| السادس |

236 23 37
                                    

عند ابتعاد صامويل عن زوجته وجدها وقد جحظت عيناها وهما مثبتاتان على ناروتو.

فامتلئت غرفة معيشة آل جيفرسون بالذهول والحيرة، وتناقل عدم الفهم من وجهٍ واحداً تلو الآخر.

_ ساكرا، عزيزتي هل أنتِ بخير؟

لم تكن ساكرا حرفيا واعية لم تكن تسمع أو ترى أي شيء في تلك اللحظة فقد كان ماضيها يمر أمامها مراراً وتكراراً.

وهنا تحدثت هيناتا لتفهم الوضع فالنظرات التي كانت بين ساكرا وناروتو لم تكن نظرات طبيعية فقالت بلسانٍ رسميٍّ بدرجة مُبالغ فيها : ناروتو، أتعرف السيدة جيفرسون؟

ورغم أن كل ذرة في جسده كانت تقول العكس إلا أنه تظاهر بالحُمق وأجاب بابتسامة : لا، لا أظن ذلك، لكني ظننت أني رأيتها من قبل.

استفاقت ساكرا من شرودها وقد وصل لمسمعها ما قاله عنها للتو، فاحمرت حانقة وارتفعت حرارتها مجدداً، ونظرت بحدة نحوه، فمن حدة نظراتها شعر ناروتو وكأنها كانت تُجرده من ملابسه، ولكنه كالعادة ابتسم ببلاهة محاولاً تجنب نظراتها وقال مازحاً : لكن أظن بأني اشبه شخصاً تكرهه السيدة جيفرسون.

ابتسم الجميع حتى ساكرا ولكن ابتسامتها كانت ساخرة وتحول سخطها ذاك لكلمات مسمومة ألقتها على مسامع الأشقر فنزلت كالسكاكين على قلبه الذي سوله لتَصنَّع وجه الأبله أمامها : أنت لا تُذكرني بشخص أكرهه، بل جعلتني أستشعر حضوره، فأنتما تبدوان متماثلين للغاية قد أُخطأ في التفريق بينكما، وهل تعلم شيء!، لحسن حظك بأنك لست ذاك الشخص لأن كرهي له يجعلني أحتقره ولو تلاقت سُبُلنا يوماً ماً كم أرغب بالإنتقام منه ومن عائلته.

اختتمت تلك الكلمات الودودة بضحكة لطيفة لم تسمعها هيناتا منها من قبل، ورغم غرابة الموقف وغرابة كلامها إلا أن جميعهم قد شاركوها الضحك، فللبعض بدى كلامها مجرد مُزحة، وللبعض الآخر مجرد تهكم على مُزحة ناروتو الثقيلة، أما للبعض الأخير فهو تهديد واضح وضوح الشمس، أما صامويل فمن بين قهقهاته قال لها مُمازحاً : تعلمين بأن الأجواء ألطف من أن تقولي هذا الكلام السوداوي.

وضحك جميعهم مرة أُخرى في مشهدٍ أقرب للكوميديا السوداء من مشهد تعارفٍ بسيط.

وعند الإنتهاء من هذا المشهد السريالي تقدمت ساكرا نحوه بكل رقة وهي تمد يدها لتصافحه قائلة : إعذارني على كلامي الفظ كانت مجرد مُزحة ثقيلة، وأيضاً أعتذر عن عدم استقبالي لك بطريقة لبقة تليق بسيدة المنزل ولكني لستُ في أفضل حالاتي، كما أنني لم أكن أمزح فأنت فعلاً قد ذكرتني بشخص كنتُ أعرفه سابقاً.

نطقت جملتها الأخيرة وتلاقت نظراتهما فلمعت عيناها بشر ولكنها أكملت قائلة : ولكن هذا مازال مبرر غير كافي لتصرفي، أعتذر مُجدداً.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 27 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

من ماذا هي خائفة؟ | ?𝚆𝚑𝚊𝚝'𝚜 𝚂𝚑𝚎 𝙰𝚏𝚛𝚊𝚒𝚍 𝚘𝚏Where stories live. Discover now