06 | ولادة من الرماد

221 52 185
                                    

أنا تائهة مثل نجوم فقدت ليلها...

.......................................................................................

بعيون تجردت من الحياة الرحيمة، يحدق بتلك الجثة الهامدة والتي بالفعل كانت غارقة في بركة من الدماء، لم يتحرك ساكناً، لم يكُن رؤية مثل هذا المنظر أمر جديد عليه، وبدا أنه معتاداً على فعلها حتى...

نستطيع رؤية تلك العلامات التي خلفها بفعلته الشنيعة عليها، كدمات زرقاء تعود لـ أنياب، كمن التهم فريسته، ونعم كما تتوقعون أنه يقوم بهذه الأفعال لأسباب وليس للمتعة، لكن من نخدع ؟ أنني أتحدث عن فرد من نسل الشيطان، متنكراً بهيئة الملاك الطاهر يستدرج ضحاياه ويشفط آخر رشفة من دمائهم ثم يتركها جثث بلا حول ولا قوة.

سقط القناع، وسقطت رحمته وإن كانت هناك ذرة من الأساس، البشر.. كل ذلك بسببهم.. هم يستحقون ما يحل بهم، هذا ما يظنه هو على الأقل، تلك القرية يُجب أن تُباد.. جملته التي ترافق شياطينه في رأسه من عقود طويلة..

"تخلص منها...كارل.." فاهَ مخاطباً أحد أفراد مجموعته الذي كان يقف أمامه بصمت، قاصداً الجثة بكلمَاته الجافة، ومن ثم غادر المكان بأكمله تاركاً كارل خلفه ينظف قذارة ما صنعته يديه المتدنسة بدماء حثالة تلك الجماعة وربما بعض الأبرياء عن طريق الخطأ...

لوهلة تسربت هيئتها المشاغبة في مخيلته مثل الوهم، سار يسلك طريقه إلى الباب الخلفي من العيادة، حيث هي، مدركاً أنها إنتهت من العلاج وسيحين موعد عودتها إلى منزلها، وفي نفس الوقت هو لا يريد ذلك، بل كان يرغب بوجودها الدائم أمام ناظريه، يخشى أن تختفي كما اختفت يامن انجبته من الحياة تاركة خلفها رماد خلفتها بحقدها وإرادتها لتأخذ بثأرها..

يُقال أن الأشياء الجميلة قد تولد من الرماد، إلا أن الرماد التي ولد منها هو ليست سوى قنبلة موقوتة من الشيطانية خالية من الطمأنينة ومجردة من السلام والرحمة التي لا يعترف بها البتة، الأفعال الناسخة عن الخير ليس إلا البداية لخلق الجحيم بعينه على أرض القرية التي تجهل ما تأمن بروحها عنده.

أن الرماد تخلق الفساد فقط، في مثل هذا العالم، الجمال شيء مؤقت والقبح هو ما يدوم وإن وجد، وما قصدته بالقبح هو قبح داخل الإنسان، مكنوناته وكل ما يخصه، يخفيه خلف قناع المجاملة وإن سقط ستظهر حقيقته أمام المرئ و صدقوني لا أحد يريد ذلك إلا المجنون عقلياً الذي لا يفكر بما يفعله، هو فقط يفعل ولا يُبالي بهراء العالم..

يمكنكم التخيل، ما الخراب والدمار الذي سيحل من خلفه والذي سيُزرعه بنفوس البشرية بدمائهم ودموعهم، وبمجرد تصوره للمشهد؛ داخله يرتاح على الأقل من أجل والدته التي بظنه لم تمُت بسلام. وثأره سيجعلها تنام للأبد بهناء.

في رأيكم هل تستحق البشرية ذلك ؟

سؤال غبي كما توقعت..

دعونا نعود للقصة الآن وكفانا حقائق لهذه اللحظة..

THE VIRUS | الفيروس | JJK (قيد التعديل) Onde as histórias ganham vida. Descobre agora