لوحة

8 1 0
                                    

كيف الحال؟
مر زمن طويل منذ أن التقينا آخر مرة
لكن لم يتغير شيء منذ المرة الأخيرة لنا
لازلت اناظر السماء باعجاب، اري ان الناس امتلكوا قدرا من الجمال، ولازلت مستثناه، لازلت اشرد في اوقات خاطئة، ولازلت اتأمل وجوه الناس و تتشكل في دماغي قصصا مثيرة، حزينة و جميلة
-تتهيدة فرت من الفاه بثقل - ولازلت اراقب من بعيد، اري إطار اللوحة و بعض الألوان، بغض النظر عن التفاصيل فهي جميلة، تستحق التأمل
اري بالظلام ونيسا و بالنهار اعداء مزعجون
الأشياء ليست بهذا السوء
لدينا اصدقاء
لنتسكع سويا و نضحك و نتسامر سويا
لقد ضحكنا من قلوبنا في آخر المرات، حتي تردد الصدي في كل أنحاء خلاياي
ربما الأشياء ليست سيئة علي الاطلاق
الايام مستقرة و متناوبة، هادئة كنسيم يمر علي الزهور يداعبها
الحياة ليست صامتة لكن... لعل آذاني معطلة بعض الشيء
لابد أن نزور الطبيب يوما لنتأكد اننا أحياء.. ربما
الأشياء السيئة قد تكون خفية أيضا
بين تفاصيل اللوحة دموع، دماء، صراخ و اشلاء، تلك المرة انها ليس روحي وحدها، بل و البعض الآخرين، اغلبهم من أطفال الزيتون علي نهج البشرة البيضاء و الشعر المجعد.. الحلو
يوجد أيضا تحت طبقة الزيت تلك دموع اخري، ندوب قد خيطت مؤقتا، احاول اخماد بعض براكينها، انها الوان قديمة لا أعلم ما حدث لكنها كانت سامة بعض الشيء، انها مغطاة الان فلا بأس
بالنهاية الإطار لامع، جاذب للانظار، بعيدا عن كل تلك التفاصيل كان الإطار هو أكثر ما شد انتباهي
بعيدا تماما عن كل الأصوات
كان مزخرفا بطريقة ناعمة
يغريني بالهدوء
يطمئنني ان كل ما بداخله سيندثر، قريبا
لانه سيتمدد ليغطي كل هذا، سيحجب كل هذا مكونا سطحا جديدا، املسا، نظيفا، مستعد لخطوط جديدة، و الوان أكثر بريقا من سابقتها، لتشكيل كوارث اخري...
الان انا في احد الأركان، اتابع اللوحة بصمت و دموع جافة و قلب نابض، لا أدري لمَ ينبض حتي الان، لكن... لكنه يحمل املا في الحصول علي فرشاة....

ما جال و لم يفصح بهWhere stories live. Discover now