الفصِل الخامِس عَشر|رائِحة جديِدة

Start from the beginning
                                    

"بهـاتفيِ الكثيِر مِن أمثَالُ مَن بهاتِفُكَ،لكِن أنـا أحظِرهُم وأنتَ حضرتُكَ تُبقيهم و تقرأ الرسائِل بوقتهَا و كأنكَ شغوفاً!..."

بدأ بنظرُه نكَد النِساء!
يعرِفُها ستُجادله الىَ أن تبكيِ
و تُغادر بحُزن عليِه،
لِذَا تنهدَ يقترِب مِنها قليلاً
مُتناسي فكـرة الرِجال حوُلِها

"احظريِها الآن لَا يفرِق.."

شخَرت بسخُرية
ترميِ هاتِفُه عِندَ حُجره
وهيِ تأخُذ قهوتها ترتشِف بغيِظ
تُلاحظه يقترِب اكثَر
حتىَ وضعَ يدُه خلفَ اكتافُهَا
يتحسسّهُم بسكوُن ثقيِل
وعيناه عليِهَا

"انتِ مـا بِك؟،كـَان هُناك حديِث بعينـاكِ.."

وضعَت قهوُتها علىَ الطاوِلة
تُزيحه بخِفه
ثُمَ تنفيِ بصَمت
جاعِلتُه يتنهَد،
يعرِف انهَا استثقلَت امرُ الرسائِل
لِذَا انتشَل هاتِفُه بعُنف
يدلُف الىَ الرَقم المجهوُل
يكتُب بأنامِلُه الطويِلة
جاعلها تلتفِت لهُ تلقائياً
تنظر الىَ ما كتبُه،
تهجّت

"لَا تعبث مِن جديِد،سأُقاضيِك.."

ارسَل الرِسالة
ثُمَ حظَر جهة الإتصال هذِه
ونظَر ناحيتُها
و كأنهُ يُريد ان يرىَ ارضائُها
لكِنها اكتفت تصُمت
وتأخُذ كوبها من جديِد
ترتشِف دوُنَ ردة فِعل،
داخلياً هيِ رَضت قليلاً

"اُمـيِ عَادْت البارِحَة.."

اخبرتُه بهمس
وهيِ لا تنظُر لهُ،
اندهَش داخلياً
و عقدَّ جبينُه يُحدِق بِها،
يعرِف اُمها
انهَا امرأة غريبة اطوَار
تـارَة تكُن حسناء و اُخرىَ داهيِة

"تعرِف رقَم شُقّتيِ لَِذا رأيتُهَا حينمَا عُدت البارِحَة تنتظرُني داخِل المَنزِل.."

كَانت تتكلم بخيِبَة
جعلتُه سريعاً
يلُمها لحُضنـه
جاعِلها اسفَل عُنقه ترتدّ هُناك
يشدّ علىَ كِتفُهَا
يُريد ان يُحسسها بآمان لا ينقطِع سبيِلُه!
انهَا تفتقِد شيء
هذَا الشيء عِندُه تلقَاه

"كَانت تقوُل انهَا مُشردة اوُ مَا شبه،كـَانت تبدوُ تعيِسَة نحيِلَة و كأنهَا عَانت كثيراً طِوال هذِه السنيِن..شعرتُ بذنبْ كبيِر.."

اخبرتُه بينمَا تتنهد
وهيِ تضمُه بيداهَا مِن خصرُه،
كـان أرنوُلد رجُلاً يصغي كثيراً
لا يتحدَث بوقتّ مـا تُحدثه بأمر يُزعجها
لِذا تبوُح بكُل مابخاطرُها له
جيّد حينمَا يتعلّق الآمر بالأستمَاع

"انهَا ببـيتيِ الآن،اشعُر بَغضب و حُزن عليها لكِنهُ تلاشىَ فورما رأيتُهَا بهذَا الشكِل،انهَا اُمـيِ لا اقوىَ علىَ رؤيتهَا هكَذا،تارة اُفكر بأبيِ الذيِ سيجنّ فورما يعرِف انهَا عَادت وتارة بِها.."

تحتَ اسقُف الجِراح Where stories live. Discover now