Third part ❤

Mulai dari awal
                                        

بعد دقائق، سمعت طرقًا على الباب، يليه دخول ذلك الطبيب بطوله الفارع، لتلتقي أعيننا، وينبس:
"أممم، إذًا أنتِ من مللت من الحياة؟"
لم أُجبه.
هل هذا حقًا طبيب نفسي؟ يبدو أنه يحتاج إلى طبيب.
"سمعت من عائلتك وأصدقائك أنك كثيرة الحديث، ما بكِ الآن؟ هل ابتلع القط لسانكِ؟"
حقًا، ما هذه الأسئلة الغريبة؟ لأنطق:
"كنتُ أتحدث وأطيل الحديث عندما كنتُ أجد متعة في ذلك، أما الآن، فكل شيء أظلم أمام عينيّ."
سحب الكرسي، وجلس بجانبي.
"لماذا أظلم كل شيء؟ لقد كُتب لكِ عمر جديد، لماذا التذمر؟ أنا دائمًا أواجه مرضاي بالحقيقة: من الغباء أن تفكري في إنهاء حياتكِ من أجل شخص يتمتع بحياته.
أه، هناك أشخاص يخبرهم أطباؤهم أن لم يتبقَ لهم إلا شهر أو بضعة أشهر، يتمنون لو يعيشون سنة بجانب أحبتهم، وأنتِ تملكين نعمة لا تقدرينها."
أخفضتُ نظري، فهو على حق، لكن الحقيقة مؤلمة.

"أنا لم أملّ من الحياة، بل العكس! أنا إنسانة عاشقة للحياة، أحب أن أقضي أوقاتًا طويلة مع أحبتي، لكن لا يمكنني التعامل مع هذا الألم. لقد رفعتُ سقف توقعاتي أكثر من اللازم، أعلم أنني مخطئة، لكن لا يمكنني التخطي."
حبستُ دموعي بين شهقاتي.
"ابكِ إن كان هذا يُريحك، لكن لا تكوني أنانية وتنهي حياتكِ، فهناك العديد من الأشخاص الذين ينتظرون في الخارج من أجلك، ومن أجل أن يسمعوا أخبارًا سارّة من أجلك.
هيا، كوني قوية ولا تقعي في شباك أوهامكِ."
"لكنه كان جزءًا لا يتجزأ من حياتي."
"لكن هو لم يركِ بنفس الزاوية التي رأيته منها. هو غير مذنب، كما قلتِ: أنتِ من رفعتِ سقف توقعاتك."
"أنا لا يمكنني أن أراه معها... سيتوقف قلبي حتمًا."
"أقول وأكرر: عيشي من أجل نفسك، لا من أجله.
هو اختار سعادته مع أخرى، فاختاري سعادتك مع نفسك.
إنك إنسانة قوية وواعية، واعلمي دائمًا أنكِ تستحقين الأفضل.
وأخبرني طبيبك أنكِ يمكنكِ الخروج، لأن صحة معصمك تتحسن بشكل جيد."

كفكفتُ دموعي، فدخلت أمي، ساعدتني على ارتداء ثيابي، وجمعت أغراضي لنذهب إلى المنزل.
وكأنني جثة بلا روح، أنا لا أشعر بالحزن، كما أنني لا أشعر بالفرح، حرفيًا... أنا جثة.
وصلتُ إلى المنزل وذهبتُ مباشرة إلى فراشي، لم آبه بصديقاتي ولا بوجود عائلتي.
أخبرتهم أنني أحتاج إلى التفرد بنفسي والراحة، لكن أفكاري لا تتوقف عن العصف برأسي.
هناك الأعاصير تتضارب بلا هوادة.
بدلًا من إنهاء حياتي... سأفعل بحياته هو وتلك الشريرة خاصته.
لكنني أعلم أنني أضعف من ذلك.
بقيتُ مع حروب الكرّ والفرّ مع مخيلتي، حتى انتشلني النوم، وأخذني بين يديه حتى الصباح...
حين أشرقت شمس جديدة، رغم دفئها، إلا أنها لم تتمكن من إذابة جليد قلبي أو إزالة تبلّد مشاعري.

دخلت أمي إلى الغرفة لتتفحصني، فوجدتني أناظر السقف بدون أي تعابير.
"يا ابنتي، هل تنزلين لتناول الفطور معنا، أو أحضره لك لتأكليه في غرفتك؟"
لم أرد إزعاجها أكثر مما فعلت إلى حد الآن.
"حسنًا أمي، أنا قادمة."
لاحظت ابتسامتها، خرجت من الغرفة، وذهبت أنا إلى الحمام لأجد أمي قد أزالت كل المرايا والأدوات الحادة. هي تخاف أن أقدم على إنهاء حياتي مرةً أخرى.
اغتسلت ونزلت لأجدهم حول تلك الطاولة مجتمعين يتناولون فطورهم بكل صمت.
أنا حقًا أريد التخطي، لماذا كل هذه الكآبة؟ لأكسر الصمت سلمت عليهم:
"صباح الخير."
وهم ردوا: "صباح الخير"، وصمتوا.
كرهت الصمت، فبمجرد أن يعم الهدوء تبدأ الأفكار بالتدافع داخل رأسي:
"لماذا لا تتكلمون وتتبادلون أطراف الحديث كما السابق؟"
"لا يا ابنتي، نحن لا نتحدث لأنه لا توجد مواضيع نتداولها." لتردف أمي،
"بل توجد مواضيع."
ناظرها والدي:
"هيا اطلعينا."
"أصغي لي يا ابنتي، هل نسيت التسجيلات الجامعية؟"
"أمي، أرجوك، هذا ليس وقتها، لم أرتح من الاختبارات حتى تأتي الجامعة."
"ألم تتحرقي شوقًا فقط من أجل أن تذهبي إليها؟"
"أنا لا أملك القدرة على التفكير بشكل سوي حاليًا يا أمي."
"لا، بل تشغلين عقلك بالتفاهات، الحب والغرام، حتى أنك كنت على مشارف الهلاك، لولا صديقتك من أسرعت إليك، لكنت الآن تحت التراب. استوعبي هذا."
"ما بكِ يا امرأة؟ الفتاة الآن في حال سيء، وأنت تزيدينها سوءًا بكلامك هذا."
"أمي، حديث أبي صحيح، هل ترين ما أمر به؟ أمر تافه."

لعنة طلاسم السحرTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang