هز راسه راشد يشدّ على كف خلف يعلمه ويفهمه أنه باقولك ذا لا تقطع الزياره وهمس راشد بصوت يسمعه خلف : في حفظ الله وودائعه ، انتبهو من الخط !
هز راسه خلف وناظر منيف يبتسم باخفة وبادله خلف ابتسامته اللي بالكاد تنشاف من ثقل ثغره نادر الابتسامه ومشى خلف وسياف يركبون في الخلف وحركوا يطلعون من العجلانّ تحت انظار راشد اللي لف على منيف : على علم أنه بيجي ؟
هز راسه منيف : كان يوّدها على خفى عشان مايقومها الشايب عزيمه
هز راسه راشد ومشى يدخل وتبسم منيف من أستهلّ المطر فجأه وكأنه يرحبّ بقدوم خلف للعجلان وابتسم يعجل خطاه يدخل للبيت ، ناظر خلف انوار العجلان تختفي من نظره ويشوف هماليل المطر تطيح على الموتر وابتسم سياف : يافرحة عمي راشد فيك !
ناظره خلف يسكت وابتسم سياف : كلهم استانسوا ، عمي سلمان ورماح
هز راسه خلف : كيف حالهم العيال ماقعدت معهم
هز راسه سياف : طيبين
خلف : توظفوا ؟
سياف : ايه ، نايف يشتغل دكتور في مستشفى ***
هز راسه خلف يخفيّ ذهوله بامنصب نايف ووظيفته وكمل سياف : رياض ضابط و فلاح على شغله ماتغير
هز راسه خلف يسكت وناظر الشباك يتأمل وقع المطر .

« المخبز ، الصباح »
زفرت تجلس على الكرسي بعد ماخبزت مخبوزتها وفتحت جوالها بس تتفقده قبل تقوم وتتجهز للأفتتاح ، اندق باب المخبز ومباشره عهد عرفت انها ندى لانها الوحيده اللي تجي باهالوقت ووقفت عهد تفتح لندى وابتسمت ندى تحضنها ، ابتسمت بخفة عهد تبادلها الحضن وابتعدت تناظرها ندى : اوف ياريحة المخبوزات
مشت عهد ودخلت للمطبخ وطلعت لندى بصحن فيه فطائر الجُبن الفرنسيّ وكوب قهوه زي ماتحب ندى وابتسمت ندى : احبك عهد احبك
عهد جلست بجنبها : جرعة نشاط قبل الدوام
نطقت ندى بوسط اكلها : يوه تذكرت
ميلت راسها عهد تنتظر ندى ونطقت : يقولون فاتحين تقديمات لمجال الصحافه في الشركه
عهد : طيب ؟ كيف بيوظفوني وانا جامعه حتى مادرستها
غمزت ندى : ازهلي واسطاتي
عهد عقدت حواجبها : احرميني من اعيادك تراها واجد
ندى ابتسمت وهي تاكل وهزت راسها : اقول ازهلي
هزت راسها عهد وبدات تسولف ندى تسمعها عهد كالعادة ..

طلعت من المخبز وركبت مع نايف اللي كان ينتظرها برا ، عهد : مساء الخير
نايف : مساء النور
لفت عليه من سمعت صوته المنخفض الساكن وعقدت حواجبها هي تفهم نايف وتفهم اخوانها كلهم وكون هذي نبرة نايف الكايد اكيد صاير شي ونطقت : صاير شي ؟
سكت نايف يهز راسه با لا وهو يسكن داخله الف علّه وبلعت ريقها عهد ماتصدقه : نايف خلصني انطق صاير شي !
نايف ضرب الدركسون بغضب : بس عهد بس !
عقدت حواجبها تشوف حالته اللي ماقد عاشتها ، تحلف انه صاير شي ماهو هين وكايد ، سكتت تناظر قدام تسكت ووقف نايف عند المستشفى وعقدت حواجبها تناظره وصد للأمام : انزليّ
نزل قبلها ونزلت هي تلحقه ومن ممشاهم عرفت انهم رايحين لغرفة نمر وعجلت خطاها تصير بجنبه : نمر فيه شي ؟ نايف انطق لا تتلف اعصابي نمر فيه شي !
سكت نايف حتى تخطو غرفه نمر اللي كان يبات فيها وعقدت حواجبها تشوف من الزجاج خلو غرفته تماماً وامتلت عيونها دموع تهز راسها بالنفي تهمس : لا لا مستحيل
ناظرت نايف اللي ابتعد لنهاية الممر وعجلت خطاها حتى وقفوا قدام غرفة العناية تشوفه متمدد ، شهقت عهد تمسك فمها من تحت النقاب تحاول تكبح شهقاتها وتقدم نايف يشدّ على كتوفها وبخفوت نطق : عهد
وقفت محلها وصدت تدفن وجهها في حضن نايف اللي حضنها مباشره ، هي دايم تدفه عنها وتبتعد عن حضنه بسخرية لكن ماهقت اليوم اللي بتحضنه كا أخت مو كاعهد اللي ينبث منها النار والشرار ، حضنها يشد على كتوفها يناظر نمر وراها ، في أنفه الصغير انبوب التنفس وبكفه الاصغر غذاية ، جسمه الهزيل اللي أهلكه العلاج وجسمة اللي يخلو من الشعر تماماً بسبب المواد الكيميائية اللي تحارب السرطان ، وقفت عهد تستقيم تمسح دموعها وناظرت نمر تقترب وتحط كفها على الزجاج تشوف صغير جسده وهزيل عظامه ، ميلت راسها باتعب : ياجعله بروحيّ نمر
حطت راسها على الزجاج ماتقوى تشوفه باهالحالة وتحت رحمة الاجهزة ، تقدم لها نايف : عهد
ماناظرته تتمّ على وضعها ونطق : محد يدري ، وماودّي احد يدري
ناظرته عهد : لا تقول لأمي ، عشان مايزيدها قهر بعده عنها
هز راسه نايف : واذا صار له شي وهو بعيد ماتنقهـ
عهد بحده : نايف الله لا يقوله !
نايف ناظرها يستوعب مدى الأسى اللي وصّلهم لهالحالة وناظرها نايف يقول بصريح العباره : معد صارت تكفي فلوسي ادفع له
عقدت حواجبها عهد ماتبي تسمع هالكلام من اخوها اللي مفروض يكون السند والعون لهم ونطقت : شلون يعني ؟ راتبك معد يكفي ؟
هز راسه نايف : راتبي مقسم على مليون شغله و ابوي فلوسه معد تجيب عيش

يابعد ساس القصيد وياخَلف جدانهOù les histoires vivent. Découvrez maintenant