الفصل15:أقرب من قلبي لقلبي

Start from the beginning
                                    

وما يواسي المؤمن في صعابه سوى جملتين «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»«وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم» ولا ندري ولن ندري أبدا ماالأفضل لنا، فمن دبر هذا الكون بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، أ ينساك ويخطأ في تدبير حياتك؟؟! لا وحاشاه فهو المدبر لكل شيء...
Flach back end

غيرت ثيابها لأخرى مريحة وظفرت شعرها الناري الطويل المنسدل وذهبت الى المطبخ لتساعد أمها في إعداد الغذاء.... قاطع انشغالهما صوت الباب الذي فتحُ ليدخل ذلك الذي شحب وجهه وانهكت اعصابه لينطق بعدما استعاد انفاسه متقدما من والدته وشقيقته يحضنهما بذراعيه: "لقد مات أبي الآن، وتحطم كل ما كنت أفعله لتبرأته.. و كل محاولتي بآت بالفشل الذريع ، أنا آسف لأنني تأخرت في ذلك، أنا آسف لأنني كنت عاجزا، آسف لجعلكما تتألمان...." واغرورقت عيناه اللتان من الاخضرار قد بدت سوداء دموعا ...

لتبادلاه العناق ونطقت تؤأمه قائلة:"أخي سيف نحن لاذنب لنا،قد حدث ما حدث وماقدر الله فعل،لا تلوم نفسك أبدا،يكفي وجودك دائما معنا" قَبَل جبين أمه التي أكتفت بالصمت حليفا لها في كربها ومسح دموع الهوامع التي انسابت على وجنتي توأمه بيديه...

ثم سألت:"اذا ماالذي جرى في مركز الشرطة،لم أستطع أن ألحق باكرا من السفر" ردت أمه:"لا بأس إبني نحن ذهبنا واستمعنا لنائب العام المسؤول"

اضافت أخته:"أجل ذهبنا هناك والتقينا بإبنه الشاب و......"هكذا قصت حنين كل ماجرى معهم لأخيها سيف وهو يصغي لها بانتباه .
ــــــــــــــــــــــــ
في شركة الغد
قد مرت ساعة بالفعل على الأمر الذي أوكله مصعب لسكرتيره... وهاهي الآن منار تقف أمام استديو التصوير، لتقدم تلك الحصة التلفزيونية،(كان برنامج صباحي لمدة خمسة واربعون دقيقة يستضيف في كل مرة أشخاص ناجحين كأصحاب المشاريع المصغرة يخوضون حوارات بسيطة مع الصحفي، هدفه دعمهم و اعطاء فكرة لشباب حول المشاريع تحت عنوان "طريقي نحو النجاح" هكذا هي قناة غد تنتقي برامجها بعناية شديدة وتدرس الفائدة منه قبل أي شيء آخر، فهي تبحث عن انتقاء متابعيها أيضا)

(منار) تحركتُ بضعة خطوات نحو الاستديو بعدما قرأت دعاء تيسير الأمور وأخدت مكاني في حين قابلني شاب ثلاثيني كان ضيف الحلقة، كنت مرتعبة كثيرا فلأول مرة سأسجل حصة وإن لم تكن حصرية فهي مع ذلك أمر صعب الا أنني كنت واثقة من نفسي كثيرا، فقدراتي تمكنني من فعل ما أرمي له منذ الصغر، أخدتُ شهيقا وزفيرا، أنظم به أنفاسي المبعثرة وأغلقت عيناي لثواني وما أن فتحتهم حتى وجدته يحدق بي بخضراويتاه الحادتين من إحدى زوايا الأستديو.

لا أنكر أنه وسيم وشخص منضبط وجِدي ألا أنه مرعب في بعض الأحيان كذلك... بلعتُ ريقي وأزحت ببصري عنه فنظراته لم تتغير البتة، أخرجني من سهوتي صوت المخرج الذي أعلن عن إنطلاق الحصة التلفزيونية)

دروب العَتمة🖤[مكتملة] Where stories live. Discover now