الجزء الواحد والعشرين ( معجزة القرية)

137 30 17
                                    

مساء الخير ... ❤

بقيت ملامح يحيى مدهوشة فماسمعه ليس بقليل ... كيف والدة راتب تكون على قيد الحياة !!! في حين أنه حضروا عزائها وقاموا بدفنها ... هذا الشيء لا يدخل إلى دماغه ...
عادت ذاكرته للمرأة التي كان يبحث ورائها ... نعم كان  يعلم بأن راتب يأخذ معه إمرأة إلى المزرعة ...هل كانت تلك والدته !!! أم أن تلك إمرأة أخرى ...
كان عقله يفكر بمليون سؤال ولم يجد لهم إجابة ...

" كيف والدته أيها الطبيب ؟؟ والدته ماتت ..."...

" لا لم تمت ، لقد قام بتزوير وفاة والدته لحمايتها من والده ... على حسب معرفتي كان والده يعنفها ..."...

هز يزن رأسه لفهمه القصة ليقول :

" وماعلاقة يحيى تقي الدين بوالدة راتب ؟؟ "...

أردف الطبيب بقلة حيلة :

" على الرغم من أن هذه أسرار المريض ولكن راتب لقد هددني بالآونة الأخيرة لأنني لم أستطع معالجة والدته ... عندما علمتُ بإصابته قلت هذه فرصة لاذهب لشرطة ... ولكن لا أعلم إن كان من حظي هو لقاء ابن تقي الدين أيضاً ..."...

رد يحيى عليه بتفهم :

" راتب لن يستطيع القيام بشيء لكَ ... أعدك بذلك ... ولكن المعلومات التي ستقدمها لي هي بمثابة معرفة كيف سأوقف راتب  ..."...

" في الحقيقة بحسب خبرتي ودراستي لطب النفس لاحظت أن راتب يعاني من عقد نفسية ... وهذا واضح من خلال اتهامه للجميع بأنهم سبب فشله ... والده ليس رجل جيد ...كان يخون والدته ويعذبها ويمنعها من الخروج خارج المنزل ... لم يرد أن ينجب منها أطفال ولكنها أنجبت راتب والأمر الذي زاد من الحدة بين والده ووالدته ... أي أن معاناة راتب منذ الطفولة ... "...

" وهل برأيك هذا كافي ليجعله مجرم ؟؟ ماذنب الناس بهذا ؟؟"...

" ربما عقدته النفسية هذه ليس لناس ذنب بها ... ولكن راتب بسبب والده اضطر لدخول بأعمال ممنوعة ...وهذا ما جعل والدته تفقد عقلها ... نتيجة حزنها من ابنها وعلى الحال التي وقع بها دخلت بنوبة غريبة وعندما استيقظت كانت وكأنها لا تتذكر أحد ... وراتب قد حملكَ مسؤولية هذا الأمر لأنكَ أنت من كشفت أعماله كلها ... كان يقول لي لو لم يكشفني أمام أحد لما أمي نستني ..."...

أدمعت عينا يحيى بصدمة وقهر لتعود ذاكرته للماضي :

" يحيى أنا لأنني وثقتُ بكَ أخبرتكَ بحقيقة عملي ... لا يمكن أن أخرج من هذا العمل لقد وقعت به ... وإذا علم والدي أنني لا أريد العمل سيقوم بشيء لا أريده ... وأمي لا أريدها أن تعلم لأنها ستكرهني حينها ... "...

" ولكن هذا لا يرضي الله يا راتب ... مقابل رضى والدك أنت تق*تل ملايين الأرواح ... والدك ليس جيد خذ أمك ... وابتعد عنه ... لا تبقى تحت رحمته ..."...

الغامضWhere stories live. Discover now