Part Three

80 6 14
                                        

.
.
.
لَآ مِـثًـيّلَ لَيّ وُلَوُ بّـحً ـثًـتُ فُوُقَ آلَدُهِرَ دُهِرَآ
.................................................................
.
.

فتحت ماغنيس عينيها ببطء لترى السقف يقابلها بزركشاته التي أصرت على ماري رسمها لها، لكنها عادت تغلقها بسرعة تتقوقع أكثر أسفل غطائها الدافئ، لكنها سرعان ما حاولت النهوض ببطء لتتحدى الحمى التي لم تفارقها.

" عودي للنوم " سمعت همس والدتها القريبة من مكتبها ترتب بعض الكتب وتضع كوبا من البابونج جانبا.

فعادت تغطس في الملاءات الدافئة تزيد شعورها بالدفء، لم تأكل منذ يومين فحلقها كما الصبارة مملوء بالأشواك ومعدتها ترفض أي نوع من الطعام.

" خرجت في نزهة قصيرة فماذا حدث لتعودي مبللة بالكامل وسترة شاب تبتلع جسدك؟ "
جلست والدتها على السرير بجانبها ووجهت أنظارها إليها، لم يخف على ماغنيس نبرة القلق والتوبيخ التي غلفت حروف والدتها.

لم تكن لتعترف بما حدث بالطبع، ليس بالطريقة التي حدث بها بالتأكيد، لذا غطت عينيها بذراعها لأنها لم ترد أن يتم قراءتها.

" لقد سقطت في مسبح النادي الرياضي بالخطأ وصادف وجود شاب من جامعتي وكان لطيفا كفاية ليمنحتي سترته "
تمتمت كلماتها وهي تمرر نظرات خاطفة إلى سترة أليكس الملقاة على ظهر الكرسي الخشبي وتتذكر كيف غلفتها رائحة عطره القوية طوال طريق العودة.

لم تشترِ والدتها كلماتها الواهية، لكنها قررت الصمت، فحالة ابنتها لا تمنحها الفرصة لتنقض عليها باسئلتها، ولكنها شعرت بالضيق الذي حاولت اخفاءه بترتيب الغطاء فوق جسد ابنتها بشكل لا يسمح للهواء البارد بازعاجها..

لم تعتد أن تخفي بناتها عنها شيئا في الماضي، لكنها ترى الآن أنها ما عادت بئر اسرارهن كما اعتدن أن يخبرنها منذ وقت طويل، حين كن أصغر سناً، ورغم معرفتها أن هذا جزء من رحلة النمو، لكنها تشتاق لتلك اللحظات حين كن يزعجنها دون توقف بثرثرتهن عن كل ما يحصل معن، أما الآن فـ بالكاد تحصل منهن على محادثة سريعة..

اقتربت تطبع قبلة على جبين ابنتها بعد أن سحبها النوم بعيداً، ونهضت تحمل كوب البابونج البارد... فلا حاجة له الآن.

.
.
.

بعد أن استعادت قوتها، بدى الصباح لها أكثر بهجة، فنهضت بحماسة أكبر، لتنجز ما تراكم عليها وهي تفكر كم أنها نعمة أن يستيقظ المرء وينهض دون تعب أو مرض، لينجز الأعمال التي هو محظوظ لأنه يملكها، فالفراغ أكبر عدو للإنسان..
وشكرت في سرها كل النعم التي تحيط بها ومن فرط اعتيادها عليها بدت طبيعية رغم تمني آخرين الحصول عليها..

𝒎𝒚 𝒅𝒐𝒄𝒕𝒐𝒓 |طبيبي Where stories live. Discover now