الفصل العاشر : اَلْنِّجَاْةُ وَاَلْفِرَاْرُ

67 8 14
                                    

من قال أن سيورجي فتاة محظوظة فهي ستلعنه طيلة حياتها ...

لقد كانت تشعر أن الأمور جيدة بشكل مثير للريية والآن تأكدت من أن كل شيء سار بشكل فظيع

نظرت الى عيناه الحادتان المشتعلتان كأسد صحراوي لم يتغذى أربع أيام ... مقلتاه كانتا مختلطتان بمشاعر الشر والحقد احتقنت في ثواني معدودة بلا شك

شعرت بالغصة وهي تحدق فيه ينظر لها بكل جدية والدماء الساخنة احتقنت في عروقه بغضب دون أن ينبس شيئا

" كيف تجرئين ..."
يخرج الكلمات بحدة من بين أسنانه وانقباض فكه لايزيد الا ملامحه دقة و بدت نبرته المغدقة بالكره والغضب حارة لحد ما نبرة غرور وكبرياء نبرة حقد شنيعة نبرة تعجرف لا أكثر

لمعت أعينها و شعرت بالغصة في حلقها ... هي صفعت الأمير لكن هل عليه أن يرمقها هكذا ... هل ذنبها شنيع فعلا لهذه الدرجة

لكن فعلا ان فَكرتْ في الأمر فالناس لايجرؤون حتى على قول كلمة سيئة وراء ظهره أما هي فقد صفعته بكل جرأة وربما لم يفعلها أحد قبلها حتى أمه لم تفعلها ربما !!

حاولت تمالك نفسها واستنشاق هواء لداخل رئتيها لكن صدقا هي على وشك البكاء ... دمعتها تريد النزول وهي تقاوم ذلك

تشعر بالضعف والوهن وتعلم أن فعلها خطأ مع أنها لم تقصد ذلك ... هي لم تقصد صفعه أبدا هو من حاول التعدي عليها دون رضاها وهذا أمر ... امر غير جائز !!

لكن رغم كل شيء ...

هو يظل الأمير في نظر كل الناس أوامره مطلقة ولا يعلا عليها ... من سيصدقها الآن ومن سيقف بجانبها

رسميا إنتهت حياتها ... عقلها مشوش ولاتدري ماتفعله !!

غريزتها دفعتها للهرب كفريسة تنجو بحياتها ...

أعطت الرياح لساقيها وأدبرت فعليا ولم تجد نفسها الا تتحرك ببطأ ثم تهرع جارية بكل قواها بكل سرعتها حتى لطمت الباب وخرجت سريعا تجري في الرواق وقد وصلت لباب غرفته لتدلف منه خروجا و يلتفت نحوها الحارسان اللذان لم يدريا شيئا بعد بحيرة على وجهيهما

التفتت مرتعشة و أنفاسها متقطعة من الهرب والخوف على حد سواء لكن الشيء الذي أخافها أكثر أن الأمير لم يتبعها أبدا وهذا قد لايبشر بالخير ...

جفلت برؤية الحارسان وحاولت التصرف باعتيادية رغم أنه قد راودهما الشكوك في أمرها

تحركت بضع خطوات مبتعدة و لم تشعر بالراحة نهائيا الا وقد عادت دقات قلبها تطرق كالطبول دون توقف وهي تشعر بحرارتها ترتفع شيئا فشيئا عندما سمعت صوتا عالي ينادي المنادى " حرااااس "

اتسعت مقلتاها أكثر ... الصوت رجالي قادم من غرفة الأمير وهو الشخص المقصود بلا شك و رغبته واضحة جعلتها تسرع في مشيتها أكثر فأكثر ولم تواكب نفسها الا ووجدت حالها تهرع جريا مرة أخرى

_ظلام المملكة_Where stories live. Discover now