جلس تاي بجانب جونغكوك على الرمال الرطبة، محاولًا تحليل كلماته الغامضة. "ربما لأني كذلك." كانت جملة تحمل أكثر مما تبدو عليه. لكن قبل أن يتمكن من السؤال، وقف جونغكوك وبدأ يمشي على الشاطئ، تاركًا آثار أقدامه تذوب مع الأمواج.
"هل أنت جديد هنا؟" سأل تاي، محاولًا كسر حاجز الصمت.
أجاب جونغكوك دون أن ينظر إليه: "يمكنك قول ذلك."
تاي لم يكن معتادًا على الأشخاص الغامضين، لكنه شعر بشيء مختلف تجاه جونغكوك. لم يكن مجرد فتى جديد في البلدة، كان هناك شيء في عينيه، في حركاته، في الطريقة التي يراقب بها البحر كما لو كان يخفي سرًا داخله.
في اليوم التالي، استيقظ تاي مع أول خيوط الفجر، كعادته، وركض نحو الشاطئ. كان البحر هادئًا، والمياه تعكس ألوان الشروق مثل لوحة فنية. لكن عندما اقترب من الصخور حيث رأى جونغكوك الليلة الماضية، لاحظ شيئًا غريبًا...
كانت هناك آثار أقدام مبللة تقود إلى الماء، لكنها لم تخرج منه. وكأن الشخص الذي دخل لم يعد.
شعر بقلبه ينبض بقوة. لم يستطع منع نفسه من القفز إلى الماء، محاولًا تتبع أي أثر. كانت المياه باردة، لكن هذا لم يوقفه. سبح عميقًا، وعندها رأى شيئًا غير متوقع.
في قاع البحر، بين الصخور والشعاب المرجانية، كان هناك صندوق صدئ مغلق بإحكام، وعليه رموز قديمة محفورة بيد محترفة.
اقترب تاي، لكن قبل أن يتمكن من لمسه، شعر بحركة سريعة خلفه. استدار فورًا، وقبل أن يدرك ما يحدث، وجد نفسه وجهًا لوجه مع جونغكوك، الذي كان يسبح نحوه بسرعة غير طبيعية.
أمسك جونغكوك بذراعه وسحبه للأعلى بسرعة كبيرة، وعندما وصلا إلى السطح، صاح فيه بصوت حاد: "ماذا كنت تفعل هناك؟!"
لهث تاي وهو يلتقط أنفاسه، "رأيت الصندوق... كان هناك تحت الماء!"
بدت عينا جونغكوك أكثر حدة، وكأنهما تحملان تحذيرًا. اقترب أكثر وهمس بصوت منخفض لكنه حازم: "هناك أشياء لا يجب أن تلمسها، تاي. البحر ليس كما تظن."
كان هناك شيء في صوته جعل تاي يشعر بقشعريرة باردة... وكأن الحقيقة كانت أعمق بكثير مما يمكنه تخيله.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.