[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢١٩]

23 12 10
                                    

أثناء قراءتي للقرآن كانَت تجذبني بعض الآياتِ القرآنية؛ فأتجه إلى مصحف «تفسير الجلاليْن»، أما عن اليوم فجِئتُ اشارككم آيةً استوقفتني، وجذبت فِكري قبل عينَي، قال تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾
[سُورَةُ البَقَرَةُ: ٢١٩]

دعوني أُرِيكم ما جذب نظري هنا:
﴿فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾
هل الخمر فيه نفعٌ؟
وهل حُرِّم الخمر دُفعةً واحدة، أم لا؟

هذه الآية نزلت في «معاذ بن جبل»، و«عمر بن الخطّاب»، ونفرٌ من الأنصارِ، ذهبوا إلى رسول الله ﷺ يستفتونه فِي أمرِ الخَمر والمَيسر؛ لأن فيه مذهبة للعقل، ومسلبةٌ للمال -الميسر هو القمار-.
لقد كانَ العربُ قديمًا يُحبون الخمر ويعتبرونه شيئًا مهمًّا فِي حياتِهم كما الماءَ والطعام؛ فهو متعة واكتسابٌ للمال من تجارتِه، ولذة في شربه.

وعندما سأل الصحابة الرسول ﷺ عن حُكمِه نزلت الآية السابقة تبين أن فيه متاعٌ من طربٍ، وجلبٍ للأموالِ والمتعة، ويَجعل البَخِيل كريمًا، والكريم أكرم؛ فيجودون مما لهم ومِن مال غيرهم كذلك، ولكِن إثمُه أكبر مِن نفعه بكثِير؛ فهو يُذهب العَقل الذِي وُهِب للإنسان ليميّز تصرفاته، ولكن عِند غيابه لا يُميز الإنسان في تصرفاته؛ فيتخبط فِي حياته بدونِ مسعى حتَّى يعود عقله، ومَن يدرِي ما الذي سيفعله عِند غِياب عقله، إذًا فالمنافِع دنيوية، والمضار دينية.
وحينها نزلت الآية الكرِيمة؛ لتبيين منافِع ومضار الخمر والميسر، وقد تركَ بعض المؤمنين الخمر من بعد هذه الآية بعد أن تم تبيين مضاره التِي كانت أكثر من منافعه.

نزلت آية على الرسولِ ﷺ تُخبر المؤمنين عن الابتعاد عن الخمر أثناء صلاتهم، قال تعالى:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ﴾
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٣]

قِيل أنَّ أحد المؤمنين كانَ يُصلي بَعد أن شربَ الخمر وسَكِر؛ فقرأ قوله تعالى:
﴿قل يا أيها الكافرون، أعبد ما تعبدون…﴾
ولم يُضِف النفي قبل كلمة «أعبد» بسبب حالةِ سكره؛ فإذا قال أحدهم هذهِ الجملة وهو فِي عقله لكانت سبيلًا لدخولِه في الشرك؛ لأنه أصبح يشترك فِي عبادة ما يعبده الكافِرون من أوثانٍ، وأصنام، وغيرها.
لكن هنا قالها فِي حالة غياب عقله؛ لذلك نزلت الآية الكرِيمة لتمنع الناس شربِ الخمر في أوقاتِ الصلاة، وكانت هذهِ الآية الثانية؛ للتمهيد في تحرِيم الخمر آنذاك، إذ أن الآية حددت وقتًا لشرب الخمر؛ فلا يجوز الشرب بينَ الظهر والعَصر، والعَصر والمغرِب، والمغرِب والعشاء؛ فالأوقات متقاربة وقد يدخل وقت الصلاة وهو في حالة من غيابِ العقل.

نزلت آية بعد هذه تتعلق بالخمر، وكانت الآية حرَّمته تمامًا عن متناول المسلمين، وبيَّنت أنه رجسٌ من عمل الشيطان، أي أنه خبيثة من الخبائِث، قال تعالى:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ (٩١)﴾
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٩٠-٩١]
فالله عز وجل حرّم هذهِ الأعمال؛ لأنَّها رِجس من الشيطان؛ أي عمل مستقذِر تنهى المسلم عن الذكر، والصلاة، وعبادة الله، وبعد نزول هذهِ الآية لم يشرب أحد بعدها، ولم يبِع أحد ما بقي عنده بعد تحريمه، بل أراقوها.

لولا نزول تحريمِ الخمر بالتدرِيج ما انتهى عنه العرب لما كان فِي نفوسهم من حبٍّ له؛ فقد كانو يتغنون عنه بالقصائِد، وكان يشاركهم أغلب مجالِسهم، وقد بلغ مبلغًا عظيمًا عِند الناس، وعندما نزلت الآيات لتبعد الناس عنه بيَّنت منافِعه ومضاره، وأوعت المسلمين إلى الصحيح والخاطِئ، وفي النهاية نزلت آية تحريم الخَمر؛ حتى تُبعد عن الناس ضرره الذي كان أكبر من نفعه.
والله أعلى وأعلم.

ننتقِل معكم لفقرتِنا المفضلة، يومياتُ صائِم! والآن بعد تفسِير الآية الكريمة التي حثَّت على تحرِيم الخمر، إليكم سؤالانِ لليوم: - ما حكم شارِب الخمر في الإسلام؟ وهل شربه كبيرةٌ من الكبائِر؟

Ops! Esta imagem não segue as nossas directrizes de conteúdo. Para continuares a publicar, por favor, remova-a ou carrega uma imagem diferente.

ننتقِل معكم لفقرتِنا المفضلة، يومياتُ صائِم!
والآن بعد تفسِير الآية الكريمة التي حثَّت على تحرِيم الخمر، إليكم سؤالانِ لليوم:
- ما حكم شارِب الخمر في الإسلام؟ وهل شربه كبيرةٌ من الكبائِر؟

والآن مع إجابة السؤالِ الماضي:
للسَّحور أفضالٌ كثيرة، منها ما ذكرها الرفاق في تعليقات الفصل الماضي.
والفائِزون لليوم:
Fadia402
sirene_galaxy51
رمضانكم مُبارك.

- هَوَس.

ألم يأنOnde as histórias ganham vida. Descobre agora