Part : 5

1.8K 89 7
                                    

ضحكوا العيال ، وتضايق نمر من جا طاري عُدى : بجيب حاجه وراجع لكم " طلع نمر وحده والعيال جلسوا يسولفون " تنهد نمر بضيق وهو يتمشى وسط الحوش وضحك بسخرية ، صارو كل ما يطرون عُدى يترحمون عليه ، بعد ما كان المفروض يكون جالس معهم الحين ، صار أسم عُدى ينذكر بينهم بمجرد ذكريات ، صارو يذكرونه بالرحمة وحتى لو فقدوه ما بيكون بينهم ، تنهد نمر وهو يمسح ذقنه : الله يرحمك يا عُدى ،

-
ناظرت عذوب جوالها إللي يدق بأسم مها ، استأذنت من البنات وطلعت للحوش تتكلم مع معها : هلا مهاوي " عقدت ماحبيتها عذوب بستغراب وهي تسمع صوت شهقات مها : مها !! وشفيكِ ليه تبكين ؟
عضت مها شفتها وهي تحاول تتمالك نفسها : عذوب تعبت والله تعبت معه وش أسوي تكفين وش أسوي مالي غيرك أشكي له تكفين عذوب شسوي ساعديني شسوي ،
سكتت عذوب وكانت تتمشى بالحوش وهي ما تدري رجولها وين توديها كانت عاجزة تلقى لـ مها حل تنهدت ونطقت : مها حبيبتي أنتي قويه وأكيد الله بيجازيكِ على تعبكِ
تنهدت مها بضيق ونطقت : أن شاءالله
عذوب : الله يعوضكِ خير ، قوي نفسكِ مها لا تضعفين
سكتت مها ونطقت : أن شاءالله ، عذوب بكلمك بعدين أسمع صوت الباب شكله الكلب رجع
عذوب : طيب حبيبتي طمنيني عليكِ من يروح " قفلت مها الخط ، وتنهدت عذوب بضيق جت تلف وأستغربت سمعت صوت غريب ، ناظرت جهه الصوت حتى تشوف وش هو ، وصارخت بخوف من شافت النمر إللي كان طالع من قفصه ويناظرها بعدوانية ، رجفت عذوب بخوف وهي خايفه تكون ذي نهايتها وبدت ترجع بخطواتها لوراء ، والنمر كل ما تبعد كل ما يقرب منها ،
جا نمر إللي كان يتمشى بالحوش بذاك الوقت وأستغرب من شاف البنت إللي كانت واقفه عند قفص النمر ، سكت شوي وهو يستوعب أن قفص النمر مفتوح وأنه نمره ما يحب الغرباء ويهاجمهم ركض نمر بسرعة يسحب نمره ويرجعه للقفص وهو يصارخ بـ أسم نمره إللي يربيه ، دخله القفص وناظر وراء حتى يتطمن على البنت ولو صار لها شيء وسكت ثواني من عرفها : النرجسية !
