خلقت من أجله

81 12 10
                                    

ملاحظة:
قد يحتوي هذا الفصل على بعض المشاهد التي قد تكون صادمة لذوي الأعمار الصغيرة فأي شخص حساس سيتحمل مسؤوليته
هذا التحذير لا يشمل سوى هذا الفصل بل كل ما هو قادم في الرواية...
.
.
.
.
يقولون....أنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم تبتغي جمالها....و لكني منذ أن رأيتكِ....لم أبتغي جمالا غير جمالك بعدها ..

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


تلك الحديقة كانت أشبه بالجنة...لأن كل ما مررت به من سعادة كان داخلها... و بالأخص مع ذلك الفتى...نواه....
نواه و أنا...كنا متناقضان جدا...كان يجسد الحياة بينما...أنا أجسد الموت...من الصعب أن تحب شخصا بينما لا تجابهه بنفسك الحقيقية...كنت أخفي معاناتي دون ارتداء قناع معه...ليس فقط لأنني وعدته...بل لأنه بدى من غير اللائق لشخص مثله أن يرى ذلك الجانب الضعيف مني...ليس و كأنه لا يرى ما يكفي من الضعف بالفعل... لكن أختي...بل الجميع...كانوا على حق...كيف أجرؤ و أخالط شخصا مثله... شخصا نقيضي تماما...
في ذلك اليوم و عكس غيره من الأيام...لم أقدر على التزييف أكثر...و وقعت طريحة الفراش بسبب الحمى...لقد كنت فاقدة للوعي أغلب الوقت لمدة أسبوع و الذي حصل خلاله الكثير بل قبله أيضا حصل الكثير...لقد كنت أتنهد كرجل عاش من الدهر دهرا حتى سئم الحياة...فقط بسبب ما حصل و أنا لم أتجاوز العاشرة بعد...
منحتني الخادمة الدواء و انصرفت تتركني أحظى بوقت بمفردي...أفكر كالعادة...أهرب من الواقع بعقلي...أحاول التعايش حتى...!

لقد كنت طفلا مشوشا و ضائعا يتحسس لأي حركة...طفلا يتظاهر بالقوة لكن القوة تنهشه من الداخل فيغدو ضعيفا...أكثر من ذي قبل...لأني لم أدرك الحقيقة بعد فكنت اتعامل مع أي شيء و أي شخص غريزيا...كنت أعتمد على ما أجمعه من الكتب و ما أدرسه...و لكن معظمها لم ينطبق على الواقع...واقعي أنا...و ما جعلني أصل لهذا الاستنتاج هو طبيعة حياته هو...مليئة بالسعادة... مليئة بكل ما أردته و تمنيته...أريد أن أنفجر في وجهه أحيانا...أن أجعله يكرهني...أن أجرحه ليشفى غليلي...لكني أتراجع بجبن في النهاية...و أدرك أن كل ما أريده هو ذرة من الشجاعة حتى أخبره...حتى أشتكي له بشيء مما يؤرقني...فقط واحد...حتى أتنفس قليلا لأني أختنق طوال الوقت...و لا تزيد حدة اختناقي سوى قربه...فأود أن أحتضنه و أترك تلك المشاعر تتدفق إليه...أن أدنسه و يطهرني...
حتى و لو كان ذلك يعني عصيانهم و خرق قوانينهم لأني لن أهتم لما سيحدث بعدها...أو ربما أنا أفعل لهذا أنا خائفة...ماذا لو تركني إذا اكتشف حقيقتي...ماذا لو عاقبوني مجددا...ماذا لو أبعدته والدته عني...ماذا لو كرهني بعدها...
أحيانا حتى الأنانية و الغيرة التي أحملها كانت أضعف من أن تدفعني لتدمير هذا الرابط بيننا...كان مميزا عندي...لأن الجوانب التي يسمح لي برؤيتها... أشك أني كنت سأتعرف عليها لو لم يكن موجودا بالقرب مني...أنا لا أريد إيذائه...و أشك أني سأفعل حتى لو آذاني...
الألم يفتك برأسي و البرد الذي يحتل كل جزء من جسدي مسببا ارتعاشه لم يكن كفيلا بإطفاء ذلك الغليل و الغضب داخلي...الذي يرهقني أكثر من مرضي...هذه المشاعر المتضاربة و المتناقضة التي لا أستطيع التحكم فيها كانت تؤثر علي بشدة و تغيرني يوما بعد يوم...تغيرني للأسوء...فبينما أحاول أن أنفذ ما يطلبونه مني، هناك...ذلك الجانب المظلم...الذي لا يود الرضوخ...يريد أن يجابه...أن يؤذي...أن يثأر...

صاحبة القناعWhere stories live. Discover now