كحلة العيون

7 : حيرة

ظهرت الصدمة على ملامح مصطفى هذا ما لم يخفى على مازن الذي نظر له بكل استغراب.....حاول مصطفى فهم الأمر من صديقه حيث سأل

" ماذا تقصد بوقعت في الحب يا مازن "

فكر مازن جيدا في الامر شيء ما بداخله أخبره بأن عليه الكذب و عدم اخبار صديقه بالحقيقة....هو يعرف ان هذا الكذب حبله قصير لك على الأقل هو يجازف بشيء لا يعلمه إلا قلبه وحده

" انها فتاة تعرفت عليها.....كما تعرف انا لست شابا متهورا او اي فتاة تروق لي لكن هذه كانت مميزة هادئة بأجوبة موزونة....شغوفة مميزة.....تبدوا مثابرة رقيقة...،هي مختلفة عن جميع من قابلتهن في حياتي....انها..."

كان مازن على وشك ذكر لقب كحلة العيون لكنه توقف و اكتفى بابتسامة هادئة ثم نظر إلى مصطفى الذي كان يستمع اليه بكل تركيز ثم سأله

" حسنا اذن ما اسم هذه المميزة "

سأل هذا السؤال بالذات و شيء بداخله متخوف من سماع إجابة مازن لكن الآخر هو ايضا شعر بشيء غريب دفعه إلى أن يقول اي اسم غير ان يخبره بالحقيقة

" اسمها ريماس....نعم اسمها ريماس "

في تلك اللحظة شعر مصطفى بنار بداخله تنطفئ عند سماعه لذلك الاسم مما دفعه للإلتفات بإتجاه صديقه الذي اكمل كلامه قائلا

" لكن هناك مشكلة.....هي مسلمة و انا مسيحي "

حرك مصطفى رأسه و قال

" و هذه مشكلة كبيرة....فلا يجوز زواج المسلمة بغير المسلم "

في تلك اللحظة فكر مازن و طرح سؤاله

" لماذا يجوز زواج المسلم بغير المسلمة لكن المسلمة لا يجوز لها الزواج بغير المسلم "

نظر له مصطفى بهدوء و اجاب مختصرا الكلام

" زواج المسلمة لغير المسلم شيء حرمه الله فيمكن للزوج الكافر ان يجر بزوجته إلى الكفر عكس المسلم الذي يمكن أن يهديها إلى السراط المستقيم و الله حرم زواج المسلمة لغير المسلم في قوله تعالى { فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن } [ الممتحنة:10 ] { ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون } [ البقرة:221 ] "

حرك مازن رأسه و نبس

" هذا يعني أن علي أن اسلم من أجلها "

نظر له مصطفى و وضع يده على كتفه يشرح له الأمر اكثر

" اسمعني جيدا يا مازن....لا يجب أن تسلم لأجل احد فإن أسلمت فيجب أن يكون الأمر عن قناعة تامة ليس فقط لأنك أحببت فتاة.....فالله هو من يعلم ما بالنيات و ان تسلم فقط من اجل فتاة هذا لا يعتبر اسلاما.....حين تسلم يجب أن تسلم لنيل رضى الله و يجب أن تكون مقتنعا مائة بالمائة من قرارك...،انت الأن منذ مجيئك إلى هنا تسير على نحو جيد تطرح السؤال و تبحث عن الجواب حول الدين لكن ان اردت البحث اكثر كي تقتنع بهذا الدين فعليك العودة إلى سنة نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم و إلى كتاب الله القرآن الكريم حين تقتنع بكل هذا و تقتنع بالدين الإسلام و تعتنقه فتحلي لك المرأة المسلمة "