1

8 1 0
                                    

لقد أصبحنا وحدنا أخيرًا. . أنا وأنت..
أخيرًا انفردت بك..
وصرت أملكك.. وأملك عينيك.. في كل مرة تنظر فيها إلى كلماتي.. وتقرأ
فيها سطوري..
ستكون هذه هي آخر رواية تقرأها لي في حياتك.. فأنا على شفا حفرة من
الموت..
ولم يتبقَ لي في هذه الحياة إال سويعات ال أدري عددها.. لكنني أعرف أنها
قليلة.. وبرغم ذلك فهي كافية ألسقيك بما أريد أن أسقيك إياه من الحديث.
قبل أن أبدأ أقول لك :يجب أن تقرأ هذا الكتاب وتحرقه.. فسيحاولون التخلص
منه ومن كل من قرأه.. كما فعلوا مع كل الكتب التي شابهته.
ال تجزع.. فقط تذكر كلماتي جيدًا.. ولو أنهم قتلوك بعد أن أعلمتك كلماتي
هذه فستموت راضيًا.. ومن ذا الذي يحلم أن يموت راضيًا في هذا العصر؟ فال
تجزع يا صديقي.
مَن أنا؟ وأين؟ ولماذا؟ وكيف؟ كلها أسئلة أعرف أنها تراودك.. وربما تود أن
ترمي هذا الكتاب اآلن وتمضي إلى حياتك .. ولكني أؤكد لك.. ليس هناك فارق
بالنسبة لهم بين من اقتناه وقرأه.. ومن اقتناه ورماه في أقرب قمامة.. إنهم
يبيدون الجميع ..
لكن قد تكون لقارئه فرصة في النجاة.. ال تنظر لي هكذا.. فرغم أنني كاتبه..
إال أنني ميّت ال محالة.. وسيقتحمون عليَّ غرفتي هذه بعد قليل ويبيدونني من على
وجه األرض كأن لم أكن عليها يومًا..
ال تضع وقتي في الشرح والكالم الفارغ.. ودعني أبدأ معك على الفور.. فلم يعد
هناك وقت نضيعه أنا وأنت

انتيخريستوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن