
بدأت ذاكرتي بالعمل، حتى تذكرت سبب وجودي هنا، لتنساب تلك الذكريات الجارحة السامة إلى عقلي. لقد تشبثت بي الحياة اللعينة من جديد.
تجمعت الدموع في عيني، فأسرعت بمسحها فور دخول الطبيب الذي قابلني بابتسامة:
"الحمد لله على سلامتك آنستي. من فضلك، هل يمكنك ترك اللحاف لنتمكن من رؤية حال معصمك؟"
هنا أدركت أنني كنت متمسكة باللحاف. تركته ومددت معصمي للطبيب ليتمكن من فحصه.
أكمل فحصه فأردف:
"آنستي، جرح يدك يلتئم بشكل جيد، بدون التهابات أو مضاعفات، وهذا جيد. أتمنى أن تحافظي على سلامة يدك، وحافظي على سلامتك. لا شيء يستحق أن تُنهي حياتك من أجله. سيأتي الطبيب النفسي للحديث معك بعد رؤية أهلك لكِ."
تجمعت الدموع مرة أخرى في عيني، لم أرد مسحها هذه المرة. تعبتُ حقًا.
خرج الطبيب ودخلت والدتي ووالدي لرؤيتي، وأنا فور رؤيتهم زادت وتيرة بكائي.
احتضنتني والدتي بقوة، أما والدي فبقي يلاحظ ضعفي من بعيد.
"لماذا يا بنيّتي؟ ما الشيء الذي يجعلك تُنهين حياتك؟ ألم تفكري بنا؟ كيف سنعيش من بعدك؟ يا وحيدتنا، يا أغلى ما نملك!"
صحيح، أمي على حق. لم أستوعب مقدار الخطيئة التي ارتكبتها، لكني لا زلت أفكر بالموت، حقًا، لا يمكنني تحمّل هذا الألم.
"هل ما قالته صديقتك صحيح؟ هل كنتِ على وشك الهلاك بسبب ديفيد؟"
لتتقد عيني نارًا مما قالت، لأصرخ بكل ما أوتيت من قوة:
"لا! لا تذكري اسم ذلك الخائن أمامي!"
انهرت باكية.
"لكنه في الخارج، يريد الحديث معكِ. كيف لكِ أن تُدمري علاقتكما الوطيدة بهذا الشكل؟"
"أمي، كُفّي عن الحديث عنه كأنه ملاك، كأنه لم يحطم قلبي!"
أخذت أُدمّر كل ما هو بجانبي. جاءت الممرضة مسرعة، حقنتني بإبرة مهدّئ بعد عناء طويل، ليخرج الطبيب إليهم ويخبرهم أنني أعاني من انهيار عصبي، وعند زوال مفعول الإبرة سأعود إلى حالتي الطبيعية.
في المساء
لمحت نفس الممرضة تغيّر قارورة المصل المغذي، وفور التقاء أعيننا، ابتسمت بتلك الابتسامة الملائكية.
انكمشت ملامحي إثر الصداع الحاد الذي داهم رأسي، لتسأل:
"هل أنتِ بخير؟"
"رأسي يؤلمني بشدة."
"لا تخافي، هذا طبيعي بسبب الحقنة المهدئة، سيزول قريبًا."
"أريد الماء."
"حسنًا."
تقدمت تمسك الكأس بين أناملها، قربته من شفاهي لألتقطه وأشرب بنهم، كأنني لم أشرب الماء منذ القرون الوسطى.
انتهيت من شرب الماء، فابتعدت بالكأس، لتردف:
"سيأتي الطبيب النفسي للحديث معكِ، فجهّزي نفسكِ."
اكتفيت بالإيماء، لتخرج هي.
كيف سأقابله؟ هل سأحكي له كل شيء؟
YOU ARE READING
لعنة طلاسم السحر
Horror"كانت حياتها تسير بسلاسة... حتى ظهر هو. رجل غامض، مهووس، اختطفها من عالمها الآمن وأغرقها في أعماق الظلام. عذّبها وكسر عالمها قطعةً قطعة، ولم تجد مخرجًا من جحيمه سوى اللجوء إلى السحر. ظنّت أن الخلاص قريب، لكنها لم تعلم أن الهروب من وحش بشري قد يفتح ل...
