𝐇𝐈𝐃𝐃𝐄𝐍 𝐋𝐎𝐕𝐄

𝒎𝒊𝒅𝒅𝒆𝒏 𝒍𝒐𝒗𝒆|01

أشعـر بأننـي ميتة، ولكـن جسـدي لا يـزال على قيد الحياة هذا الإحـساس يقتـلني ببـطء قـد يـغضـب البعـض مـن كلامي وقـد يظن البعض أنني مبالغة، لكن الحقيـقة أننـي فقـدت نفـسي مـنذ فترة طويـلة

لمـاذا أعيـش هذا العَـذاب وحـدي؟ هـل يعاني الآخرون مثلي؟ أم أننـي الوحيدة التي تسـير عـلى هذا الطرـيق المظلم؟

لم أعـد أسـتطـيع البوح بمـشاعري، ولا أستطيع حتـى الـبكاء أنـا قـوية بمـا يكفـي لتجـاهل طلب المساعدة لكن فـي أعماقي، أنا أكثر ضعفاً مـن أن أبين للآخرين ما أعيش فيـه أنا أكثر عـمقاً مـن أن أظهَـر ضعفي

مـن سيـفهـمـني؟

..
..
..

وصـلت إلى مـحل صـديـقـي الـذي كـان يتحـمل مأسـاتي صـدق دقـقت الـباب مرة واحدة وطـرحت جـسدي عـلى الـحائط أنــتظـر أن يفتح البــاب قـبل أن أسقـط علـى الأرض فـي أي لحظة...

فــتح البــاب مـن طرفه وانــدفع نحـيتي مـذعورًا يـشـتـم بصوت منخفض، فهـو يـعلم مـن فعل هـذا؟ يـشعـر بالشفقة نحـيتي لا ريب فـي ذلك

وضـع يديـه علـى كتفي بـسلاسة وجـلسني علـى أقـرب كـرسي وهو جـلس بجانبـي وما زال مـذعـورًا وعيناه غـاضبـة تشع بـهـولٍ

سـرحـت فـي عينيه النـارية ونسـيت كامل آلمـي كأن عينيه قد أقـسمـت أن تكون كل تفكيـري رمـشت عدة مـرات وأنا لـم أزل علـى نفس حالـي وهو لـم يتضـايق مـن تحديقي ثـاقب له بل ابتسم

وقـف عندما تـركني واتجه لحقيبتي وأخرج منها معقـمًا للجراح وضـمّـادًا

اقترب مـني بخطوات رزينة وانـخفض أمامي ووضَـع أصبَـعه عـلـى شـفاهـي الجـرحية الجـريحة، فكمـشت ملامـحي بألم واعـتصرَت قبضة يـدي...

وضـع معـقـمًا علـى شـفـاهي ببُـطء وحِـرصٍ شديدٍ ألّا يُؤلمني، وكـل مرة كنت أغـمـض عـيني كان يسـألني إذا آلـمني
...

انتـهى مـن تـضميد جـروحي كـاملًا، وجـلس بجانبي قـرفصاء، يتأملني كأننـي أسـيرتُه، وكـم يـروقنـي اهتـمـامه بـي

اقتـرح علـي أن أغيّـر الجـو قليـلًا وأذهـب مـعه إلى مكـان مشـرق يصـفي الـذهن فوافقـت دون تفـكير

إنـه صديقي الذي تملـك متجرًا بسيـطًا يـبيع فيـه القـهوة للـرجال

تعـرفت عليـه منذ عاميـن كامـلين، كـان يحـاول الاقتراب مني أو بـالأصح التعـرف علي كـان ودودًا جدًا مـعي، رغم ملامحـه الحـادة والبـاردة، لكـن قـلبه أحن من ملامحـه