ناظرته عذوب بصدمة وهي ترجف من خوفها ، تقدم نمر بسرعه من عذوب وهو يبعدها عن الحوش المتواجد فيه قفص النمر : وش تسوين هنا ! وكيف دخلتي للنمر؟ ما أحد قلك أن ذي المنطقه محظوره فالبيت وما أحد يدخل لها من الغرباء ؟
هزت رأسها وهي تمسح دموعها بخوف وجسمها ينتفض من الخوف إللي اجتاحها : ما أحد قالي جيت هنا بالغلط كنت أتكلم مع صاحبتي مدري كيف وصلت هنا يوم قفلت شفته قدامي يناظرني ويقرب مني
هز رأسه نمر وهو يتنهد براحه : الحمدلله ما صار لكِ شيء وجيت بالوقت المناسب تعالي أوصلكِ للحريم لا تبقين وحدكِ هنا
تنهدت عذوب ونطقت : بس أنا ماودي ودي أبقى وحدي شوي أغير جو وأخذ نفس
ناظرها نمر بستغراب وسكت لـ ثواني : ليه فيكِ شيء ضايقة من شيء ؟
تنهدت بضيق ورجفه جسمها واضحه نطق نمر وهو ملاحظ رجفتها : بعدكِ خايفة ؟
هزت رأسها عذوب بالإيجاب : أيوه
نمر : خلاص ما حصل حاجة الحمدلله لا تخافين ، ما رديتي على سؤالي ! أنتي ضايقه ؟
هزت رأسها بالإيجاب : أيوه أنت ضايق بعد ؟
هز رأسه نمر بتنهيده ينطق : للأسف أيوه ودكِ نسولف ونتقهوى أثنينا سوا ؟ نتشارك الهموم دام الضيق مسير علينا الليله أثنينا
هزت رأسها عذوب وهي تضحك بسخرية : ما توقعت بعمري بشاركك أنت بذات همومي
ضحك نمر وهو يعدل شماغه : ما تخيلت بعمري بجلس افضفض للنرجسية بس ماعليه خلينا نعتبرها هدنه بيننا لكم ساعة بس
هزت رأسها عذوب بالوافقة ، وضحكوا أثنينهم بسخرية دخل نمر البيت ولحقته عذوب وهم يطلعون للدور الثاني ، فتح باب البلكونه وطلع يوقف عنده استندت عذوب على أسوار الشُرفة وناظرت نمر : وش مضايقك أنت ؟
نطق نمر بهدوء : سببين الأول موت شخص اعزه وثاني دخول شخص اعزه غيبوبة مدري بيصحى منها ولا لا
سكتت عذوب وهي تنطق : عُدى إللي مات قبل شهر ؟ سمعت من بابا أن كانوا مجموعه عيال يشتغلون معهم طالعين سفرة وأحد منهم مات وثاني تضرر ودخل غيبوبة وثلاث أخذوا إصابات خفيفه ، تعرفهم ؟
هز رأسه بالإيجاب : كنت وأحد من العيال ذولا
ناظرته عذوب بصدمه وضحك نمر بسخرية : كنا أنا وراكان وعُدى وعنان وسهم ، كانت نيتنا كم يوم نجلس بالبحرين نغير جو طلعه عيال طلعنا خمسه رجعنا ثلاث ، بس تدرين وش إللي يعذبني يالنرجسية ؟
نطقت عذوب بهدوء وهي تناظره : وش ؟
تنهد نمر تنهيده طويله : أنا أخر شخص كلمت عُدى قبل يموت شفته يموت قدامي بين يديني ماقدرت ! ما قدرت أنقذه ما قدرت أسوي له شيء حتى مات قدامي وأنا عاجز ! أنا عجزت أنقذه أنا عجزت انقذ صاحب عمري ؟ شفته قدامي قدامي يموت قدامي
أبتسمت عذوب بسخرية وهي تلف وتسند يدها على البلكونه وتناظر السماء : وأنا ، أنا عجزت أني أساعد صاحبتي ! شكت لي بكت لي بس ما أقدر أساعدها ما قدرت لا أساعدها ولا أخفف عنها كل إللي قلته الله يعوضك بس ! كانت مها أول وحده توقف جنبي وتساعدني وتسندني حتى لو أنا بمصيبه مالها حل تدور ألف حل علشاني ؟ بس أنا ما قدرت أنا ما قدرت أساعدها
