الفصل الواحد والعشرون: خطوبة أم معركة حربية؟

Start from the beginning
                                    

حسنًا، كلما سمعت تلك الكلمة عقلي يربطني تلقائيًا بالوغد المدبلج، وعلى ذكر ليونار صدحت ضحكاته من الخارج فعلمت إنه كان يشاهد ذلك العرض، ففتحت باب السيارة وهبطت منها بوجه مقتضب الملامح.

- إيه الروب ده؟!

- جميل أليس كذلك؟! لقد حققت حلمي باستدراج فتاة للمنزل وأنا أخرج لها بهذا الثوب مثل الأفلام.

قالها ليونار بنبرة سعيدة وهو ينظر إلى المعطف الخفيف ذو اللون الأحمر الداكن الذي يرتديه فوق بنطال قطني باللون الرملي وسترة ذات قلنسوة خارجة من الخلف فوق الثوب تعقيبًا على حديثي المستنكر من أثر هيئته الغريبة التي أصبحت مضحكة الآن.

- هتستدرجني بمنزل كله ستات! وإيه الشعر ده؟

- كيرلي. (مجعد)

قالها بنبرة واثقة وهو ينتفخ في وقفته كديك رومي وحيد يستعد للصياح بعد آذان الفجر وهو يضع كفيه في جيوب الثوب الذي يرتديه بشموخ بعد حديثي المستنكر بسبب شعره الملتف بطريقة غريبة وكأنه يثبته بمخفوق بيض حتى يصبح على تلك الهيئة التي توحي إليَّ وكأنها ثعابين صغيرة داخل عش بيض ثعابين فُقسوا للتو.

- كيرلي إيه، ده طبق إندومي معجن.

- واحسرتاه قاسية الفؤاد، مما صنعتي يا امرأة؟ لم يصنع قلبي من حديد ليتحمل كل تلك الضربات الساخنة الهادرة منكِ بدون توقف فوق خفقاته المشتلعة.

قالها ليونار بنبرتة التراجيديا وهو يدلف للداخل من جديد فشعرت بالتعجب للمسي حزن نبرته وكأن الحديث خرج من قلبه بالفعل، حسنًا، أعلم أن لساني سليط معه لكنني كنت أمزح، هو كذلك يمزح معي مزحات تصيبني بتجلط الدماء!

- هو إنت زعلت؟ أنا أكيد مش قصدي اتنمر عليك، أنا مش بحب التنمر.

قلتها بنبرة خافتة بعدما شعرت بالضيق وبدأ ضميري يؤنبني أثناء اللحاق به إلى داخل المنزل ثم الرواق حتى وصل إلى المطبخ، فابصرت شهد تجلس أمام الحاسوب الخاص بها حول الطاولة الخشبية فعلمت إنها تكتب فصل الرواية الألكترونية، فخطوت ناحيتها وضمتها من الخلف بقوة.

- أنا لا أحزن منك قاسية الفؤاد يمكنك قول أي شيء دون تفكير، أنا فقط حزين، أشعر أن وتد اخترق قلبي.

قالها ليونار بنبرة مرتعشة بعدما تحركت المنطقة بمنتصف عنقه لتنذر بابتلاع الغصة داخل حلقه ثم أمسك العجين الذي صنعه بالفعل وبدأ بفرده فوق السطح الرخامي أمامه، فنظرت إلى شهد التي عادت إلى روايتها من جديد بعدما القت التحية عليَّ وكأنها لا تستمع للحديث الذي خرج من ليونار، فتابعت يد ليونار ووقع بصري على خطوط حمراء لجروح تمتد للأعلى فوق مرفقه لكنني لا أراها بشكل كامل.

- ليه زعلان؟

- كيف حصلتي على تلك الندبة؟

قالها ليونار بتساؤل وهو يشير بإصبعه ناحية رأسي حيث تظهر ندبة صغيرة جانب حاجبي تكاد تكون غير مرئية حيث ظهرت له واضحة لأنني رفعت غرتي وعقدت شعري بإهمال في رابطة على شكل كعكة غير مهندمة فوق رأسي كما ارتديت بنطال وسترة رياضية واسعة ومريحة.

أنوبيس Where stories live. Discover now