4 : كحلة العيون

1K 101 16
                                    

| شفشاون ، المغرب |

بعد مرور ثلاث اسابيع

يتجول الفريق في دروب المدينة و الانبهار يكسوا ملامح وجههم من جمالها.....كانت جاذبة لأعين الناظرين و السياح من خارج او داخل البلاد كان البعض منهم يدون الملاحظات بينما البعض الآخر يلتقط صور للمدينة يشاركها مع عائلته ليخبرهم عن جمالها.....بينما و مثل العادة كان مازن يتجول مع مصطفى يتبدلان الأحاديث.....حيث ان مصطفى كان يشرح لمازن العديد من الأمور التي كانت مجهولة بالنسبة له.....يصغي في تمعن يناقشه في العديد من المواضيع و يستمع له في تمعن

" لكن ما الشيء الذي يثبت التحريف الموجود في الكتب السماوية و يثبت ان القرآن غير محرف "

فكر مصطفى طويلا....مازن ليس كأي شخص يطرح اي سؤال....لا يعرف لماا لكنه يختار أسئلته بعناية.....و كأنه يتلذذ بجعل مصطفى يفكر و يفكر لإيجاد الحل و الجواب المناسب لإقناع فضوله و إشباع الكم الهائل من الأسئلة التي بداخله

" حسنا حسنا لا اعلم بحق من أين تأتي لي بهذه الأسئلة لكن لا بأس جوابها عندي.....اولا ان تحدثنا عن جانب العهد القديم بصفة عامة فإن الكتب السماوية كانت تنقل من جيل إلى جيل لكنها نقلت فقط بشكل شفوي من خمسة آلاف سنة ، و لم تتم كتابته و حفظه الا بعد وقت متأخر.....فعندما لم يكن هناك الكثر من الأشخاص من يحفظون الكتاب فإن تحريفه كان من السهل على رجال الدين فعله و دون أن يتركوا على ذلك اي أثر....اما كان ذلك نسيانا او كان ذلك مبنيا على دوافع خاصة "

صمت قليلا يفكر في شيء ما لتدعيم كلماته فبعد صمت لم يكن بطويل التفت بإتجاه مازن و دعم كلماته بقوله تعالى

" مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا " { سورة النساء الآية 46 }

اصغى له مازن في كل تمعن......ثم بعد أن انهى مصطفى تلاوة الآية قام بترجمتها له كي يفهم معانيها اكثر و اكثر....ثم استرسل كلماته موضحا ما كان يقوله

" بالنسبة لرجال الدين النصارى فإنهم كانوا يقولون كلاما مسارها لما أتى في كتاب الإنجيل و كان ذلك مع إضافات و تحويرات او كان مع تغيير لترتيب الكلمات فينقلب المعنى تماما......فلم يكن الحال اختلافا في النسخ....مثلما هو الحال مع العهد الجديد او التوراة لدى اليهوديين.....بل هو تحريف أصيل......فتم تناقله بين الأشخاص ثم اقروه ثم دونوه و حفظوه.......اما النسخ القديمة التي يقال انها قد تكون حافظة للمعنى الأصيل فما ان يتم العثور على واحدة منها حتى تحفظ و يتم اخفاءها عن الانظار بدعوى انها تعتبر جزءا من التاريخ و الذي يخشى عليه من التلف! و ذلك هو على خلاف القرآن تماما......حيث انه توجد منه نسخة واحدة في كل بقاع الأرض بالإضافة إلى انه قد تم تدوينه في وقت مبكر و قد تم جمعه بعد سنوات من وفاة رسول الإسلام "

كحلة العيونWhere stories live. Discover now