Part 01

53 4 2
                                        

مرحبًا فراولاتي 🍓...

إلى كلّ من منحني من وقته دقائق لقراءة كلماتي، أعلم أنّكم اشتكيتم من قصر الفصول، ومن توقّف الأحداث عند عتبات الأسئلة التي لم تجد جوابًا. أعتذر من قلبي، لا تقصيرًا في حبّي لكم، بل لأنّي كنت أعيش مشاعر شخصيتي بكل وجعها، ولم أستطع أن أبوح بكل شيء دفعة واحدة.

هذا الفصل، ليس ككل ما مضى...

فاستعدّوا للغرق في عتمة لم تعرف الرحمة.

-Saraagdr

الفصل الأول: "مدخل إلى الجحيم المخملي"

كانت الطرقات الطويلة المؤدية إلى قصر "جيون" خالية تمامًا، إلا من صمت يصفع النوافذ... وصوت المحرّك الرتيب الذي يزداد وقعًا على صدرها مع كلّ متر تقطعه.

"هل أنتِ متأكدة من هذا، ليان؟"
سمعت الصوت في رأسها... لكن لم يكن وهمًا. كانت ليارا، أختها التوأم، تبكي على الهاتف قبل ساعات فقط.

"لم أعد أتحمّل، ليان... كل شيء في هذا القصر يخنقني. هو... هو يراقبني حتى حين أنام! وتلك الـ... الصديقة؟ خانتني معه بكل برود! لقد سُلبت مني هويتي، قوتي، كرامتي! أرجوكِ، ساعديني، أريد الهرب... فقط أي وسيلة لأهرب."

ليان لم تكن ضعيفة. كانت عكس أختها تمامًا.
جميلة، باردة، ذكية، ذات هدوء خادع يُشبه السم في كأس من الكريستال.
لكنها أيضًا كانت مخلصة... لأبعد حد.

ولهذا السبب فقط، ارتدت زيّ أختها، حملت هويتها، وتقدّمت نحو القصر كأنها ليارا.

ليس من أجل الحب.
ولا حتى من أجل الانتقام.
بل من أجل إنهاء لعبة شيطانية، بطريقتها هي.

توقفت السيارة أمام بوابة القصر الحديدية، المزخرفة برموز غريبة.
وكأنّها مقبرة ملكية، لا بيتًا.

فتح البوّاب لها دون أن ينبس بكلمة، فقط نظرة خاطفة ثم انحناءة.
لم يشكّ بشيء... بعد.

الخطوة الأولى نحو الداخل كانت كأنها سقطت في دوامة من الفخامة المبالغ فيها:
أرضيات من الرخام الأسود، أعمدة طويلة تلامس السقف، إضاءة خافتة بلون الدم، وستائر مخملية ثقيلة تُغلق كلّ نوافذ الشمس.

لكن ما شدّها أكثر... هو رائحته.
رائحة عطر رجولي حادّ، نفذ إلى داخل صدرها كطعنة باردة.
هو هنا... يراقبها.

ليان لم تترك لجسدها حقّ الارتجاف.
رفعت ذقنها بخفة، وتقدّمت بخطوات موزونة، متقنة، كأنها تدربت على هذه اللحظة طوال عمرها.

Tied by Darkness Where stories live. Discover now