سكت نمر وبقى يتأمل السماء ونجوم وسواد الليل : النجوم مزينه السماء الليله يالنرجسية وسواد السماء يذكرني بلون سواد عيونك
ناظرته عذوب بستغراب وضحك : كنت أحاول الطف جو بس ظاهر أني جبت العيد بدال لا الطف الجو
عذوب : ذي مدحه ولا سبه ولا أيش ؟
نمر : مدحه ، صحيح قالي سهم من قبل أنكِ سالتي عني وسألتي عن أسمي ، معجبة ؟
هزت رأسها عذوب بالنفي : لا بس أستغربت يوم شفتك ثاني مره بنفس المكان إللي كنت فيه
نمر : ثاني مره أنتي شفتيني ألف مره ، متى سالتي عني بضبط ؟
عذوب : تذكر يوم ساعدتني بالبر ؟ ثاني يوم طلعنا أنا وصاحبتي نتقهوى وشفتك صدفة بنفس المكان إللي كنت فيه وأستغربت من الصدفة إللي تكررت ويوم سالت النادل طلع ولد خالك ،
أبتسم نمر بهدوء وهو يرجع يناظر السماء : يقولون الدنيا صغيرة ، وأكبر دليل أن نفس البنت إللي ساعدتها تشتغل معي بنفس الشغل وبنت خوي أبوي وخويه خواتي ، صدف غريبة صح
هزت رأسها عذوب بالإيجاب : صدق والله الدنيا صغيرة ، صح تراني نسيت وش أسمك قاله لي مره ولد خالك يوم سالته  بس نسيته
نمر : نمر أسمي نمر
عذوب بستغراب : نمر ويربي نمر ؟
ضحك نمر وهز رأسه : أبوي له حبّ تربية النمور ولهالسبب سماني نمر وخذيت ذا الطبع منه والحب منه ، صح ودكِ أصب لكِ قهوة ؟
هزت رأسها عذوب بالإيجاب ودخل نمر للبيت وهو يسحب الدلة إللي كانت فوق البيانو ،
أبتسمت عذوب وهي تشوّف البيانو: البيانو لك صح ؟ سمعت عزفك مره في لندن عادي تعزف الحين مره ثانيه ؟
هز رأسه نمر بالإيجاب وهو يمد لها كوب القهوة ويجلس : وش ودك أعزف ؟
سكتت عذوب لثواني وأبتسمت : في أغنية لـ كرتون قديم كنت أحبه ما أدري لو تعرفه
نمر : إللي هو ؟
عذوب :في يوماً ضاقت بي الدنيا
أبتسم نمر من عرف الأغنية إللي تقصدها : عرفتها
عذوب ببتسامة : تقدر تعزفها ؟
هز رأسه نمر بالإيجاب : أقدر
أبتسمت عذوب من بدأ نمر يعزف اللحن ، وخذت نفس وبدت تغني مع الألحان ، التفت نمر يناظرها بذهول ما توقع أن صوتها حلو بالإغناء ، أبتسم وهو يكمل عزف ، وعذوب تغني :
في يومياً ضاقت بي الدنيا ، ورميت وحيداً منسيا
ودموعي تنهمر سخيا ، ضاعت مني الأحلام
فوجدتك قربي كالشمس تنير ، تجلوا الأوهام ،
في عتم القلب كبارقة تمسح عني الآلام ،
أبتسم نمر وهو يوقف عزف : طلع صوتك حلو يالنرجسية ،
عذوب : أعترف أن عزفك حلو ، كنت بدور لك لقب بس أسمك يكفي ويوفي يثبت وحشيتك ، بذات أنك تربي حيوان متوحش لهالسبب بسميك المتوحش
ضحك نمر وهو يمسك الفنجال ويشرب منه : الظاهر أنتهت الهدنه بيننا ! يا طير الطاووس المغرور
ضحكت عذوب وهي ترجع قذلتها لوراء : أنتهت ، مع سلامه ياالمتوحش " ضحك نمر بسخرية وراحت عذوب ترجع للحريم ، جا نمر يقوم وانتبه أن في أسوارة طايحة بالأرض ، شاله وهو يحاول يتذكر ذا لمين : أعتقد أنها أسوارة النرجسية ! وشلون أرجعه لها الحين ، تنهد وهو يدور جواله حتى يتصل بـ خوانه بس من سوء حظه أن جواله مطفي شحن : يليل

ياعذوب عيونك وياعذاب النمرWhere stories live. Discover now