نظرات الشباب كانت بها الكثير من الحماس وكذلك الفتيات لكن قلوبهم تسارعت أكثر 

أستاذ محاضر حسن المطلع يملك من الهيبة والوقار والعلم ما لا يتقبله العقل كيف لا يحفظون كلماته ويسحرون ببشاشته ويضعفون لرقة تعامله ؟

إنحنى بجدعه للوراء يرتاح على الكرسي و يقرأ الورقة : ما صحة قول أن ملك الموت لا يملك تعابيرا ومشاعرا ؟

رفع خضراوتيه للقاعة ببحة رجولية هادئة : سأخبركم بأمر شائع قوله ولكن ضعفت حجته وأدلته معدومة ذلك أنه من الأحاديث الشائعة التي لا تصح ولا دليل يثبتها لكن تم تناقلها حتى وصلت إلينا ,  ذلك خذوه من باب التثقيف وفتح الآفاق لا غير فالله وحده أعلم بالغيب

قال الطلاب : حسنا, طبعا , حاضر

آزر : روي أن الله عز وجل في حوار له مع ملك الموت سأله ألم تبكي وأنت تقبض روحا من عبادي ؟ فقال ملك الموت : سبحانك ضحكت مرة وبكيت مرة وفزعت مرة فسأله عز وجل : ما أضحكك ؟ فقال ملك الموت : كنت أستعد لأقبض روح رجل وجدته يقول لصانع أحذية أتقن صنع الحذاء ليكفى من اللبس سنة  فضحكت من شدة تمسكه وتأمله وهو لم يبقى له من الدنيا سوى لحظات قليلة فقبضته قبل أن يلبس ذلك الحذاء , فقال عز وجل وما أبكاك فقال ملك الموت : أنك أرسلتني سبحانك لأقبض روح إمرأة كانت تلد لوحدها في صحراء جرداء فانتظرتها حتى وضعت مولودها وقبضتها فبكيت لحال الولد وصراخه لوحده دون أن يدري عنه أحد فقال عز وجل : وما أفزعك ؟ قال ملك الموت : لقد فزعت حين أمرتني أن أقبض روح عالما من علمائك كان النور يخرج من غرفته وكلما اقتربت ينبثق أكثر ففزعت وأنا أقبض روحه فقال عز وجل : أتعلم من هو ؟ إنه نفس الطفل الرضيع الذي تركته في الصحراء وحيدا فتكفلت به

آزر : كما قيل أنه بكى حين كان سيقبض روح سيدنا ابراهيم عليه السلام وربي وربكم أعلم بصحة هذا ابتعدوا عن الأمور قليلة الحجة وان سمعتموها صدفة خذوا العبرة منها وفقط فبعض الإسرائيليات أصبحت تتسلل وسط تعاليمنا فإحذروا في بحوثكم وطلبكم المعرفة 

دوّن الطلاب ملاحظاتهم مستعدين  للسؤال الثاني : أبيع في السوق بالقسطاس العادل ولا أظلم أحدا ولكن بسبب غلاء البضائع فإنني أزيد على ثمن المبيعات بنسات قليلة تعيلني وتفيدني ولا تضر المشتري فهل في هذا من خطئ ؟

رفع آزر أنظاره ناحيتهم ينتظر منهم جوابا فاتفق الكثير بعد إحداث ضجة من الكلام والمشاركة أنه مخطئ 

حينها قال : يروى ان رجل تاجر توفي وبعد موته أصبح أخاه يراه في المنام  كثيرا يتعذب ويعرق جبينه كثيرا حتى سأله أخاه في المنام يوما , مالذي جعل بحالك هكذا ؟ فقال أخاه ربي حاسبني على أمر لم يكن يخطر على بالي فقال له ما هو : قال لم أكن أمسح الميزان من غبرته قبل ان أبيع للناس 

ذهل من بالقاعة ينظرون لآزر بشيء من التوتر والخوف فأضاف : ما بالك بمن يسرق ويزيد وينقص في الكيل والميزان إتقوا الله في أنفسكم هل تستحق بضع بنسات أن يطيلك عذاب الله ؟

Yazinaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن