البروفيسور جيون، فهو رجلٌ من طرازٍ نادر، سُلطةٌ فكرية تمشي على الأرض، تُحيط به هيبة لا تُكسر، وصوتٌ ينطق بالمعرفة فيرتجف أمامه كل جدل. رجلٌ يتقن لعبة المنطق.
لكنه لم يدرك يومًا أنه سيقع ضحية لعبةٍ أخرى أكثر تعقيدًا، لعبة بدأت حين اصطدمت عيناه بعينيها.
في بهو الجامعة العريق، حيث تمتزج أصداء الخطوات بعبق الكتب العتيقة، كانت "روڤانا" تجلس في الصف الأمامي، عيناها متقدتان بحماسٍ خفيّ، وكأنها تحاول اختراق عتمة المسلمات بعقلها المتمرد.
لم تكن كسائر الطالبات، كانت شغفًا متجسدًا، عنادًا ملفوفًا برداء الوقار، ووهجًا مستترًا خلف أقنعة البرود الأكاديمي.
أما البروفيسور جيون، فكان رجلاً نُحِت من صخر الهيبة، يحمل بين أضلعه عقلًا حادًا كحدّ السيف ولسانًا ينساب ببلاغة آسرة.
لم يكن مجرد أستاذ جامعي، بل كان معبدًا للمعرفة، رجلًا تقف عنده الحروف احترامًا قبل أن ينطق بها.
في نظر الجميع، كان مثالًا للنزاهة والرصانة، لكن في عينيه كان سرٌّ دفين، عاصفة مكبوتة لا يُدرك مداها سوى من يتجرأ على التحديق في قاع روحه.
حينما التقت نظراتهما للمرة الأولى، لم يكن لقاءً عاديًا.
كانت عيناه تلتهمان تفاصيلها كمن يقرأ مخطوطة أثرية، بينما هي، رغم تيقظها، لم تكن تدرك بعد أنها أصبحت بيادق في لعبته المتقنة.
لم يكن يُظهر انبهاره، بل كان يتلاعب، ينسج حولها خيوطًا منطقية، يُلقي إليها بتساؤلات فلسفية يعلم أنها ستتحداه بها، وكان يستمتع بهذا التمرد الطفولي الذي لم يكن يعلم أنه في النهاية، سيجره إلى متاهة لا مخرج منها.
كان يراقبها دون أن تشعر، يبعثر حجارتها بثبات، يزرع في عقلها أفكارًا، ثم ينسحب ببطء كأن لم يكن.
لم يكن هوسًا عابرًا، بل كان افتتانًا متصاعدًا، كالنار التي تأكل أطراف فتيلٍ مبللٍ بالعطر، يحترق ببطء لكنه حريقٌ لا يمكن إخماده.
أما هي، فلم تكن تدري أنها تسبح في بحرٍ مالح، كلما شربت منه ازداد ظمؤها.
.
.
.
.
.
.
كل الحقوق محفوظه الي ڪكاتبه اصليه.
تنويه: الروايه sexual conten اذا كنت من غير محبين هاذا النوع انسحب بسلام.
اي عمل داخل هذه الروايه يتشابه مع غيرها سواء كان خارج الواتباد او داخله فهو محض تشابه فقط لا غير..
يتبع....
أنت تقرأ
Forbidden strings
Romanceالبروفيسور جيون... رجلٌ صُقِلَت هيبته كحدّ السيف، وسُلِّط فكره كصولجانٍ لا يُجارى. يمشي بين الحشود كأُسطورةٍ متجسدة، تُطأطئ أمامه العقول إجلالًا، ويرتجف المنطق في حضرته قبل أن يجرؤ على مجادلته. صوته حين ينطق، تتقوس له الحروف طواعية، وكأنها مدينةٌ ل...
