.بدايتي

592 32 83
                                    

لماذا ليس كل ما نتمناه يتتحقق ، و ليس كل ما تراه يصدقك به عقل البشر ،لماذا ليس هناك إجابة لي ؟
ستقولون أننا غير واقعية ،حقا....انتظر إجابة.
إذن اتركني بذلك الحلم ،إلى أن يأتي يوم و يصبح ذلك كالشمس بالنسبة للقمر ، و كالماء بالنسبة للشجر .

بالرغم من أنني كأي شخص ،اعلم بأن هناك ماساة تحدث في كل مكان ،و لكن في كل صباح يستيقظ جميع البشر ،و يبدون صباحهم، بحيوية استقبال لهذه الشمس الساطعة، التي لم تأبى -ترفض -يوم الخروج ،و يستقبلون هذا اليوم الجديد ، بنفس الأمل الذى أظهرته ، التي لا تكل و لا تمل ،بالرغم ما شهدته من مآسي على سطح الأرض.

، هكذا تستيقظ ميار، فاتحة عيناها البراقتين، ليدخل بهما النور من جديد معلنا بداية يوم جديد ، و نهاية أمس مؤلم، قد فقدنا فيه حبيب أو صديق، ربما  شيء غالي على قلوبنا .

فردت يديها و تمددت ،و جمعت شعرها الحريري ، و بدأت بروتينها اليومي ،متناسية ما حدث من قبل ،هكذا تبدأ  ذات السابعة عشر عاما يومها.

صوت أتى من أسفل الدرج يصيح بأعلى صوته :
"ميار،هيا "

ترتعش و تقول بصوت مسموع وهي متجهة نحو الدرج :
"قادمة امي"

تسرح في خيالها و هي تنزل الدرج ، غير مبالية بأنها يمكن أن تسقط 
"تركض نحن تلك الغابة فترى أشجار خضراء شامخة،تنظر خلفها و تدخل، بعد أن أزالت كل فكرة عن إنها ستفقد ،لكن إرادتها كانت أقوى ،فترى دنانير ذهبية أرسلته تلك الشمس ، وطيور تغرد وتصدح بأحلى النغمات الموسيقية ،كما لو أن هناك من دربها،و زهر من كل الألوان ، عالم اخر غير الذي نعيشه اليوم مثير مليء  بالغموض...."

تصرخ بخوف عليها، عندما شاهدت ميار تكاد أن تسقط ،وذلك عندما انزلقت قدمها:
"انتبهي هل تريدين كسر عمودكي الفقري ".

تقطع موجة التخيلات،و تثبت نفسها بسرعة ، ثم تعتذر لوالدتها قائلة و هي تضع يدها على رأسها :
"أووو لا آسفة امي حقا"

ترد الوالدة بابتسامة رقيقة على وجهها :
"لا بأس ، ما دمتي بخير "ثم تضع يدها على خصرها و تنبهها بصوت مملوء بالحزم "لكن يجب أن تنتبهي في المرات القادمة ،و الآن هي لنتناول افطارنا و الا ستتاخرين "

ترد ميار بهدوء بادا على وجهها :
" حسنا "تنتبه ميار ان الوقت ليس في صالحها ،  فتصرخ برعب :
" لا ، لا أريد التأخر في أول يوم لي "

تأخذ خبزة و تحمل حقيبتها مسرعة ، و لا تستمتع إلى ما تقوله والدتها . وفي رأسها الكثير من الأفكار ، عن بداية يومها الدراسي و هكذا .......

قبل مدة :

قبل عدة أعوام من الان،أي ما يقارب السبعة أعوام  ،كانت عائلة ميار تسكن في بيت ضخم و جميل في مدينة أخرى، الي ان حدث حريق تسبب في مقتل والدها، و سبب خسائر كبيرة لهم ،بعد خسارتهم الاكبر -فقد والدها - مما أدى إلى رحيلهم ...
و المحير انه لم يتم اكتشاف السبب ؛ حتى مع قدوم الشرطة، و إجراء التحقيقات اللازمة لم يتم الحصول على خيط أو أي شيء يدل على الفاعل ، و بذلك تم إغلاق القضية، إلا أن ميار تعرف ،و بالرغم من محاولاتها اخبارهم الحقيقة لم يتم تصديقها،وذلك لصغر سنها، و أيضا لأنها كانت من نوع الأشخاص ،الذين يسبحون بمهارة  في بحر الخيال ،و هكذا ظلت تفكر في الامر و تذكره كل ليلة .

الآن :

و في أثناء طريقها و هي مسرعة ، تصطدم بأحدهم فتصرخ :
"يا إلهي"

لكن لا أحد امامها ، حيث انها تريد أن تعتذر لكن لا أحد ،فيلتفت الناس اليها ،أو -هذا ما حسبته - و تظهر الكثير من الألوان و التعابير ، منهم من ظهر بوجه كلب مرعوب ، والبعض تجاهل الموضوع و نظر لها بإستخفاف ، و الكثير فهناك من أراد إجابة على فعلتها ،و غيرها من التعابير .... ، تشعر بالخجل و تنزل رأسها ثم بعد مرور ثواني ،ترفع رأسها إليهم فلا تجد أحد أمامها .فتفرك عينيها، و تعتذر ثم تسرع مرة أخرى،في اتجاه مدرستها الراقية و العريقة ،وكان هناك من يترقب الموقف بهدوء .....

و هي تفكر يا ترى هل كنت أتخيل ام ماذا ؟

......

نهاية الجزء
......



ماذا سيحدث في المدرسة؟

توقعاتكم للقادم ؟

رأيكم ؟

التقييم ؟

أرجو نصحي و تنبيهي اذا رأيت أي أخطاء  ، و تقييمي التقييم يهمني وبدون كذب لكل جزء وهو من عشرة  و لو كان تقييمك صفر يهمني .
شكرا لأني ربما اضعت شيئا من وقتك اذا لم يعجبك و لم يجذب اهتمامك.

من نسج خيالي ام ماذا؟Where stories live. Discover now