بعد دقائق، دخل دافيان إلى المكتب، ليشعر جسده بالرجف فورًا لإحساسه بالفيرمونات الغاضبة التي تنبعث من جسد قائده. كانت تلك الفيرمونات تبعث على الرهبة والخوف فيه، تجعله يتمنى لو تنشق الأرض وتبلعه، لكنه حاول التماسك قدر المستطاع.

بخضوع واضح في جسده وصوته، قال دافيان بصعوبة. «لقد طلبت حضوري، ألفا!»

لكن جيكي لم يُجبه، بل استمر في الصمت لدقائق أخرى، مما جعل الأعصاب في الغرفة تزداد توترًا، فالجميع كان ينتظر بخوف شديد ليعرفوا ما سيكون رد فعل جيكي وما القرار الذي سيتخذه فيما يتعلق بوضعهم الحالي.

وسط الصمت الذي يسيطر على المكتب، شعر أوزيرس بالذعر يتسلل إلى قلبه، فقد رأى ابنه دافيان في المكان، وهذا كان كافيًا ليثير خوفه وجزعه. بدأت فكرة أن يقوم جيكي بتعذيب ابنه البكر عقابًا له على صمته تستولي على فكره المتعب، تلك الفكرة التي أثقلت تنفسه وأجحظت عيناه العسلية.

أراد أوزيرس أن يتحدث، أن يعتذر من جيكي ويطلب السماح، وأن يطلب ألا يُدخل ابنه دافيان في الأمر، وأن اضطر، سيركع عند قدميه ويقبلهما في سبيل إبعاد العقاب عنه. لكن ملامح جيكي الساخطة لم تكن تسمح له بالتحدث، فكانت تلك النظرة الحادة تكفي لتثبّت أوزيرس في مكانه، ممنوعًا من قول أي كلمة.

في النهاية، استقام جيكي بجسده أخيرًا، وقال بصوت صارم دون النظر لمستشاريه الذين كانوا يترقبون بتوتر شديد، «ضعوا مفاتيح المكتب على الطاولة وغادروا المكان حتى إشعارٍ آخر!»

كان كلام جيكي ثقيلاً على أوزيريس ودان، حيث شعرا بالذنب والارتباك، لكن في الوقت نفسه رأياه أهون من إشراك عائلتهما في الأمر وإعطاء عقاب بناءً على تهمة الخيانة. وعلى الرغم من أن اللحظة قاسية وصعبة عليهما، إلا أنهما لزما الصمت.

دافيان كان في صدمة تامة لسماع القائد يقول ذلك، فقد كانت تلك الكلمات كالصاعقة بالنسبة له، فـجونغكوك معروف بثقته ومحبته اللذان يكنهما تجاهه مستشاريه، فكرة أن جونغكوك قد يتخلى عنهما صادمة ومفاجئة بالنسبة له.

جسد دافيان كان متجمدًا مكانه، وهو يشاهد والده ودان يغادران المكتب وهما مطأطأين الرأس، فكانت الصورة تبدو وكأنها لحظة من الهزيمة والاستسلام. كانت الكلمات الثقيلة لجيكي تترك آثارها على الجميع، فالأجواء كانت مليئة بالحزن والتشويش، ولم يكن هناك من يتجرأ على التكلم أو المواجهة، فالقرار كان قد اتُخذ والأمر كان واضحًا.

شعر دافيان بالضياع مما كان يحدث حوله، فسأل بعد أن غادر والده. «أخي..» لكن جيكي قطع حديثه بصوته الصارم. «ألفا» تذكيرًا له بالاحترام الذي يجب أن يظهره في ساعات العمل. لم يكن هناك مجال للعواطف في هذه اللحظة، فكان الوضع يتطلب الانضباط والانتباه لمَ يخرج من الأفواه.

الكمد | JKUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum