الفصل الخامس والعشرون: بُتر قلبي.

Start from the beginning
                                    

وضع شمس خطة ليرمي بعود ثقاب مشتغل فوق كومة قش غيرة أمي، وقد دعى جميع القادة في منزله وبدأ الجميع بلعب البوكر كالعادة على رهانات والتي تكون بالطبع أشياء بشعة تشبههم، ولا يمكن عدم تنفيذها لأن هذا ضد القوانين.

- هيه "أنو" هيا يا رجل لماذا لا تلعب معنا؟ هل أنت خائف؟

- أنا لا أخاف سِت تعلم ذلك.

قالها أبي بنبرة واثقة وهو يرفع كتفه بلامبالاة ولم يتحرك من مجلسه تعقيبًا على حديث شمس الذي خرج بنبرة متحدية، فهو ليس مثل عمي هارون سيتأثر بالكلمات ويتركه يسحبه تجاهه كسمكة تبتلع طعم سيؤدي بحياتها، بينما أصدر جميع القادة صيحات وهمهمات ثم دفعه القائد أوركا تجاه الطاولة ليشارك باللعب، ولأن أبي لاعب ولص ماهر قبل التحدي، لعب أبي وعمي هارون ضد شمس والحاوي.

بعد برهة انتهت المباراة بفوز شمس والحاوي لأن عمي هارون لم يساعد أبي كثيرًا حيث أن عمي هارون فاشل فشل رهيب في ألعاب العقل، لكن اتركه في حلبة وسترى الوحش داخله، لكن لحسن الحظ أن أبائي لا يلعبوا إلا بقوانينهم.

ممنوع الحكم بقتل شخص.
ممنوع الحكم بالزواج من انثى أو شيء من هذا القبيل.
ممنوع الحكم بآذية الغرباء بشكل غير مقبول.

- حسنًا إذًا هارون سيذهب للحانة ويرقص رفقة الراقصة، وبالنسبة لسالم سيخرج في موعد رفقة إيزابيلا بمفردهما.

- لا تتلاعب ست أنا لا أقبل بأحكام خاصة بالنساء.

هتف بها أبي بنبرة جامدة وهو ينظر له نظرة ثاقبة تعقيبًا على حديثه الذي خرج بنبرة مرحة مراوغة بعدما أتفق رفقة باقي القادة على ذلك، ليضرب بأول ضربة مطرقة صوب زواج أبي وأمي، فالجميع يعلم برغبة إيزابيلا في الزواج من سالم.

- هل أطلب منك شيء عديم الحياء؟ أنا أطلب منك الخروج معها مثل أصدقاء مقربين، لا داعي لأن تعانق كفها أثناء السير.

قالها شمس بنبرة غير مصدقة وهو يرتدي لباس البراءة فوق وجهه بينما تمتم الجميع بالموافقة على حديث شمس الذي خرج من لسان مسموم كالأفاعي، حرك أبي رأسه بالموافقة على مضض قبل أن يهاتف "إيزابيلا" ويخبرها بأمر الرهان السخيف فهو يمكنه ذلك إذا كان سينفذ على كل حال، فوافقت على الفور وأظهرت تفهم وأهتمام كاذب.

وفي اليوم التالي ذهب معها للغداء في مطعم، لم يتحدث، لم ينظر لها، لم يأكل، كره الوقت الذي قضاه رفقتها بقدر حبه لأمي وعندما انتهى عاد راكضًا لحبيبته وأخبرها كل شيء عن الأمر مما أدى لإشتعال أمي، كنت حينها إلعب بغرفتي والتي تكون التالية لخاصتهم فسمعت صوت شجار وتحطيم أثاث دائر بغرفتهم، دلفت الشرفة وتقدمت ناحية خاصتهم لأرى ماذا يحدث بالداخل؟

كانت أمي عبارة عن كتلة نِيران حمراء هائجة، وجه متأجج، شعر مشعث وملابس مبعثرة من فرض المجهود بينما يقبع بين أصابعها عدد من الخناجر تقوم بالقائهم على أبي الذي يتفاداها بمهارة حتى توقف فجأة أمامها فاخترق الخنجر كتفه وتوسعت بقعة الدماء حول موضع النصل، أرتج قلبي بموضعه لكن حَلَّ الخوف حباله السميكة عن قلبي عندما ضحك أبي بعبث وهو ينظر لوجهها الذي يشبه خاصتي حيث ترتجف شفتاها بشكل ملحوظ، فعلمت إنه كان يقصد ذلك.

أنوبيس Where stories live. Discover now