عندما يحل الليل،يصبح من الصعب الهرب منه...إنه في كل مكان... يراقبني،دائما يراقبني،أنا ضحيته القادمة و لا أدري هل سانجو ام أنه سيظل يطارد روحي حتى بعد أن أرحل عن هذا العالم...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
"مقدمة":
إقرأ بخيال واسع متناسيا العوائع الواقعية قد تكون هذه الرواية من نسج الخيال مع لمسات واقعية تزينها برونق الطبيعة "الواقع" إلا أنها رغم إنعدامها منه تنبع بالحياة...فالقصة تفيض على فؤادنا بالمشاعر لذلك...إستمتع بوقتك و أنت تقرأ...عش كل لحظة بمشاعرك،فدون مشاعر ستتلاشى الذكرى بعيدا في فجوة النسيان.
ماذا لو أصبحتِ مطاردة؟ ماذا لو جعلتِ قلبا خاويا معدوما من المشاعر ينبض من جديد؟ ماذا لو نبض هذا القلب الميت بهوس و عشق فائض لكِ؟... لكِ أنتِ فقط دون غيركِ؟...
"الفصل الأول"
حسنا خذ نفسا عميقا و لنبدأ قصتي من البداية كي تستطيع فهم السبب وراء وقوعي في هذه الورطة. انا أناستزيا،في السابعة عشر من عمري...أدرس في أحد الثانويات بلندن و أعيش وحدي في منزل والدي المتوفي لقد مات والدي في حادثة غريبة العام الماضي دون أن نفهم تفاصيلها، و بالتالي رحلت والدتي لتعيش حياتها (و تتخلص مني بالطبع) بينما إنشغل أخي (المستفز) عني بحياته المزحدة،لكني سعيدة جدا لسببين،الأول: هو الهدوء و الراحة التي أشعر بها في منزل والدي رغم تدهوره بعض الشيء إلا أنه ضخم و يبدو كقصر لعائلة ملكية قديمة و هذا يعجبني بلا حدود! و حسنا السبب الآخر هو ان علاقتي مع كلايهما (أمي و أخي) ليست جيدة(إن لم نقل منعدمة)لكن على أي حال لا أهتم لأمرهما حاليا. انا فتاة أعشق الكتابة و الرسم و الرقص..المهم كل ما له علاقة بالمرح و السعادة...كان والدي يصفني بالأميرة المرحة "روز" حيث أني أحب الضحك و النشاطات المرحة كثيرا و سبب تلقينه لي ب"روز" لأني أعشق نوعا من الورود الحمراء بشكل لا يوصف منذ صغري،لكن بعد وفاته تغير كل شيء و أصبحت كسولة دون شغف لا للكتابة و لا للرسم أو غيرهما...و أعيش حياتي كباقي الفتيات،الحياة الروتينية المملة.
♡لعنة مظلمة♡
إستيقظت اليوم كعادتي متأخرة عن الدوام لأنهض كالهوجاء أهرول هنا و هناك للاستعداد و الرحيل،إرتديت فستاني الأبيض و تركت شعري مفرودا بحرية كوني لا أملك الوقت للتفكير في لفة شعر الآن،رن هاتفي اللعين بإسم دينا صديقتي لأتحدث بإنزعاج بصوت ساخط و انا أرتدي حدائي "اللعنة عليك دينا لا وقت لي كي أجيب" نهضت بسرعة من مكاني و حملت هاتفي و الحقيبة لكن قبل أن أخرج لمحت أحدا يقف تحت شرفة منزلي،فتحت نافذتي بسرعة و ألقيت نظرة نحو الأسفل لأجد شابا ضخم البنية بلباس و سترة جلدية أسودي اللون...كان يرتدي قبعة رمادية و كمامة تخفي ملامحه،شكله غريب و مثير للاهتمام في الآن ذاته،نظر إلي بأعين مظلمة و قد لاحظت ندبا غريبا يتوسط خده الأيسر مما جعلني أفكر "مم...يبدو وسيما (حد اللعنة)" لكنه أرعبني بظرته تلك و لما أصلا يغطي باقي وجهه بكمامة؟ (لإضفاء نوع من التشويق ربما)،السؤال الذي يدور في أرجاء عقلي الآن دون توقف هو من هذا و ما الذي يفعله أمام منزلي صباحا؟ بلعت ريقي بتوتر فأنا فتاة جبانة قليلا (جدا) لأتحدث بصوت عالي كي يتمكن من سماعي "المعذرة سيدي، هل تحتاج أي مساعدة؟"،نظر إلي بهدوء دون أن ينطق باي حرف،كان شكله مخيف و لا ادري لما لكن خالجني توتر جدي فقط بمجرد أن ثبت عينيه على خاصتي، حاولت المقاومة و إنتظار جوابه لكن نظراته الغير مريحة بتاتا جعلت يداي ترتعشان فإنتهى بي الأمر أعود للداخل بسرعة...أفضل الاختباء من نظراته المرعبة على أن أموت قلقا و خوفا، لن أنكر الخوف الذي خالجني حينها لكني حاولت التوقف عن التفكير،الجدير بالفعل الآن هو الإنتظار قليلا حتى يرحل الشاب المخبول بعيدا كي أتمكن من الذهاب إلى المدرسة اللعينه(اللعنة أنا أتأخر أكثر) ...مرت عدة دقائق كالجحيم بالنسبة لي و أنا اتمنى رحيله...مالعنته هو الآخر! ..."حسنا لن يحدث شيء،سوف أنهض و أتفقده كفتاة راشدة"، أخذت نفسا عميقا ثم نهضت بسرعة و توقفت أمام نافذتي...تنفست الصعداء و ألقيت النظر ببطئ من خلالها كي لا يلاحظني لكني لم أجده...أطلقت نفسا عميقا مغمضة عيني براحة،في الواقع ما كنت لأخطو خطوة واحدة أمام باب منزلي لو وجدته مستقرا في مكانه دون تزحزح...انا أعرف نفسي جيدا (للأسف) لكن هيا الآن بربكم "I'm just a girl!" نزلت عبر السلالم بسرعة و أنا أحاول أن أجد عذرا جديدا لتأخري،تبا نومي هو سبب متاعبي الكثيرة (منها التأخر عن الحافلة التي ستقلني إلى المدرسة مثلا ) لو إستيقظت في الوقت المحدد لي لكنت جالسة الآن داخل الفصل بكل هدوء كباقي زملائي. فتحت باب منزلي للخروج لكني توقفت عندما سقطت عيناي على زهرة حمراء جورية...يبدو أن الشاب كان معجبا خجول ربما،لكن لما كان عليه إخافتي هكذا؟...أخذت الودرة بين أناملي بكل سعادة لأستنشق عبيرها الخلاب "اللعنة سأتأخر أكثر" أردفت و أنا أضعها في حقيبتي بسرعة ثم أغلقت الباب و إنطلقت بسرعة نحو المدرسة. أنا لا أدري لما هذه المرة شعور السير وحدي بدى مخيف بعض الشي حيث أني و بينما أسير في الارجاء شعرت و كأن أحدا يراقبني أو يتعقبني من بعيد و هذا حقا أرعبني كثيرا خصوصا بعد نظرات ذلك الشاب ذو النذب الغريب، لكني طمأنت نفسي بأنه مجرد شعور بعد الأمان نتيجة لما حدث قبل عدة دقائق ليس إلا ، أخيرا بعد مدة من الهرولة بين الشوارع كالمجنونة وصلت إلى المدرسة لكن لسوء حظي وجدت الباب مغلقا (بطبع،ماذا كنت أنتظر مثلا!)،لم ينتابني اي شعور بتأنيب الضمير فهذا شيء عادي بالنسبة لفتاة متأخرة مثلي لذلك قلت بصوت خافت ساخرة من نفسي "دعيني أحزر... سوف أتسلل مجددا من الباب الخلفي... ممتاز!" و أجل دخلت من الباب الخلفي للمدرسة اللعينة ببطئ و حذر شديدين كي لا يراني أحد ثم إتجهت بسرعة و أنا أتوسل من كل قلبي أن لا يلحظني الحارس المسؤول...لكن للأسف أوقفني صوت بغيظ من خلفي "آنسة اناستازيا" أغمضت عيني بقوة على أمل أن يكون مجرد شبح لا أكثر ليعيد كلامه خلفي بحدة ... حسنا حسنا لا داعي للصراخ لست صماء "انا أتحدث إليك يا أنسة اناستازيا!" استدرت بغيض و همست تحت أنفاسي كي لا يسمعني ذلك العجوز الغبي "اللعنة علي و على هذه المدرسة و عليك أيضا!" إرتسمت على محياه إبتسامة شريرة اعلم معنها السخيف ثم اردف بصوت صارم "إتبعيني إلى مكتبي...الآن!" كم أكره أسلوبه المسيطر... كأنه مدير المؤسسة كلها... "اللعنة عليك أنت مجرد مسؤول لعين" همست بسخريةو أنا أسير خلفه نحو المكتب... بعد محاضرة أخلاقية عن الإلتزام بالوقت و الدوام المدرسي أخيرا خرجت من مكتبه ثم أخذت نفسا عميقا بكل روح رياضة فتناسيت كل ما حدث للتو (ذاكرة السمك خاصتي و المفضلة لأكون صادقة)،جولت نظري بين الطلاب الواقفين في ساحة المدرسة لتقع عيناي على تلك المجنونة وهي تتحدث مع فتاة أخرى فإتسعت إبتسامتي ثم إتجهت نحوها و ما إن رأتني صرخت بصوت عالي وهي تحتضنني بمرح "اناستازيا...أيتها الكسولة خلتكِ لن تأتي...أنتِ دائما متأخرة" اعرفكم،"دينا":صديقتي المقربة في المدرسة... مجنونة أكثر من اي شخص آخر عرفته،تبلغ الثامنة عشر من عمرها... إبنة رجل أعمال فاحش الثراء و لأن لا أحد يراقب أفعالها أو ينصحها فإنها فتاة طائشة نوعا ما... تدخل في علاقات مع فتية المدرسة وتفتعل المشاكل والشجارات...لكن مؤخرا أصبحت أكثر هدوءا بعد أن دخلت في علاقة غرامية مع أستاذ اللغة الإسبانية الوسيم (مقزز،لكنها صديقتي المقربة على أي حال) بادلتها الحضن ثم أحطت خصري بكلتى يدي قائلة بصوت عالي و كلي غرور و خبث فأنا أعرف كل نقاط ضعفها "حسنا أيتها المغرمة العاشقة، على الأقل أنا لا أنفرد بمدرسي في مكتبه لوحدنا و..." أغلقت فمي بسرعة بيدها ثم همست بغيض "حسنا حسنا أسحب كلامي...يا لكِ من متهورة ... اللعنة عليك اناستازيا" ضحكت بإنتصار بعد أن رأيت التوتر في عينيها ثم سألتها و قد رميت غمزة ثائرة في الهواء بخبث "إذا...كيف حالك مع حبيبكِ الوسيم؟" أجابت بهيام و اللعنة إن الحمقاء فعلا واقعة في غرامه!! "كل شيء على ما يرام...هو يعاملني كأميرة...يدللني كثيرا" قهقهت بخفة ثم همست لي بنبرة خبيثة "أنا على وشك الارتباط به رسميا"، مم...أنا أعرف هذه النبرة الخبيثة حسن المعرفة "هذا جيد يا سيدة أدلر، هذه أخبار سارة...لكن كيف أقنعته؟" أردفت بخبث وهي تلوح بيدها في الهواء هنا وهناك بفخر "طبعا سأقنعه، فأنا سيدة الإغراء، لم يستطع المقاومة بين أحضاني كثيرا...رغم أنه لعوب لعين لكني إستطعت الإنتصار عليه في النهاية، و إستغللت حبه لي كي أنفذ هذه الخطة الذكية"...في الواقع رغم أني لا أهتم بهذا النوع من العلاقات لكن تمنيت للحظة أن أكون مكانها ، أحظى بكل هذا الاهتمام و الحب... يا إلهي ما الذي أقوله....انا لا أغار منها أنا فقط أشعر بأني أود عيش القليل من ما تعيشه هذه الجامحة المتهورة...هذا يكفي أناستازيا... سأذهب لصفي فهذا خير لي من كل هذا الهراء الذي شغل مخيلتي.