ندم 🤍

3 1 3
                                    


استيقظت و أنا أشعر بألم شديد في مختلف أنحاء جسدي و خاصة باطن قدمي التي إمتلأت بشظايا الزجاج الذي تناثر في أرضية المطبخ بإهمال...

إن قدمي تستمر بالنزيف و لا أظن أنها ستتوقف لوحدها تحاملت على نفسي و نهضت موجهة الى الحمام ، أخرجت علية الاسعافات الأولية و رحت أضمد جراح قدمي ، إنها مؤلمة جدا ، اتجهت إلى المطبخ لأقوم بتنظيفه لكنني ما إن أمسكت بالمكنسة حتى تناهى الى مسمعي صوت زقزقة العصافير ، ٱه مهلا لحظة لقد تذكرت أنها نغمة جرس الباب ، إنني أجزم بمعرفتي من يوجد خلف الباب الخشبي ذلك ، ألقيت نظرة خاطفة من فوهة الكوة لأجدها جارتي في السكن السيدة جوليا ،
لقد كنت أعرف أنها الفاعلة فهي الوحيدة التي تقوم بالتطفل في أوقات باكرة كهذه ، لكن مالذي أتى بها هذه المرة ، إنها فضولية جدا وحتكا ستسألني العديد من الأسئلة


فتحت الباب لأجدها منتصبة كالوتد في وجهي ، و عندما أردت أن أقدم لها إعتذارا عن تأخري فإذا بها تدفعني و تدخل بسرعة الى غرفة الاستقبال القريبة من المطبخ

: صباح الخير روزي قالت بعفوية

:صباح النو....... أجبت بتلعثم

قاطعتني قائلة

: لماذا كنت تصرخين ليلة أمس ؟ هل شاهدت كابوسا؟ أم أنك سهرت تطالعين فيلم رعب ؟

: في الواقع أنا .....

قاطعتني مرة أخرى

: سمعتك تصرخين بشدة و أنت تعتذرين مِنْ مَنْ ؟؟

كانت طريقتها هذه مستفزة فهي لم تسمح لي بالحديث حتى

:إسمعيني جيدا عمة جوليا ، أنا الأن أمر بفترة صعبة جدا من الناحيتين النفسية و الجسدية و ما سمعت البارح كان تأثير رواية بوليسية قرأتها ، فهلا تركتني الان لأستريح قليلا من فضلك ؟

تجاهلت تلك العجوز كل ما قلته بينما ركزت على آخر كلمة ﴿هلا تركتني من فضلك ﴾





: هل قمت بطردي الان ؟

قلت بسرعة مبررة

: لا ، لم أقصد قول هذا و لكنني مضطربة نوعا ما ..

: حسنا و لكنني سأعود مرة أخرى لأطمئن عليك

: حسنا شكرا لك ، عمة جوليا ، إلى اللقاء .

: حسنا شكرا لك عزيزتي و اذكري أنني معك في أي وقت





اتجهت جوليا نحو الباب و سحبته خلفها بهدوء ، و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة ، لا أعلم مالذي تفكر فيه لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه أنها تملك أذنين بحجم أذني الفيل، و لكن رغم هذا إنها إمراة حنونة رغم كل شيء

اتجهت الى سريري فالنوم هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله الأن بالرغم من أنني أعلم نوع الكوابيس الذي سيراودني

أدرت مفتاح الطاولة أمامي و سحبت الدرج إلى أن ظهرت علبتان بيضاوتان تحمل كل واحدة منهما أقراص مهدئة اهلي أستريح من قليلا من هذا الثقل الذي يضغط على قلبي و يعذب ضميري،

تناولت ثلاثة أقراص دفعة واحدة و سرعان ما أصبت بدوار شديد إلى أن انتقلت الى عالم الاحلام.... عفوا أقصد عالم الكوابيس ....

لقد نمت هذه المرة نوما عميقا -لا داعي لذكر الاحلام التي راودتني هذه المرة - أشعر بألم فضيع في رأسي و ثقل في عيناي يمنعني من فتحهما بشكل جيد ، اتجهت نحو الشرفة لأستنشق بعض الهواء النفس فلمحت أبنتيها الصغيرتين تلهوان في الشارع غير ابهتين بالعالم حولهما توقفت إحداهما و لوحت لي بيدها الصغيرة و قد ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتها ، شعرت بإنقباض في صغري و اغرورقت عيناي بالدموع حتى أصبحت الرؤية أمامي شبه منعدمة ، كيف طاوعتني نفسي على قتل أم لملاكين صغيرتين ، هل أنتزع قلبي أم انا بصيرتي قد أصيبت بالعمى ؟ لقد حملني حقدي الى قتل صديقة عمري و رقيقة روحي ، مالذي سأفعله الان هل أسلم نفسي للشرطة و أسمح لضميري بالراحة أم أقوم بارتكاب جريمة أخرى أشنع من سابقتها لأطهر روحي من دنس الماضي .. أم أحضر حبلا أعلقه في سقف غرفة المعيشة و أترجح فيه لتتأرجح معي ذنوبي و خطاياي ؟ لن أستطيع عيش حياة معذبة يلفني المدن من كل جانب أتناول خطيئتي و أتجرع دموع حسرتي بمفردي ؟

واحسرتاه علامَ أذرف دموعي على صديقتي أم على حياتي التي ضاعت هباءا منثورا ؟!

مرت الايام و الأسابيع ولازالت أنا مجهولة المكان لا أحد يعلم موقعها سور الله و أنا طبعا ، قلبي يتمزق شيئا فشيئا و خاصة عندما ألمح أنستازيا و كريستينا تجلسان وحيدتين في زاوية من زوايا العمارة العمارات لا تشاركان الأطفال اللعب و اللهو ، إن منظرهما محزن جدا و مثير للشفقة إن المدن يعتصر قلبي و يمنعني من النوم براحة أتمنى لو أن يدي قطعت قبل أن أحمل ذلك السكين..

regret Where stories live. Discover now