الفصل الثامن والعشرون: مرحبًا بالغجرية.

Start from the beginning
                                    

ليتني كنت امراة!
سحقًا، صدحت تلك الفكرة الغبية والمريبة داخل رأسي بسبب غيرتي من فريدة وسيرا اللّتان بالداخل الآن رفقة "جميلة" الطبيبة التي لا أعلم كيف حدث هذا وسلمتها عاليا رحمها لكن هذا ليس مهمًا في ذلك الوقت فالسيف قد سبق العذل، إذا كنت امرأة وقتها كان بإمكاني مشاهدة فراشتي أول شخص!

حسنًا، تم إزالة تلك الفكرة من رأسي، ربما يصيبني إغماء عندما أشاهد الولادة والألم الذي تمر به عاليا الآن.

- هذه مشفى عمي، لذا يمكنني جلب رجال الأمن لك وأمرهم بجرجرتك وسحلك للخارج بعدما يمسحوا بجسدك أرضية المشفـ..

قلتها ببساطة وأنا ارفع كتفي له بعدما عدت للواقع ونظرت له بطرف عيني لكنني بترت جملتي قبل تكملتها عندما قطّب جبينه وثبت أنظاره فوق حركة شفاهي أثناء الحديث وكأنه يشاهد فيلم مترجم لكن الترجمة تسبق تحرك الفم.

- هو الكلام ده خارج من بوقك ولا السماعة اللي في ودني بتدخل الكلام بطريقة قناة نيكلاودين؟

_ لا هو مدبلج عادي.

قالتها *ماليكا" التي تجلس أمامي في الناحية الأخرى بطريقة ساخرة ردًا على سؤال "شادي" الذي خرج بنبرة متسائلة وهو يشير ناحية السماعات الإلكترونية الملتصقة بفتحة أذنه، فأنا أتحدث بالعامية مع الجميع عدا عائلتي والمقربين مني فقط من أجل هذا الموقف المحرج، لكنني لم أركز في لغة حديثي بسبب غياب عقلي المحلق بداخل غرفة العمليات.

- أنا عرفت.

صرخت بها "شفا" بنبرة عالية جعلت جميع الأجساد تفزع من المفاجأة قبل أن تنتفض واقفة من مجلسها وتقترب مني ببطء وتنظر لي بشك مع تضيق جفناها فوق كوبين القهوة خاصتها بطريقة ظهرت لي بلهاء لكنها بالطبع ظنتها طريقة المحقق كونان، بعثرت نظراتها فوق وجهي ثم بنبرة ضابط يمسك ورقة الطب الشرعي التي تقر ببصماته على الجثة بعد برهة من الصمت لتلقي بالتوتر - الوهمي داخل ذهنها فقط- عليَّ وأقر بجريمتي:

- إنت أمير من العصر المالكي وكنت ماشي في الجنينة والبرق بيبرق والرعد بيرعد، وفجأة .. فجأة ضربتك برقة ولقيت نفسك في العصر بتاعنا، علشان القصر بتاعكم كان القصر بتاعكم زمان، يعني إنت جد كل دول.

قالتها شفا بنبرة واثقة وليست عرض للفكرة وهي تحرك يديها بمسرحية مع تغيير طبقات صوتها وتصدر مؤثرات صوتية للبرق والرعد لتضيف لحديثها صورة مرئية داخل الأذهان.

- أوه! يا للهول! لا أصدق كيف عرفتي ذلك؟ لقد خبئت الأمر جيدًا.

قلتها بنبرة غير مصدقة وأنا اتصنع الصدمة، حسنًا، أنا لا اتصنع أنا مصدوم بالفعل وهذا جعل قسمات وجهي ترتخي وتنبسط من هول ما وصل إلى أذني، حتى أحبِك الدور بعدما وقع بصري على نيلان الذي ابتسم لي بسمة جانبية مخيفة بينما ترددت صوت ضحكة مخيفة طافت فوق رأسه وجعلت وجهه يتكرر أمام عيوني فقط بمخيلتي حتى أُصدق على حديث شفا التي سَهرت ليلها على رواية خيالية رديئة وطبّقتها على حالتي.

أنوبيس Where stories live. Discover now