‏ خلف أبواب القرية

⋄ ‏ لعبة القط والفأر ⋄

⎼▭⎼▭⎼▭⎼▭⎼ الفصل الثاني ⎼▭⎼▭⎼▭⎼▭⎼

‏كان يا مكان وفي زمان ‏دونه التاريخ ‏كأسواء ذكرى للإنسان، ‏
ارآكان ‏مملكة ‏لا يستهان بها كمملكه، حكمت ‏شرق القارة ‏بأكملها على عكس أي مملكة ...،‏صحيح أنها كانت ضعيفة من ناحية القوة العسكرية بحكم وجود معبد الشمس المقدس في عاصمتها و اعتقاداتتها بالسلام ‏ ‏..،وايضاً كراهيتهم للحروب، ولكن تضاريسها وذكاء ‏ملوكها اصبحت مملكة ‏يحترمها الجميع ‏ويضعونها في عين الاعتبار وما كانت تملكه من ثقافة و علم ‏جعلتها مملكة ‏لم ‏يضاهيها حكم لا في الماضي ولا في الحاضر.

ولكن حتى مع صفاء العقل والقلب سيجعل القليل من الدم الفاسد
هذا الصفاء ذكرى لا يتجرأ التاريخ على تسجيلها....

.....................

1610.م
‏السادس من تموز
‏الساعة ‏5 فجرا

.....................

في إحدى القريات ‏الموجودة في شمال جنوب مملكة ارآكان، ‏كان هناك كوخ ‏ ‏بعيد عن باقي بيوت القرية كان أشبه بالبيت الجبلي ‏وتفصله عن أهالي القرية بضعة أميال، ‏‏ولكن كان هذا الكوخ الجبلي مقصداً للكثير من أهالي القرية..،والقرى المجاورة.
‏
فكانت تسكنه عجوزاً طيبة وحكيمة و حكمتها هذي لم تكتسبها من القيل والقال و الإشاعات ‏المتناقلة بين القريات ‏المجاورة أو ‏ البعيدة ، فبحكمتها ‏بالطب وعلم الأعشاب وبطيبتها ‏التي لا تفرق بين علاج القريب والبعيد والصديق والغريب و إعطاءها النصيحة دون انتظار المقابل..

فمع كل هذا كانت راحتها هي أن ترى الابتسامة على وجوه الناس ‏فهذه هي كانت غايتها ‏‏في السبعين سنة الماضية التي قضتها في هذه الحياة .

‏‏الحكيمة جانيت..؛ ‏تلك المرأة التي في السبعينات من عمرها لم ينقصها شيء من الذكاء والخبرة وكان شعرها ابيضاً كعدد السنين التي انفقتها على دراستها للأعشاب وكأي‏ عشبة خضرا اللون كان لها اعيون مثل لون العشب الرطب الذي تنهمر عليه قطرات الندى...

كانت جانيت ‏مثل جنيات الغاب وتشبههم في طيبت القلبً لدرجة أنه كان ‏بيتها ‏الصغير مفتوحاً لأي شخص أراد علاجاً منها وهذا كله سبباً من أسباب عدة ‏جعل أهالي القرية يثقون بها، لقد كانت حقا مصدر للثقة.

ولكن في يوماً من الأيام انقلب كل شيء على بعضه بسبب شيء ما.....لا...لم يكون بسبب شيء ما ،بل ‏شخصاً ‏كان السبب لهلاك هذا السلام............

‏وعلى بعد خطوات من ‏كوخ السيدة الطيبة...، تحديداً عند الحديقة الخلفية كانت تجمع ‏أعشاباً‏ لتصنع وصفتها الجديدة ‏عندما سمعت خطواتاً ‏لرجلاً كان من الغجر، ‏قال لها بصوت ‏مبحوح:

‏الغجري: ‏ايتها الحكيمة~ ‏كحكح~‏سمعت عنك من أهالي القرى المجاورة ~كح~.

أكملت الحكيمة جانيت جمع أعشابها ‏وهي تقول: