🔷الفصل السادس 🔷

Start from the beginning
                                    

*******

بعد قليل كان يخرج من منزل صلاح واستقل سيارته منطلقًا بطريق عودته للمنزل، أمسك بهاتفه واخرج رقم أيمن ليهاتفه ويحددا ميعادًا ليجتمع الجميع بمكانٍ محايد لاتمام عملية المصالحة،كاد أن يضغط زر الإتصال لكنه توقف فجأة حيث ابتسم بخبثٍ وهو يُبدل الرقم برقم تلك الحادة الطباع،فيبدوا أنه اعتاد على مشاكستها وأعجبه الحال،ضغط على الرقم الذي سجله على هاتفه بعدما احتفظ به من بياناتها التي دُونت من قِبل الموظف بالمحضر، انتظر الرد، كانت تتوسط فراشها تغط في سباتٍ عميق بجسدٍ منهك وعقلٍ مرهق نتيجة ما حدث لها من أهوال طيلة الأيام الماضية،تمللت بنومتها حين وصل لمسامعها صوت رنين الهاتف لتفتح أهدابها وتغلقهما من شدة نعاسها، بسطت يدها لجلب الهاتف وما أن نظرت به حتى ضيقت بين عينيها وهي ترى الـ رقم خاص ولا يظهر
private number
ضغطت زر الإجابة ليصل إليه صوتها الناعس وهي تجيب بنعومة أثارته حتى أنه تعجب من حاله:
-ألو
مساء الخير يا استاذة إيثار... نطقها بصوتٍ رجولي جذاب لتجيبه بنفس الصوت:
-مساء النور، مين معايا؟!
أنا المستشار فؤاد علام... قالها بثبات لتعقد حاجبيها في حيرة لتقول:
-هو حضرتك جبت رقمي منين؟!
ابتسم على تلك البلهاء وتحدث مفسرًا:
-هو رقمك سر حربي ولا إيه، وأظن إن من خلال منصبي أقدر أجيب أي رقم بمنتهى السهولة
وهتف مستطردًا بتسلي:
-والأهم من ده كله إنك تقريباً ناسية إن كل بياناتك مدونة عندي من خلال أقوالك في قضية محاولة إغتيال أيمن الاباصيري.

لعنت غبائها لطرحها لهذا السؤال الذي أظهرها كبلهاء أمام ذاك المغرور، سحبت جسدها للأعلى لتستند على ظهر التخت ليستطرد هو ساخرًا من إسلوبها الفظ معه:
-وقبل ما تقولي لي بتتصل ليه هقولك أنا

ابتسامة شقت شفتيها لتخرج رُغمًا عنها حيث اردفت بتساؤل لطيف:
-أفهم من كده إن سيادة المستشار بيتهمني إني قليلة الذوق؟

شعورًا رائعًا بالراحة اقتحم صدره حين استمع لصوتها المبتسم ولأول مرة منذ أن رأها ليجيبها بإبتسامة عذبة ارتسمت فوق شفتيه الغليظة لتعطيه مظهرًا رجوليًا جذابًا وهو يقول بملاطفة:
-مقدرش أقول كده طبعاً

تنهدت براحة لتسأله بعملية:
-مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه؟

تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرًا ويضيف:
-كنت عاوزك تحددي لي ميعاد بكرة مع أيمن الأباصيري علشان عاوز أكلمه في موضوع مهم جدًا

قدر أعرف الموضوع بخصوص إيه؟ سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية:
-بخصوص قضية محاولة الإغتيال

أجابت بهدوء:
-تمام يا افندم،هقفل مع حضرتك وأشوف جدول مواعيد بكرة وأبلغك، بس ياريت تديني رقم أقدر أوصل لك عن طريقه
بمنتهى الغرور أجابها:
-أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي، أنا اللي بوصل وقت ما اقرر
ليستطرد أمرًا بنفس الخيلاء:
-هتصل بيكِ على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد

لوت شفتيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقتحام ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوتٍ حماسي:
-كل ده نوم يا مامي يا كسلانة

أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي بتحذيرها واسترسل بصوت لطيف:
-يلى بقى علشان نروح الملاهي زي ما وعدتيني،قومي إلبسي فستانك الحلو وأنا هخلي عزة تلبسني الطقم الجديد اللي جبتهولي في عيد ميلادي

لم يدري ماذا حدث له، فقد نزلت كلمات الصغير لتزلزل كيانه وتجعل صدرهُ منشرحًا في الحال،باتت تشير لصغيرها بالصمت لتتحدث باعتذار:
-أنا اسفة للمقاطعة يا افندم
-ولا يهمك،ده إبنك؟...سألها بصوتٍ لطيف لتجيبهُ وهي تداعب صغيرها بكف يدها الذي يتحرك على وجنته بحنان:
-أيوه
-إسمه إيه؟تعجبت سؤاله لكنها أجابته بنبرة خرجت حنون رغمًا عنها لشدة عشقها لصغيرها الوحيد:
-يوسف
ربنا يخليهولك... نطقها لتقول شاكرة:
-متشكرة، وربنا يبارك لحضرتك في أولادك

ابتسم ساخرًا على حاله ليقول متجاهلاً دعائها بعدما قرر إنهاء المكالمة عند هذا الحد:
-هكلمك الساعة ثمانية، ياريت ماتنسيش

ن شاءالله مش هنسى... نطقتها بهدوء لتصدم بغلقه للخط دون استئذان لتجحظ عينيها وتنظر بشاشة الهاتف باستياء وهي تهتف بحنقٍ:
-إنسان بارد وقليل الذوق
-هو مين ده اللي بارد يا مامي...سؤالاً طرحه الصغير ببرائة لتجيبه وهي تزغزغه في بطنه بممازحة وهي تشبهه بشخصية كرتونية شريرة يعلمها الصغير جيدًا:
-ده شرشبيل
جحظت عيني الصغير وفغر فاهه ليسألها باهتمامٍ بالغ:
-الشرير اللي بيحارب السنافر؟
قالت بممازحة:
-هو بعينه...ليقول الصغير بإلحاحٍ طفولي:
-خليني أقابله يا مامي، عاوز أشوفه

-ربنا يكفيك شر مقابلته يا چو...نطقتها بأسى لتنفض الغطاء وهي تنهض وتحمله بحماس:
-يلا بسرعة علشان نغير هدومنا ونلحق الملاهي
انطلقت ضحكات الصغير لتصدح بالمكان وتملؤه لتتطلع لتلك السعادة التي ارتسمټ علي قسمات طفلها وتلك اللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئ قلبها العاتم بالفرح،فضحكات هذا الصغير هي فقط من تعطيها القوة وتجبرها على استكمال طريقها ومواجهة الحياة بمصاعبها الكثيرة

إنتهى الفصل
«أنا لها شمس»
بقلمي«روز أمين»
أسفة للتأخير 🥺

🔹أنا لهاَ شَمس🔹Where stories live. Discover now