❥Part 04: القماش الأسود

106 6 10
                                    

لطالما نرى أنّ الحياة عاهرة و الحب مجرد لقّيط، لطالما نرى بعض من جوانب الحياة بشكلٍ إيجابي في بادئ الأمر لتكون في الأخير مجرد أوهام تحفر لنا حُفرًا تدوي بنا في الأعماق المظلمة...

كانت شاردة في اللاشيء، فقط تشعر بجسدها يسحب وسط ممرٍ مظلم لا يضاء سوى بمصابيح ذات إضاءة خافتة معلقّة بشكلٍ متفرق ذا سحبٍ بعيد نوعًا ما..

دموعها السابقة ظلّت عالقةً على أهدابها، أمّا الدموع الحالية فقد جفّت أو ربما حبستها لتوفرها في وقتٍ لاحق، فنيران الجحيم تلوّح لها..

في تلك اللحظة لا تعرف شيئًا سوى أنّ أوردريغو مجرد شيطان هادئ و قد كان وراء هدوءه جانبٌ آخر، بالرغم من أنّ هذا الجانب قد تسرب منه القليل في أوقاتٍ سابقة، عندما كانت معه في السيارة في الطريق نحو الطائرة الخاصة..

و في غمرة شرودها شعرت بجسدها يُرمى على أرضية متربّة و إسمنتية بشكل منعرج غير سطحي ، ممّا سببّ لها بعض الكدمات و إنسلاخات خفيفة بسبب حرشها..

فتأوهت بألمٍ و فزع بعد أن إستفاقت على واقعها، ألا و هو أنّها في قبوٍ مقرف أو بالأحرى غرفة تعذيب..

رفعت أنظارها له، و أول شيءٍ جذب أنظارها صدره الذي ينخفض و يعلو بنمطٍ سريع و قوي دلالة على غضبه، ثم أسنانه المكشّرة بتصككّ قد سمعت صريره..

نفت برأسها و الدموع قد إسترجعت ترددّها، بينما تسحب و تُزلق بنفسها للخلف إلى أن شارف ظهرها مستنداً على الجدار المعششّ بـ بيوت العنكبوت...

رأته ساكن في مكانه يناظرها بغضب...

"للـ.. لا يحق لك الإعتراض، فزواجنا من أوله مدبّر! "

حاولت الدفاع عن نفسها بكلماتٍ مرتعشة ذات هدفٍ فاشل بمحاولةٍ زائفة للإنحياز عن هاوية الموت، و لكن بئسًا!، إبتسامته تلك لا توحي بالسلام الإنساني، بل توحي بليلة عنفوانية، عينيه توحي بأفكارٍ سوداوية قد لُظخّت أطرافها بدماءٍ بشرية... دماءها!..

رأته يتقدم بعد أن إختفت إبتسامته و إحتلّ مكانها خطٌ مستقيم، قبضته كورّت توحي بأنّها تُشعره بالحكّة بين طيّات أنامله، متعطش لتشويه وجه أحدهم
"و تتحدثين.. أيضاً! "
قالها بتلك النبرة اللعوبة التي لا تتعلق بالحياة بصلة، فقط البرود يغلف نفسه بنفسه، و شظايا جسمها تراها الآن أمام عينيها، الصباح تكون مقدَمةً كجثة دسمة لا محال!..

"لا تقترب! "

همست بصوتٍ رهباني و هي تهرب للزاوية الأخرى، تضمّ مرفقيها لبطنها كمحاولة دفاعٍ فاشلة كالعادة، هي تعلم جيدًا أنّه لن يترك إبنها بين أحشائها، و لكن هي ستحاول، إن مات الجنين فسوف تلحقه، هي تعلم أنّها بذرة عار كما قال، كان من المفترض أن تجهضه دون النبس ببنة شفة، و لكن هي لا!، أحبّت تلك البذرة التي في بطنها حتّى لو كانت عاراً ، فا في الأخير هي قطعةٌ منها و لن تنكرها...

أسيرة الظلام _𝐎𝐑_ ➤➣Where stories live. Discover now