حرك مازن رأسه بالايجاب و أعاد رأسه إلى الوراء.....ما يفصله عن زهرة ليس ابدا بالشيء السهل و انما الأمر بات في عينيه أصعب من ما توقع التفت بإتجاه مصطفى الذي حدثه قائلا

" انظر يا مازن انت تمشي في الطريق الصحيح اكمل رحلة البحث خاصتك حول الإسلام ضع في عقلك أن ما تفعله هو لأجلك و ليس لأجل ريماس ابحث كالسابق اطرح الائلة دون الأجوبة و اعطي استنتاجك الأخير....اذا اقتنعت بكل هذا فيبقى القرار قرارك اما ان تعتنق هذا الدين بكل قناعة لكن ليس من أجل احد ما فالمسلم يصلي و يزكي و يصوم و يحج من أجل نيل رضى الله و محبته و ليس لأجل أن يبرهن للعباد انه مسلم "

حرك مازن رأسه بالايجاب ثم استقام من مكانه.....خرج من هناك يتجول في الطرقات.....كلمات مصطفى جعلته حائرا و تائها أ هي لم تكن ابدا له....أ مدتها محدودة في حياته ام انها طريقه إلى النور......مر على احد المساجد فلم يجد نفسه الا و اقدامه تذهب به إلى الداخل.....نظر إلى الأمام الذي يجلس بينما يحمل القرآن بين يديه.....تقدم مازن باتجاهه و جلس أمامه لكن هذه المرة أسئلته عديدة و متضاربة و ليس لها جواب

رفع الإمام رأسه بإتجاه مازن و فور ان رأى الصليب المعلق في عنقه ابتسم و نظر له ثم سأل

" ما الذي جاء بك يا بني إلى هنا في هذا الوقت "

فكر مازن.....نعم ما الذي جاء به إلى هنا...قبل عدة أشهر هو لم يكن يفكر في كل هذا ما الذي يشعر به الآن......لماذا هو حائر لماذا كل أفكاره نحو هذا الدين تغيرت....في لحظة لم يشعر حين خرجت الأفكار من فمه قائلا

" رب محمد و دين محمد هما السبب في قدومي "

ابتسم الإمام و هو ينظر اليه....قي لحظة رأى النور و رأى ثمرة تنضج لحظة بعد لحظة داخل هذا الشاب فسأله على اسمه بهدوء

" ما هو اسمك يا بني "

نظر له مازن بهدوء و اجابه

" مازن اسمي مازن "

حرك الامام رأسه بالايجاب

" ما سبب همك يا مازن "

هذا السؤال....لماذا لم يجد له في هذه اللحظة جوابا نعم ما سبب همه.....أ كحلة العيون هي همه ام المعلومات التي يكتشفها على هذا الدين هي همه....لماذا هو اساسا جالس هنا رفع رأسه و حرك كتفيه باستفهام

" لا اعلم لماذا أنا هنا.....و لا اعرف لماذا أشعر بحمل ثقيل فوق كتفي"

ابتسم الإمام لمازن....فبدأ كلاهما في تبادل الأحاديث......فلم يجد مازن نفسه الا و هو يشك ما به إلى الأمام......قلبه متأكد انه يحبها نعم هو يحبها لكن الفوارق التي بينهما أصعب من ان يجتمعا لماذا هذا ما يحدث معه هو بالذات هذا السؤال الذي طرح بعد ان انهى سرد ما حدث معه

كحلة العيونWhere stories live. Discover now