الفصل الثالــث

262 15 6
                                    

توقف أمام الدرج يتنفس بعمق يستعد هدوئه وتوازنه بعد مناقشته مع مريم منذ قليل وتضخمها للأمور بشكل ثقيل ، قرر مواصلة رحلته إلى غرفة الرسم في الأعلى وفرصة للتفكير وربما وضع خطط للتعامل أفضل مع أفكاره ..

توقفت هي أمام غرفة الرسم اعتقاداً منها بإنه مازال يجلس في الحديقة مع هاتفه ولن يأتي الآن ، فكرة خبيثة هاجمتها للتوء ، قررت أن تتأكد من صحة الزيجة الجديدة وهي ترى قسيمة الزواج بعينيها الأثنين فهي تشعر بالغرابة من تعاملهم لبعض وكأنهم أغراب وهذا جعلها تشك في أصل القصة

بدأت تنفذ الخطة بسرعة ودون تردد ، ثم دلفت إلى الداخل أغلقت خلفها الباب ، وأنارت النور لتظهر الغرفة من جميع اللوحات كانت الغرفة تتوهج بألوانها الزاهية وتأخذها في رحلة سحرية عبر عوالم الفن والجمال كانت تبدو كمرسمة من قصص الخيال ، بدأت تستعرض اللوحات بلمساتها الناعمة إصبعها بفضول وإعجاب ، كانت بعض اللوحات تعكس الحزن والألم بينمًا كانت الأخرى تعبر عن الفرح والسعادة ، لن تصدق لا تحب دخول غرفة الرسم أثناء انشغال تميم بها حتى لا يفقد تركيزه وهو لا يحب تواجد أحد بها فكانت النظرة المبهرة منها للوحات حقيقيًا كونها أول مرة تتعمق في فن تميم لرسوماتهُ كانت تبدو وكأنها تتكلم وتروي قصصاً مختلفة ، مليئة بالعواطف والمشاعر المختلفة والأبداع

سرعان ما تناست أمر وجودها و انخرطت في تفاصيل كل لوحة كل حركة فنية وكل تأثير للوان وارواج سحرتهُ على تجسيد المشاعر والأفكار من خلال قطرات الألوان والخطوط المرسومة ، كانت تستمتع بكل لحظة تقضيها وهي تبعث باللوحات والألوان

بدأت بأخذ لوحة بيضاء فارغة وترسم وتشكل الأشكال عشوائية وتركت علامتها بها ،أحسست بفرحة كبيرة تغمر قلبها كالأطفال وهي تتطلع على لوحتها ، حقًا زوجها أبدع في تكوين مشاعره وأفكاره على هيئة ورقة فارغة ، استمتعت بجمال الغرفة المليئة بالإيجابية وتسافر بعيدًا في عوالم الخيال

انتبهت لوقوفه أمام الباب مسند عليه يراقبها بصمت كالعادة يحب النظر إليها فقط كانت ابتسامته الدافئة والحب العميق الذي يشع من عينيه وجعلها تشعر بدفء قلبها والأمان ، كان يراقبها بعناية واهتمام كأنه يروي قصة حب صامتة من خلال ابتسامته الخلابة ..

تعرف أن حبهم سيظل قويًا وثابتاً مثل الجبل الصامد في وجه العواطف ولكن لقلبها الموجوع ماذا تفعل به ..؟!
نظرت له نظرة حزينة وبها عتاب صامت يشع من عينيها الأثنين المظلمة ، كانت لها تأثير كبير عليه وتبدلت إبتسامته إلى حزن والأسف عند رؤية الدموع تطل في عيونها التي يحبها ، راى كم روحها تفتك بسببه ، أظهر تفهمًا لشعورها وأعرب عن اعتذاره وحبه لها عن طريق الفن ، اقترب منها وجلس أمامها كقرصان صامت وبدأ في تحضير نفسه ورفع أكمام قميصه تحت مراقبتها لحركاته

رحلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن