الجزء الرابع والعشرين ( نهاية الظلام )

184 28 16
                                    

أبعد يحيى نظره مباشرةً عنها ليقول في نفسه :

" هل هذه حلا ؟؟ أم أنها واحدة أخرى ؟؟ لكن هذا صوتها ... نعم صوتها أنا متأكد ..."...

ركضت حلا لتقف أمامه وهي تبكي بحرقة :

" يحيى ألا تسمعني ؟؟؟"...

حاول جمع كلماته ليجيبها فالصدمة التي احتلته قد كبلت لسانه عن الحديث :

" نعم ، ولكن كيف لم أفهم ؟؟"...

" كنتُ مع والدي لكن أتت سيارة سوداء وقامت باخت*طافه ..."...

تبدلت ملامح يحيى ليستدير بخوف شديد عليها :

" وأنتِ هل اقتربوا منكِ ؟؟؟"...

نظرت حلا لعينيه التي يبدو عليها الخوف :

" لا ... ولكنني لم أستطع إنقاذ والدي ..."...

تنهد بارتياح ليوجه نظره للجدار ويسألها :

" الآن أريد منكِ الهدوء ، ثم أوصفي لي الحادثة ... رقم السيارة ... شكلها ...نوعها ... عدد الرجال ...أشكالهم ..."...

ابتلعت ريقها وهي تشعر نفسها أنها ستنهار لترد :

" كانت سيارة سوداء ، من غير نمرة ... من النوع مرسيدس ... عدد الرجال كانوا ثلاثة بحجم الحائط ... "...

" جيد ، ألا تتذكرين شيء آخر ؟؟"...

" لا ... حسناً يمكنكِ الذهاب وأنا سأهتم بالأمر ... "...

" لكن ماذا سيحدث لأبي ؟؟؟"...

" لن يحدث شيء سننقذه ...أعدك ...هل ذهب حازم للبحث عن والده ؟؟ "...

" لم أخبر أحد بعد ... لقد أتيتُ إليكَ مباشرةً قلتُ لعلك تستطيع اللحاق بهم ..."...

ظهرت شبح ابتسامة على شفتيه ليجيبها :

" حسناً ، الآن عودي إلى المنزل ..."...

ابتعدت حلا لتخرج ... حينها نادى عليها يحيى من دون شعور :

" حلا ... "...

توقفت حلا بصدمة ... ليتوتر هو عندما لفظ اسمها بهذه الأريحية ... عَلا صوت نبض قلبه ليقول بعدها بارتباك :

" رجائي أن لا تخرجين ...الوضع متوتر جداً في القرية أن تذكرتي شيء يمكنكِ القول لحازم ليأتي هو ويخبرني ...."...

أجابته حلا وكأنها توصيه بكل جوارحها :

" انتبه على نفسك ... "...

قالتها واختفت لينظر يحيى إلى طيف خيالها وهو يقول :

" أعدكِ أنني سأنقذ والدكِ ..."...

سحب هاتفه ليتصل على يزن ...

" يزن أرسل بعض الرجال ليتم أخذ والدة راتب إلى المشفى في بيروت "...

الغامضWhere stories live. Discover now