🔷الفصل السادس 🔷

ابدأ من البداية
                                    

اقبلت عليه لتقديم المشروب ليباغتها بتصرفه النبيل حين هب واقفًا بزيف وتحرك مقتربًا عليها ليحمل عنها عناء مشقة حمل الصينية كي يجذب إهتمامها مما جعلها تضيق بين عينيها باستغراب ليتحدث هو بصوتٍ حنون:
-تعبتي نفسك ليه بس
مفيش تعب ولاحاجة،بعد إذنك...قالتها واستدارت لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول:
-تعالي إقعدي يا إيثار، هو عمرو غريب

تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك الـ عمرو، تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانوية،فكم من المرات التي نهرتها بها بل ووصل الأمر بتعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقًا دراسيًا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الجنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزًا حديديًا مازال موجودًا إلى الأن،نظرت بعينيها لتقول بجدية:
-عندي مذاكرة يا ماما، بعد إذنك يا أستاذ عمرو

شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشتعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاء،نظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة:
-اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج:
-متزعلش من إيثار، أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
-أنا مش زعلان منها يا خالتي، بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم

ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها:
-ما هو الحق عليك بردوا يا عمرو،أصلك قطعت بينا مرة واحدة،روحت وقولت عدوا لي،ده حتى فرح وجدي محضرتوش

هتف سريعًا مبررًا:
-والله كان غصب عني،يومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبًا بصديق الطفولة قائلاً وهو يقترب عليه:
-ده أنتَ هنا بجد، أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام

وقف ليقابل صديقه قائلاً بمزاح:
-جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنتَ عليه
أقبل عليه ليتعانقا باشتياقٍ حقيقي وحنينًا للأيام التي عاشاها شويًا، تركتهما وتحركت صوب غرفة ابنتها لتدفع الباب مقتحمة خصوصيتها لتفتح الأخرى فاهها مشدوهةً لتقول منيرة بغضب عارم:
-إنتِ قاعدة عندك بتعملي إيه؟
رفعت كتابها لأعلى لتقول بنبرة ساخرة:
-زي ما إنتِ شايفة يا ماما، بذاكر
اقبلت عليها لتهجم على كتابها وتنتزعه من يدها وتُلقي به أرضًا لتهمس بفحيحٍ من بين أسنانها وهي تدهسهُ تحت قدميها:
-أدي اللي إنتِ فالحة فيه
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر لكتابها لتسترسل الاخرى بحدة:
-قومي انجري على المطبخ إعملي شاي لـ عمرو ودخليهوله
أمسكت رسغها بقوة تحت ارتياب تلك المذهولة لتستطرد متذكرة:
-وبعدين تعالي لي هنا،إنتِ إزاي يا بت تكسري كلمتي وتطلعي لما قولت لك إقعدي معانا

🔹أنا لهاَ شَمس🔹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن